web site counter

49 عامًا على استشهاد القائد "جيفارا غزة"

غزة - صفا

ولد الشهيد محمد محمود مصلح الأسود "جيفارا غزة" في 6 يناير 1946 بمدينة حيفا شمال فلسين المحتلة وخرج مع أسرته بعد النكبة 1948 مهاجرا إلى قطاع غزة.

وسكن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وحاول إكمال دراسته الجامعية في جمهورية مصر العربية.

لكن عائلته لم تستطع مساعدته فترك الدراسة وعاد للقطاع بعد سنة واحدة عمل هناك موظفاً بسيطاً.

سبب التسمية

وغطى اسم "جيفارا غزة" على الاسم الحقيقي لمحمد محمود مصلح الأسود، هذا الثائر الذي صنع مع رفاقه في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين قلقًا دائمًا للاحتلال.

ودفع حينها وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، لأن يقول "نحن نحكم غزة في النهار وجيفارا يحكمها في الليل".

وأخذ الشهيد القائد محمد الأسود لقبه من الثائر الأرجنتيني أرنستو تشي جيفارا الذي اشتهر بثوراته التاريخية ضد الظلم والاستعمار، وقدرته على المقاومة والتخفي.

جيفارا غزة يوثق لمقاومة السبعينات

وانضم "جيفارا" إلى حركة القوميين العرب عام 1963، وأصبح بعد وقت قصير من عناصر التنظيم النشطة في قطاع غزة.

وبعد نكسة يونيو/ حزيران 1967 أصبح قائدًا لإحدى المجموعات المقاتلة في منظمة "طلائع المقاومة الشعبية"، لينضم لاحقاً إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ونفذ مع مجموعته عدة عمليات جريئة خلال بدايات العمل المسلح، ومن نتائج عملياته إيقاف الإسرائيليين عن زيارة قطاع غزة.

واعتقل بتاريخ 15-1-1968 وبقي في السجن لعامين ونصف، ثم أطلق سراحه في يوليو/ تموز 1970.

لكن لم يكن الاحتلال يعرف أن محمد الأسود هو جيفارا أثناء فترة سجنه.

وواصل الأسود نضاله، وقام بنشاط مكثف لإعداد المجموعات العسكرية وتدريبها وتثقيفها، وتسلم قيادة العمل العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة حتى استشهاده.

وقاد رفاقه الثوار تحت أجواء المطاردة والخنق التي مارستها السياسة العسكرية الإسرائيلية بقيادة موشيه ديان.

واستطاع بسرعة ربط التنظيم السياسي والعسكري، واهتم بإنشاء اللجان العمالية والنسائية والاجتماعية ورعاية أسر الشهداء، وحتى ترتيب مكتبة مركزية ومكتبات فرعية في قطاع غزة للتثقيف السياسي والحزبي.

واستطاع أن يكسب ثقة أبناء غزة حين تصدى لمؤامرات الاحتلال في تهجير سكان غزة بأن نظم مظاهراتهم وإضرابهم الكبير.

كما عاقب الخونة وعملاء الاحتلال بعد أن حاكمهم، ووضع شعارًا لمحكمة الثورة هو “إن الثورة لا تظلم.. لكنها لا ترحم”.

التخفي

وابتكر "جيفارا غزة" العديد من وسائل التخفي التي كانت تسهل عليه الإفلات من قبضة العدو مرارًا، فأربع سنوات من المطاردة في مكان صغير مثل قطاع غزة، لن يكون ممكنًا دون عقلية عسكرية فذة.

ظل الشهيد القائد محمد الأسود لغزًا محيرا للعدو، وقد قاد نضال الجبهة طوال آخر ثلاث سنوات من حياته.

ولم تكن تمضي عليه أربع ساعات في مكان واحد، كان له ملجأ في كل مكان من قطاع غزة الضيق.

وجن جنون الاحتلال يوم أن قام باحتلال غزة عسكريًا، ولم يترك شبراً في قطاع غزة إلا ودخله.

لكن خاب آمله وفشلت خططه أمام عبقرية "جيفارا غزة" العسكرية.

"تكتيك جيفارا"

"جيفارا غزة" هو من وضع تكتيك "اضرب عدوك ضربات سريعة متلاحقة وفي أماكن عدة متباعدة وفى نفس الوقت، حتى يفقد صوابه وحتى لا يترك له مجالا للبطش بمنطقة منفردة".

وفي يوم السادس من يوليو/ تموز 1971 اقتحمت مجموعة من رفاق جيفارا منطقة محاصرة وألقوا القنابل اليدوية تجاه تجمعات العدو وأمطروهم بالرشاشات، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وجرح العديد منهم.

وكان ذلك على مرأى الجماهير المحاصَرة، ما تسبب في إرباك قوات الاحتلال ورفع معنويات المحاصرين.

وكانت من نتائج هذه العملية المباشرة أن تراجع الاحتلال مرغمًا عن أسلوب العقاب الجماعي، واقتصر بعد ذلك على فرض حصار جزئي على منطقة الحادث لساعات فقط.

كما اشتهر بأنه هو من وضع خطط استدراج جنود الاحتلال، حيث يحدد المكان والزمان، فيقع العدو في المصيدة.

واتبع أسلوب الكر والفر، فبعد كل ضربة توجه للثوار، كان يأمر بالتريث وإعطاء الفرصة للمراقبة والمتابعة وإعطاء الوهم للاحتلال بأن الثورة انتهت.

استشهاد "جيفارا غزة"

وفي التاسع من مارس/ آذار عام 1973 تمكنت قوات الاحتلال من معرفة مكان وجوده، فحاصرت البيت الذي كان مختبئًا فيه خلف مستشفى الشفاء بمدينة غزة، مستعينة بمئات الجنود والدبابات وبغطاء جوي.

ورغم هذا المشهد لم يستسلم "جيفارا غزة" ورفيقيه عبد الهادي الحايك، وكامل العمصي، واشتبكوا مع قوات الاحتلال إلى أن استشهد ثلاثتهم.

وحينها حضر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه ديان إلى غزة بنفسه للتأكد من استشهاد جيفارا.

تحية عسكرية لجثمانه

اللافت أن الضابط الإسرائيلي المسؤول عن الهجوم على "جيفارا" أدى التحية العسكرية لجثمان جيفارا ورفاقه، وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي بتوزيع الحلوى بعد تأكد خبر مقتله.

وتم تشييع جثمان الشهيد محمد الأسود ورفاقه بجنازة مهيبة حيث تم مواراتهم الثرى في مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة.

م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام