web site counter

بعدما أغاظ الاحتلال

هكذا بدا المشهد في باب العامود بذكرى الإسراء والمعراج؟

القدس المحتلة - خاص صفا

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي احتفال المقدسيين بذكرى الإسراء والمعراج داخل باحات المسجد الأقصى المبارك والأجواء الإيمانية التي شهدها، إلى يوم مواجهة وقمع وتنكيل، أسفر عن عشرات الإصابات والاعتقالات، بينهم طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

"اعتداءات بالضرب، وقمع، وتنكيل وحشي، وإطلاق للقنابل الصوتية والمياه العادمة"، هكذا كان المشهد في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، بعدما هاجمت عناصر شرطة الاحتلال كافة الأهالي والمتواجدين في المنطقة.

يبدو أن مشهد توافد عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتلين إلى القدس والأقصى لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، واكتظاظ أبواب البلدة القديمة، وتحديدًا منطقة باب العامود قد أغضب وأغاظ قوات الاحتلال، فأرادت الانتقام منهم والتنغيص عليهم فرحتهم.

اعتداءات ممنهجة

وبدا واضحًا أن الاحتلال كان يخطط لقمع هؤلاء الفلسطينيين والتنغيص على احتفالاتهم، من خلال تعزيز تواجده العسكري، ونشر قوات كبيرة من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة في محيط البلدة القديمة وأزقتها وشوارعها، والمسجد الأقصى.

وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أعداد المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى للاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، بأكثر من 90 ألف مصل من مختلف المناطق الفلسطينية والداخل.

ورغم تنغيصات الاحتلال، إلا أن المواطنين لم يأبهوا لذلك، بل واصلوا شق طريقهم إلى المسجد الأقصى عبر بوابات البلدة القديمة وأزقتها، وأنشدوا "طلع البدر علينا".

وعزفت فرق الكشافة في باب العامود النشيد الوطني الفلسطيني وسط تصفيق آلاف الفلسطينيين، وهتف الشبان "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

لم يرق ذلك المشهد لقوات الاحتلال التي سرعان ما هاجمت الفلسطينيين، واعتدت عليهم بالضرب والدفع بشكل وحشي، وألقت القنابل الصوتية ورشت المياه العادمة بصورة عشوائية في شوارع القدس وساحات باب العامود.

وبحسب شهود عيان، فإن قوات الاحتلال لاحقت المواطنين، واعتدت بالضرب بالهراوات والأيدي على كافة المتواجدين في المنطقة لإبعادهم عن المكان، وأطلقت الأعيرة المطاطية.

ولاحقت شرطة الاحتلال الشبان والنساء والأطفال إلى شارعي نابلس والسلطان سليمان، وتم الاعتداء عليهم بالضرب، ما أسفر عن إصابة 37 مواطنًا، نُقل 6 منهم للمستشفى لتلقي العلاج.

ولم تسلم الطفلة منور برقان من ذوي الاحتياجات الخاصة من اعتداءات الاحتلال، بل تعرضت لكسر في الفك بعدما ألقى أحد عناصر الاحتلال قنبلة صوت نحوها وأصابتها بشكل مباشر في وجهها، ولا تزال ترقد في مستشفى "هداسا عين كارم" لإجراء عملية جراحية.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة طفل 6 شهور بجروح في الوجه جراء قنبلة صوت في باب العامود في القدس، تم تقديم الإسعاف الأولي الميداني له.

وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة خلال المواجهات التي شهدها باب العامود، طالت 22 فلسطينيًا، لم يسلموا من الضرب المبرح بالهراوات أثناء الاعتقال والاحتجاز داخل غرف المراقبة المقامة على مداخل باب العامود.

وذكر مركز معلومات وادي حلوة أن قوات الاحتلال احتجزت المعتقلين داخل غرف المراقبة لأكثر من نصف ساعة، وتم إجبارهم على الجلوس أرضًا بعد إخضاعهم للتفتيش الجسدي، ومن ثم تقييد أيديهم بالقيود البلاستيكية ومنعهم من الحركة أو الكلام، وتم ضربهم والصراخ عليهم.

أغاظ الاحتلال

وتعليقًا على ما حدث في باب العامود، يقول المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي لوكالة "صفا" إن قمع الاحتلال واعتدائه على العائلات والأهالي الذين قدموا للمدينة المقدسة لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج يُعبر عن الوجه الحقيقي والقبيح لهذا الاحتلال.

ويضيف "واضح أن القبضة الحديدية والعنف الإسرائيلي بحق المواطنين في باب العامود بالأمس كان مفتعلًا ومخططًا له، حيث يذكرنا بأحداث ما قبل شهر رمضان الماضي، والتي أدت لمعركة سيف القدس".

ويوضح أن الاحتلال أراد قمع المقدسيين وأبناء الشعب الفلسطيني، لأن ذكرى الإسراء والمعراج ليست كأي مناسبة بالنسبة لأهل القدس، بل تعبر عن ملكية المسلمين للمدينة المقدسة وعن إسلامية المسجد الأقصى، وتجدد العهد للحفاظ على مقدساتها.

وبحسب الهدمي، فإن مشهد الأعداد الكبيرة من الفلسطينيين الذين جاؤوا إلى القدس والأقصى، وتجولوا في شوارعها وأزقتها قد أغاظ قوات الاحتلال، ما دفعه لقمع وملاحقة المتواجدين، وخاصة أن أسواق البلدة القديمة كانت تعج بالزائرين والمتسوقين، ما أنعش الحركة التجارية في البلدة.

ومن خلال عمليات القمع، أراد الاحتلال-وفقًا للهدمي- إيصال رسالة مفادها أن" كل من يأتي إلى القدس من الفلسطينيين، وإن كان لأول مرة، غير مرحب به، وسيتم قمعهم وملاحقتهم، ومنعهم من زيارتها مرة أخرى والمشاركة في أي مناسبة فيها".

ويؤكد أن باب العامود يشكل أيقونة اجتماعية ووطنية ودينية للمدينة المقدسة، وقد أصبح مكانًا للتجمهر الفلسطيني وللتظاهر وللاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية، وذلك تعبيرًا عن هويته الوطنية.

ويشدد الهدمي على أن سلطات الاحتلال تريد أن تُنازع الشعب الفلسطيني على رمزية ومكانة باب العامود، من أجل السيطرة على هذا الحيز الوطني.

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام