web site counter

"مخطط لإحداث فتنة بين نابلس وجنين"

استهداف خضر عدنان.. اغتيال معنوي قد يسبق الجسدي

نابلس - خاص صفا

بحرقة وألم كان القيادي بحركة الجهاد الإسلامي الأسير المحرر خضر عدنان يتحدث عن الاستهداف المتكرر الذي يتعرض له على يد الأجهزة الأمنية وبتحريض صريح من عناصرها، وآخرها ما جرى له خلال زيارته لعائلات الشهداء بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

ليلة ساخنة عاشتها الضفة بعد محاولة اغتيال القيادي خضر على يد مسلح من حركة فتح بالبلدة القديمة بنابلس، ومحاولات السلطة "توريط" مقاومين مطاردين للاحتلال بصراعها مع معارضيها، وفق مصادر.

وبدأت الأحداث عندما توجه القيادي عدنان على رأس وفد من الجهاد الإسلامي إلى نابلس لتقديم واجب العزاء بالشهداء الثلاثة أدهم مبروكة ومحمد الدخيل وأشرف المبسلط الذين اغتالتهم قوات خاصة قبل نحو أسبوعين.

وقبل وصوله، تلقى عدنان اتصالا يطلب منه عدم زيارة عائلات الشهداء بدعوى وجود شبهات حول أحد عناصر الجهاد الإسلامي المقربين منه بالمساعدة باغتيال الشهداء الثلاثة.

وفي حديثه، ذكر عدنان أن المتصل أبلغه أن عائلات الشهداء لا ترغب باستقباله، وهو ما نفته العائلات لعدنان بعد اتصاله بها.

وخلال تواجده أمام منزل أحد الشهداء وصل أحد المسلحين بمركبته، ويدعى خالد حلاوة، وأطلق النار في الهواء وبين أرجل المتواجدين، ما أدى لإصابة نصر مبروكة، شقيق الشهيد أدهم مبروكة "الشيشاني" بشظايا طفيفة.

وعلى إثر ذلك، وجه عدنان نداء للشرفاء خاصة المطارد إبراهيم النابلسي، مطالبا إياهم بالتدخل، والتف حوله عائلات الشهداء وجموع المواطنين.

كما حضر المطارد النابلسي برفقة مسلحين، واعتذروا من عدنان عما جرى له، وخرج عدنان من البلدة القديمة بمسيرة هتافات للشهداء، وتوجه إلى مخيم عسكر شرقي المدينة.

وفي إمعان بتنفيذ المخطط، عقد مسلحون من حركة فتح مؤتمرا صحفيا بالبلدة القديمة هاجموا فيه عدنان بشدة، ووصفوه بأسوأ العبارات.

وكان لافتًا أن المشاركين بالمؤتمر بمن فيهم المتحدث كانوا ملثمين، باستثناء المطاردين إبراهيم النابلسي وعمار عرفات، واللذين تبين لاحقا أنهما تعرضا للخداع.

فبعد المؤتمر بوقت قصير، اتصل النابلسي وعرفات بعدنان للاعتذار عن ظهورهما بالمؤتمر، مؤكدين أنه كان من المقرر تلاوة بيان اعتذار لكن تم استبداله ببيان آخر، على عكس ما تم الاتفاق عليه.

وقالت مصادر لوكالة "صفا" إنه: "رغم محاولة السلطة النأي بنفسها عما جرى وإظهاره بأنه خلاف شخصي، إلا أن بصمات الأجهزة الأمنية لم تكن خافية".

وذكرت أن "الملثم الذي ألقى البيان خلال المؤتمر هو روحي مرمش، عنصر معروف بالأجهزة الأمنية، ويحمل رتبة مقدم بجهاز الأمن الوقائي، وظهر في عدة مناسبات سابقة مشاركا بقمع فعاليات لحركة حماس بنابلس".

وأضافت "كان واضحًا أن البيان الذي تلاه وتم تعميمه على مواقع التواصل الاجتماعي وحمل توقيع تنظيم حركة فتح، قد صيغ بأيدٍ أمنية".

وأشارت المصادر إلى أن "الهدف من البيان هو تشويه صورة المطاردين بالبلدة القديمة مثلما هو تشويه لصورة عدنان".

ويهدف البيان أيضًا، وفي المصادر، لإحداث فتنة وشرخ بين المقاومين في نابلس وجنين، لكسر معادلة المقاومة القائمة والترابط الوثيق بين مقاومي المدينين والذين شكلوا معا هاجسا مؤرقا للاحتلال.

وليس هذا الاعتداء الأول الذي يتعرض له عدنان، إذ منذ عدة سنوات يتعرض للحصار والمنع من الظهور والتواجد في الفعاليات الوطنية في كافة مدن وبلدات الضفة، ويمنع من دخول بعض المؤسسات كجامعة النجاح.

ويعتقد عدنان أن ما جرى ويجري له ليس أحداثا فردية وإنما "أمر مدبر يهدف لاغتياله معنويا تمهيدا لتصفيته جسديًا، على غرار ما جرى للناشط المعارض نزار بنات".

واعتبر، في حديث شعبي عقب عملية الاغتيال، أن من يتحمل نتيجة التحريض عليه هو الرئيس محمود عباس وكل من يعطي ضوءا أخضر للتحريض عليه، "وأن كل محرض بمثابة قاتل لأن التحريض هو مقدمة للقتل".

ويشدد على أن مشكلته ليست مع الأشخاص الذين اعتدوا عليه أو عائلاتهم، وإنما مع المستوى السياسي في السلطة.

وقال إن ظهوره في جنازات الشهداء وفي استقبال الأسرى المحررين يغيظ الاحتلال، ولهذا يتم التضييق عليه ومنعه من المشاركة بهذه الفعاليات.

وأضاف "إذا استشهدت يوما، فلا يسير من آذاني في جنازتي، ولا يرفع راية حزبه، ولا تقترب الأجهزة الأمنية من جثماني".

وتابع "الأجهزة الأمنية والاحتلال هما المتهم الأول، وما دامت السلطة تتعامل معنا بهذا الأسلوب فهي شريك للاحتلال، لأنها رضيت على نفسها أن تكون يد الاحتلال علينا".

غ ك/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك