كانت عائلة الشهيد عبد الرحمن جمال قاسم تزين المنزل وتحضر الحلوى للاحتفال بعيد ميلاده الثاني والعشرين، بمخيم الجلزون شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وفي تلك اللحظات، تجمع أفراد العائلة حول طاولة الحلوى باستثناء صاحب المناسبة، فسارعوا بالاتصال عليه من خلال الهواتف دون رد، بحسب ما قال خال الشهيد عبد الحكيم غنام لوكالة "صفا".
ويقول غنام صار الجميع ينادي ويتصل ويسأل "وين راح (عبود)، ليش عبود غايب" كما هو معروف بهذا اللقب بين عائلته وأصدقائه في المخيم.
ويضيف "انتظرت عائلته لتحتفل به دون معرفة مكانه، فأخبرهم أحد أصدقائه أنه مازحه كعادته بعبارة "ودع أهلي".
ووسط حيرة العائلة، ودون معرفة مكان ابنها، ورد خبر مفاده بحصول عملية طعن بالقدس وسرعان ما تناقلت الأخبار بأن المنفذ من عائلة قاسم بمخيم الجلزون، دون تحديد هويته.
ويلفت غنام إلى تلقي العائلة اتصالاً من ضابط في مخابرات الاحتلال بوالد الشهيد يبلغ بوجود عبد الرحمن لديهم وأنه قام بعملية طعن، فأخبره الوالد بأنهم يبحثون عنه.
وبحسب غنام، فإن الصور التي عرضت خلال تنفيذ العملية تؤكد أن الشهيد تمت تصفيته عن عمد، إذ أن عناصر شرطة الاحتلال سيطروا عليه بعد إطلاق النار عليه ووقوعه أرضًا، ومن ثم قاموا بإطلاق النار على بطنه.
ويؤكد غنام أن فيديو العملية أظهر بشكل واضح صراخ أحد عناصر الشرطة باللغة العبرية يحث على إطلاق النار على رأسه بهدف تصفيته بصورة مباشرة.
ويوضح أن مخابرات الاحتلال استدعت والد الشهيد صباح اليوم إلى حاجز قلنديا للتعرف على الجثمان، واشترطوا عليه بعدم المطالبة بتسليم الجثمان قبل أسبوع.
لحق بصديقه
وخلال أحداث انتفاضة القدس قبل سبع سنوات، استشهد ليث الخالدي بمخيم الجلزون، وظلت صورة الشهيد عالقة في ذاكرة قاسم.
ويبين غنام أن قاسم ورغم استشهاد صديقه الخالدي ظل متعلقا به ويرتدي لباسا يضع عليه صورته، ويردد اسمه على الدوام، ويعج منزل العائلة بصوره، وهو أشبه بتوأم روحه.
ويتابع :"دائما ما يردد عبارات بدي ألحق في ليث واستشهد".
ويروي غنام أن الشهيد صاحب حضور مرح على الدوام يحب الرياضة، فلم يكمل تعليمه المدرسي وكان يحب العمل مع والده وأخوته في المطاعم، وهو الأوسط بين إخوانه الخمسة.
والشهيد قاسم من عائلة مهجرة من قرية كفرعانه قرب مدينة يافا المحتلة، حيث هجرت عائلته عام 48 وأقامت بمخيم الجلزون، ولاحقا أقامت بقرية جفنا قرب المخيم.
واستشهد عبد الرحمن قاسم أمس الاثنين بعد طعنه لاثنين من عناصر شرطة الاحتلال بالبلدة القديمة بالقدس، أعقبها إطلاق النار عليه واستشهاده.