web site counter

مخاوف من عودتها لأيام "سيف القدس"

مواجهات القدس.. تُربك الاحتلال وتفقده السيطرة على مواجهتها

القدس المحتلة - خـاص صفا

تتخوف شرطة الاحتلال الإسرائيلي من عودة المواجهات في مدينة القدس المحتلة شيئًا فشيئًا إلى أيام معركة "سيف القدس"، وتطورها نحو مواجهة شاملة لا تستطيع السيطرة عليها، في ظل شعورها بالعجز وفقدانها قوة الردع في مواجهة المقدسيين.

وتشهد المدينة المقدسة في الأيام الأخيرة، تصاعدًا في حدة المواجهات مع قوات الاحتلال وفي أكثر من نقطة، يتخللها إطلاق كثيف للأعيرة المطاطية وقنابل الغاز، وفي المقابل يتصدى الشبان برشق الحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية باتجاه عناصر الشرطة.

وعلى إثر ذلك، صعدت قوات الاحتلال من حملة اعتقالاتها وملاحقتها للشبان والفتية المقدسيين، والتي طالت العشرات منهم، تحت ذريعة رشق مركبات وقوات الشرطة بالحجارة وكراث الثلج الذي تساقط على مدينة القدس.

وخلال كانون الثاني/ يناير الماضي، اعتقلت شرطة الاحتلال نحو 220 فلسطينيًا من القدس وضواحيها، تعرض بعضهم للضرب والتنكيل أثناء الاعتقال والتحقيق معهم.

ويرى مراقبون فلسطينيون أن حملة الاعتقالات هذه تأتي خشيةً من اتساع رقعة المواجهة في المدينة المقدسة، وبهدف السيطرة على كل النشطاء والمؤثرين في الشارع المقدسي.

واعترف ضباط في شرطة الاحتلال بشعورهم بالعجز الكبير أمام مواجهة الأحداث والمواجهات التي تشهدها عدة بلدات وقرى بالقدس، خلال الأيام الأخيرة.

ووفق صحيفة "معاريف" العبرية، فإن مقاطع الفيديو التي تنشر من المواجهات ومهاجمة مركبات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين بالحجارة، تُظهر ضعف الشرطة في مواجهة تلك الأحداث، ولم تعد مخيفة للفلسطينيين، بل وتذكر بالأحداث التي شهدتها اللد والرملة والنقب مؤخرًا، وخلال العدوان العسكري ضد قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي.

وتمثل فقدان الردع في رشق شرطة الاحتلال بالثلج، والاستهزاء بعناصرها، وازدرائها، دون أي خوف أو خشية من جانب الشبان المقدسيين. بحسب الصحيفة

وتساءلت "هل نعود شيئًا فشيئًا إلى أيام معركة القدس؟!"، مضيفةً "لا أحد يستطيع أن يجيب حتى الآن، لكن إذا لم تتغير السياسة ولم تعود الشرطة لقوتها، فإننا سنصل إلى وضع أسوأ، وسوف تتعرض مركبات الشرطة لإلقاء زجاجات حارقة وحجارة من كل مكان".

تآكل هيبتها

المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يرى أن هيبة سلطات الاحتلال في القدس تآكلت خلال الخمس سنوات الأخيرة، جراء المواجهات والأحداث التي شهدتها المدينة، وأدت لإجبارها على التراجع عن إجراءات عنصرية كانت نفذتها أو تنوي تنفيذها.

ويشير الهدمي في حديثه لوكالة "صفا"، إلى ما حدث في معركة "البوابات الإلكترونية" من مواجهات، وكيف استطاع المقدسيون بوحدتهم وصمودهم إجبار الاحتلال على إزالة تلك البوابات عن مداخل المسجد الأقصى المبارك.

ويوضح أن تعرض جنود الاحتلال في أكثر من مناسبة، لهجوم من قبل شبان مقدسيين من مسافة صفر، أو الاستهزاء بعناصر الشرطة، أو وقوع أحدهم على الأرض أثناء ملاحقته للمتظاهرين في القدس، وغيرها، يُعبر عن تآكل هيبة جيش الاحتلال.

وبنظره، فإن" هذه الأحداث زادت من جرأة المقدسيين على مواجهة الاحتلال، كما أنها أصبحت تشكل تخوفًا لدى الجنود من أن يكون أحدهم ضحية للاستهزاء والسخرية، وبما يُعرضه للمحاسبة من قبل قادته".

ولذلك، فإن شرطة الاحتلال وقادتها وصلوا لمرحلة يشعرون فيها بالعجز الكبير أمام مواجهة المقدسيين خاصةً، والشعب الفلسطيني عامةً، ولا يجدون سبيلًا لحلها. كما يقول الهدمي

ويعتبر أن هذا الأمر يُعبر عن حالة جديدة نشأت في المدينة المقدسة أربكت جنود الاحتلال وأضعفت قدرتهم على مواجهة كل ما يجري فيها من أحداث ومواجهات، كما ساهمت في زيادة حالة التوتر والضغط النفسي الشديد لدى هؤلاء الجنود.

المواجهة الشاملة

وحول تخوفات الاحتلال من العودة لأحداث معركة "سيف القدس"، يقول المختص في شؤون القدس:" لا شك أن الأوضاع في المدينة تتجه بهذا الاتجاه، لأن هناك العديد من الملفات تم ترحيلها منذ المعركة، وتأجيل تنفيذها، مثل هدم بناية سكنية في بلدة الطور، وتهجير أهالي الشيخ جراح، وغيرها".

وما يُدلل أيضًا على عودة المواجهة مجددًا- يضيف الهدمي- أن شهر رمضان القادم سيتوافق مع عيد "الفصح" اليهودي، وهناك دعوات متطرفة لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، وعدم تفويت أي فرصة لتنفيذ هذه الاقتحامات.

لذلك يتوقع أن تشهد القدس مواجهات شديدة مع قوات الاحتلال، بما يتخللها زيادة حالة التوتر، مما سيُهيئ الظروف كلها للعودة إلى أيام معركة "سيف القدس".

ويؤكد أن الأمور تتجه نحو المواجهة الشاملة مع الاحتلال ليس فقط بالقدس، بل في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب استمرار الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية العنصرية، وسياسة هدم المنازل، والاعتداء على المسجد الأقصى.

وعن تصاعد وتيرة الاعتقالات بحق المقدسيين، يوضح الهدمي أن الاحتلال يتخوف من النشطاء وكل المؤثرين في الشارع المقدسي، لذلك يستهدفهم بالاعتقالات والإبعادات والحبس المنزلي، ومنع السفر بهدف السيطرة عليهم، وتقليل احتمالية المواجهة.

ويشير إلى أن سلطات الاحتلال لم تعد تستطيع إحصاء أعداد الناشطين والمؤثرين في الشارع الفلسطيني، كونه عمل على تغييب قيادة واضحة للشارع المقدسي خصوصًا.

ويضيف "الاحتلال كان يظن بذلك، أنه يمنع المقدسيين عن مواصلة مقاومته، لكن بالعكس، أصبح كل الشارع المقدسي ناشطًا ومقاومًا لهذا المحتل ولممارساته وسياساته التهويدية".

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام