web site counter

في مواجهة إجراءات أسرلته

"مدرستي في القدس".. حملة عالمية لإنقاذ التعليم بالمدينة ودعم الطلبة

اسطنبول - خاص صفا

في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لأسرلة التعليم في مدينة القدس المحتلة، عمد الملتقى العالمي الإنساني "كلنا مريم" لإطلاق حملة عالمية بعنوان "مدرستي في القدس"، من أجل لفت أنظار العالم والمجتمع الدولي لما يعانيه هذا القطاع الحيوي والمهم في المدينة المقدسة من تمييز وإجراءات عنصرية غير مسبوقة.

وانطلقت الحملة من مقر الملتقى في مدينة إسطنبول التركية، لتشمل دولًا عربية وإسلامية، وصولًا إلى دول أوروبية.

ودعت "كلنا مريم" لأوسع مشاركة في التغريد على هاشتاغ "#أنقذوا التعليم في_القدس"، من خلال نشر صور ومقاطع مصورة ومكتوبة حول واقع التعليم في المدينة، والمطالبة بالتحرك لإنقاذه

واقع مرير

رئيسة الملتقى هند المطوع تقول لوكالة "صفا" إن الحملة تأتي انطلاقًا من مسؤولية الملتقى نحو الطفل والمرأة المقدسية، وضرورة الوقوف إلى جانب الأمهات اللواتي ينتظرن عودة أبنائهن من المدارس بخوف وقلق، بسبب حواجز الاحتلال.

وتضيف أن سلطات الاحتلال سعت ولا تزال منذ احتلالها القدس، إلى تهويد التعليم وإضعافه، باعتباره يشكل دورًا أساسيًا في تنشئة جيل فلسطيني واعٍ، يعرف قضيته وحقوقه ويحافظ على هويته الوطنية، ويعمل على تحرير وطنه.

ويواجه التعليم في القدس-وفقًا للمطوع- تحديات كبيرة، تتمثل في غياب المرجعية المُوحدة في ظل وجود مدارس تابعة للأوقاف الإسلامية ووكالة "أونروا" وأخرى تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس، بالإضافة إلى المدارس الخاصة.

ويفتقر التعليم بالقدس لأدنى المقومات الأساسية، فلا بيئة تعليمية مناسبة ولا صفوف دراسية صالحة للتعلم، ناهيك عن نقص الأبنية والمقاعد والمختبرات والقرطاسية والوسائل التعليمية المتطورة، ما يؤدي إلى حرمان عدد كبير من الطلبة من فرص التعليم.

وبهذا الصدد، تقول المطوع إن من التحديات التي تواجه التعليم أيضًا، المنهاج ومحاولات الاحتلال لاعتماد المنهاج الإسرائيلي بدلًا من الفلسطيني، بهدف تحريف وتزييف التاريخ وحذف كل ماله علاقة بقضايا الحق الفلسطيني والأرض المحتلة، إضافة لحذف ما ارتكبه من مجازر وانتهاكات في حق الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وما يزيد المعاناة، نقص عدد المعلمين بسبب صعوبة تنقلهم من خارج القدس إلى داخلها، نتيجة جدار الفصل العنصري، ورفض الاحتلال منحهم التصاريح اللازمة، وكذلك معاناة التفتيش والإذلال المتعمد الذي يصل إلى العنف الجسدي، ما يؤدي لإلغاء بعض الحصص الدراسية أو تعطيل الدوام بسبب التأخير.

فعاليات الحملة

وتبين المطوع أن حملة "مدرستي في القدس" تهدف إلى حفظ حقوق أهل القدس، وعلى رأسها حق التعليم، والعمل على نصرته، وإنقاذه.

وحول فعاليات الحملة، توضح أنها تتضمن التنسيق مع فريق ملتقى "كُلنا مريم" في العالم لزيارات ميدانية للمدارس لتعريف الطلاب والمعلمين بمشكلة التعليم في القدس، ورعاية عدة مشاريع، مثل مشروع كفالة مدرسة في المدينة، ودعم المعلمين المقدسيين، وكذلك دعم الأسر المقدسية.

كما تشمل مراسلة كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية والأممية لتقوم بواجباتها تجاه أطفال القدس، والعمل على توفير الحماية لهم أثناء عبورهم الحواجز الإسرائيلية في طريقهم إلى مدارسهم.

وتشمل كذلك إطلاق حملة إلكترونية عالمية على كافة وسائل التواصل لإلقاء الضوء على واقع التعليم عبر وسم "# أنقذوا التعليم في القدس".

آليات الدعم

وأما منسقة المشاريع في "كلنا مريم" جلنار فهيم فتقول لوكالة "صفا" إن الحملة يشارك فيها كل الدول الأعضاء في الملتقى، البالغ عددها 26 دولة ما بين عربية وشرق أسيا وأوروبية، بالإضافة إلى إندونيسيا وماليزيا وباكستان، ودول أخر ستنضم للحملة.

وتوضح أن الحملة بدأت بمؤتمر صحفي لإعلان انطلاقتها، ومن ثم شملت عقد ندوة مهمة حول التعليم بالقدس بمشاركة معلمين وحقوقيين مقدسيين، بالإضافة إلى لقاءات متنوعة عبر "الزوم"، مبينة أن لكل دولة القرار بتنظيم عدة أنشطة وفعاليات ومؤتمرات وندوات تُسلط الضوء على قضية التعليم.

ومن خلال الحملة، سيتم تشكيل لجان لدعمها ماليًا، خاصة أن الملتقى له شراكة تعاقدية مع مؤسسة "وقف الأمة" التركية، والتي تقوم على تنفيذ المشاريع داخل المدينة المقدسة، وتدعمها حملات "كلنا مريم".

وتبين أن الحملة تسعى لتسليط الضوء على واقع التعليم المرير في المدينة بكافة فئاته العمرية والتعليمية، وذلك من خلال نشر تصاميم وفيديوهات، لشهادات طلبة ومعلمين تتحدث عن معاناتهم.

وتضيف أنها تركز أيضًا، على إيجاد آليات ووسائل لتنفيذ مشاريع تقوم على رعاية الطلبة سواء من ناحية المنهاج وتقديم مناهج سليمة غير محرفة، أو ترميم البنى التحتية للمدارس وتوفير بعض المستلزمات المدرسية الخاصة بالطلبة، كما أننا نحاول قدر الإمكان أن نتكفل بمجموعة من المدارس، وسد بعض الثغرات.

ويدعو فهيم كافة المنابر الحرة والمختصة بشؤون التعليم والشخصيات المؤثرة حول العالم للمساهمة بالحملة، وأن يكون لها دور فاعل في الترويج لها ودعمها ورفدها بكثير من الاحتياجات اللازمة لتنفيذ فعالياتها.

أ ك/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام