web site counter

"الاحتلال يتحمل المسؤولية"

مختصون لـ"صفا": عملية القدس تُؤكد أن المعركة مستمرة وتدفع نحو الانفجار

القدس المحتلة - خــاص صفا

يرى مختصون في شؤون القدس أن عملية الطعن البطولية في البلدة القديمة فجر الأحد، تُؤكد أن البوصلة ستبقى موجهة نحو المدينة المقدسة، وأن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في مواجهة اعتداءاته وممارساته ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين.

وفجر اليوم، استشهد الشاب كريم جمال القواسمي (19 عامًا) بعد تنفيذه عملية طعن، قرب باب حطة- أحد أبواب المسجد الأقصى، أسفرت عن إصابة شرطيين إسرائيليين.

وعقب العملية، حولت سلطات الاحتلال مدينة القدس ومحيط الأقصى إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت بواباته، ومنعت المصلين من الدخول إليه لأداء صلاة الفجر، وعززت من انتشار عناصرها ووحداتها الخاصة في المنطقة.

واقتحمت قوات الاحتلال منزل منفذ عملية القواسمي في بلدة الطور شرق القدس، واعتقلت والده ووالدته وشقيقه محمد.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "عومير بارليف": إن "قواته في حالة تأهب وجاهزة لأي تطور للأحداث في القدس حتى قبل وقوع عملية الطعن فجر اليوم، والتي أدت لإصابة شرطيين".

وأضاف "بارليف" "في الوقت القريب، سواء في رمضان أو بعد رمضان، سيحاول (الإرهابيون والجهات المتطرفة) إشعال الأوضاع في المنطقة، لكن الشرطة وحرس الحدود في حالة تأهب وعلى جهوزية للتعامل مع أي سيناريو”، وفق تعبيره.

المعركة مستمرة

المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يرى أن عملية القدس اليوم تُؤكد أن المعركة مع الاحتلال مستمرة، في مواجهة اعتداءاته وممارساته ضد المسجد الأقصى.

ويوضح الهدمي في حديث لوكالة "صفا" أن العملية تؤكد أيضًا أن الشعب الفلسطيني لا يزال حيًا من الداخل يرفض الاحتلال وممارساته العنصرية والظالمة بحقه.

ويضيف أن الاحتلال عقب هذه العملية، يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصاعد التوتر داخل مدينة القدس، لأن ما دفع لتنفيذ هذه العملية اعتداءات المستوطنين المستمرة على المسجد الأقصى، ومحاولات الاحتلال لتهجير السكان المقدسيين من بيوتهم.

ويحذر الهدمي من تداعيات العملية على المقدسيين، قائلًا "اعتدنا أن يقوم الاحتلال بالانتقام من السكان، عبر زيادة الاعتداءات عليهم، والتنكيل بالمصلين الوافدين للمسجد الأقصى، وتجار البلدة القديمة، وكذلك اقتحام منزل منفذ العملية واعتقال أفراد عائلته".

وبنظره، فإن الأحداث التي تشهدها المدينة المقدسة، والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين في الشيخ جراح والطور وغيرها، بالإضافة إلى الدعوات العنصرية للمستوطنين لاقتحام الأقصى في شهر رمضان المبارك، تدفع باتجاه التصعيد والانفجار، ومزيد من التوتر والمواجهة.

تداعيات

ويتفق المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب مع سابقه في أن الضغط الإسرائيلي على المقدسيين وتزايد اعتداءاته في المدينة سيؤدي لتصاعد التوتر والمواجهة مع الاحتلال، ولمزيد من العمليات الفدائية، خاصة أننا على أبواب شهر رمضان.

ويقول أبو دياب لوكالة "صفا" إن الاحتلال سيكثف من تواجده العسكري في القدس ومحيط المسجد الأقصى وعند أبوابه، ونصب المزيد من المتاريس الحديدية والحواجز العسكرية، خشيةً من تنفيذ عمليات أخرى.

ويضيف أن قوات الاحتلال ستُضيق الخناق أكثر على المصلين الوافدين للأقصى، والتدقيق في هوياتهم، مع اقتراب شهر رمضان، والذي يشهد زيادة بأعداد الفلسطينيين القادمين للمسجد.

ووفقًا لأبو دياب، فإن الاستفزازات والإجراءات الإسرائيلية ستزداد حدتها بشكل واضح، نظرًا لأن الاحتلال يعمل على تقليل أعداد الوافدين للأقصى.

ويشير إلى أن القدس تشهد انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال، وتحليق لطائرات مروحية فوق سماء المدينة، وكذلك إعاقة لوصول المقدسيين إلى البلدة القديمة والأقصى.

ويؤكد أن "المدينة المقدسة تعد ساحة عمليات لم تتوقف، وباتت على صفيح ساحن، وما دام هناك احتلال وعمليات هدم ومحاولات لطرد السكان المقدسيين، فإننا سنشهد مزيدًا من العمليات وردة الفعل على الجرائم الإسرائيلية".

مواجهة شاملة

وأما الباحث في شؤون القدس جمال عمرو فيرى أن عملية الطعن تؤكد أن البوصلة ستبقى موجهة نحو القدس العاصمة، وأن الحس الوطني للشباب الفلسطيني لم ولن يجف في مواجهة الاحتلال، رُغم تصرفاته وحماقاته المتواصلة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.

ويضيف عمرو لوكالة "صفا": "طالما أن الأرض الفلسطينية وعاصمتها محتلة، فلابد أن تعود لأصحابها وأهلها، من خلال المقاومة والمواجهة مع هذا المحتل".

وبحسبه، فإن "الشباب المقدسي يُعادي الاحتلال، كونهم يشعرون بالظلم والقهر الشديد حينما يهدم المقدسي بيته بيده ويُطرد منه قسرًا، أو يرى اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى والمرابطين فيه، كما أن السكان يشعرون بغضب شديد ما يجري في المدينة".

ويتابع "نحن أمام حالة من الإجرام والحقد الإسرائيلي، وشعبنا الفلسطيني لا يقبل بذلك، ولابد من مواجهته بكل قوة"، مؤكدًا في الوقت نفسه، أن "المواجهة الشاملة باتت تقترب يومًا بعد يوم".

ط ع/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام