web site counter

تُسيطر على 13% من أراضي سلوان

"إلعاد".. رأس حربة الاحتلال للاستيلاء على أملاك المقدسيين

القدس المحتلة - خــاص صفا

"إلعاد".. جمعية استيطانية متطرفة تعد أحد أذرع حكومة الاحتلال الإسرائيلي البارزة للاستيلاء على أملاك وأراضي المقدسيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا جنوبي المسجد الأقصى المبارك، لغاية تهويد المنطقة، وتغيير المعالم وتشويهها عن طريق إحاطتها بمجسمات وأشكال عبرية مُصطنعة.

وتعتبر الجمعية المتطرفة التي تأسست في سبتمبر/ أيلول عام 1986، من أغنى الجمعيات غير الحكومية الإسرائيلية، تُشرف على نحو 70 بؤرة استيطانية في بلدة سلوان، تسعى للاستيلاء على منازل المقدسيين إما بالمال أو التحايل القانوني، لصالح الاستيطان والمستوطنين.

ومن خلال تعاونها مع مؤسسات الاحتلال، تتخذ "إلعاد" أشكالًا مختلفة، بدءًا من تلقيها دعمها ماليًا رسميًا، أو التغاضي عن أي تجاوزات قانونية، أو تنفيذ جولات لطلاب المدارس اليهودية وجنود الاحتلال للترويج لروايتها التلمودية، وصولًا لمنحها صلاحيات كاملة لإدارة مواقع أثرية عربية إسلامية في القدس بدون أي رقابة.

ومؤخرًا، بدأت تلك الجمعية بتنفيذ نشاطات تُشرف عليها داخل أراضٍ فلسطينية خاصة تم الاستيلاء عليها في مناطق شرقي القدس، وذلك عبر إدارتها لمزرعة تعليمية زراعية، بموافقة بلدية الاحتلال.

ووضعت جمعية "إلعاد"، وبإيعاز من بلدية الاحتلال يدها على أرض بملكية خاصة للفلسطينيين في سلوان جنوب الأقصى، وحولتها إلى مزرعة استيطانية، ضمن فعاليات ونشاطات ما يسمى "الحديقة الوطنية" التي أقيمت في المنطقة.

وفي عام 2020، جرى توقيع اتفاقية بين الجمعية المتطرفة و"هيئة الطبيعة والمتنزهات" الإسرائيلية، لتطوير منطقة الوادي في سلوان، وأعطتها صلاحيات واسعة في هذا المجال.

وبموجب الاتفاقية، مُنحت "إلعاد" صلاحيات واسعة للعمل والنشاط في منطقة الوادي وتخوم "الحديقة الوطنية"، حيث تعهدت بإقامة مصاطب، وترتيب مسارات، وزراعة نباتات، وإنشاء مزرعة استيطانية، وذلك كمشروع "تعليمي تجريبي"، وفقا للصحيفة.

وعقب الاتفاقية، شرعت بالعمل في الأراضي ذات الملكية الخاصة، من خلال عمال ومتطوعين، والمسجل جزء منها على اسم ما يسمى "الوصي على أملاك الغائبين"، وحولتها لمشروع "الحديقة التوراتية" و"المزرعة الاستيطانية".

أطماع الاحتلال

الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول لوكالة "صفا" إن الجمعية الاستيطانية تُسيطر على 13% من أراضي سلوان، وعلى المواقع الأثرية الهامة فيها، بدعم رسمي من حكومة الاحتلال، بما فيها "سلطة الآثار" الإسرائيلية، وبلدية الاحتلال في القدس.

ويشير إلى أنها استولت على مواقع هامة في القدس، وخاصة بلدة سلوان، منها "عين سلوان، عين العذراء، وجزء من وادي الربابة، وطنطور فرعون"، بالإضافة إلى أراضي وقفية وعامة وخاصة للمقدسيين، وعشرات المنازل المقدسية.

وتعمل تلك الجمعية على تنفيذ أجندة وأطماع الاحتلال جنوبي الأقصى، لغايات السيطرة والتهويد وتغيير الوضع في سلوان، وطرد المقدسيين من هذه المنطقة، تمهيدًا لفرض سيادتها الكاملة على المسجد المبارك والبلدة القديمة.

ويبين أن حكومة الاحتلال أعطتها الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء في القدس، بحيث تُخصص لها ميزانيات ضخمة بهدف تنفيذ سياساتها التهويدية والسيطرة على أملاك المقدسيين، والتنقيب عن الآثار، وإجراء الحفريات والأنفاق في سلوان وتمويلها، كما أنها تتلقى دعمًا خارجيًا من متبرعين خارج "إسرائيل".

ويبين أن حكومة الاحتلال منحتها أيضًا إدارة منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى، و"الحدائق التوراتية" فيما يُسمى "مدينة داود"، وكذلك الحفريات والأنفاق، وإقامة عشرات المشاريع التهويدية الضخمة في المدينة المقدسة.

مخاوف مقدسية

وتتخوف عائلات مقدسية في سلوان من سيطرة الجمعية الاستيطانية بشكل كامل على المنطقة، ووضع اليد على أراضيهم الخاصة، لغرض الاستيطان، علمًا أنهم يملكون أوراق تثبت ملكيتهم لها.

وتعد "إلعاد" من أكثر الجمعيات المتطرفة التي تملك صلاحيات مهمة داخل بلدية الاحتلال وهي متنفذة، ولها باع طويل في رفض البلدية منح المقدسيين تراخيص البناء، وأيضًا رفض المخططات الهيكلية للسكان. وفق أبو دياب

وتهدف من خلال أنشطتها في القدس والبلدة القديمة، إلى "تعزيز العلاقة اليهودية في المدينة عبر الأجيال من خلال الجولات التعليمية، والإسكان، والإرشاد، والترويج لروايات مضللة"

ويوضح المختص في شؤون القدس أن جمعية "إلعاد" تنفذ مشاريع تهويدية ضخمة وخطيرة، منها مشروع "التلفريك" في البلدة القديمة، ومشروع "كيدم" الاستيطاني على مدخل حي وادي حلوة، و"عجلة عين القدس" في بلدة جبل المكبر، ناهيك عن إقامة مسارات وحدائق تلمودية.

ووفق أبو دياب، فإن هذه الجمعية تعمل على ترويج روايات تلموذية وتوراتية مزورة على حساب الرواية الفلسطينية الصحيحة، وتزوير التاريخ وهوية القدس العربية، بالإضافة إلى مساعيها لتصفية الوجود العربي الإسلامي في المدينة.

ويؤكد أن الاحتلال وجمعياته الاستيطانية يسعون لفرض وقائع تهويدية على القدس ومسح أي أثر عربي إسلامي فيها، وتحديدًا في منطقة سلوان كونها الحاضنة الجنوبية للأقصى، وتمتاز بكنوز وآثار تحت الأرض وفوقها تدلل على هوية القدس التاريخية والحضارية.

ر ش/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام