لم يعد التجول والتعرف على المعالم والأماكن الدينية والتاريخية والأثرية في مدينة القدس المحتلة مقتصرًا على زيارتك للمدينة فقط، بل أصبح بإمكانك التجول فيها افتراضيًا عبر تطبيق "التجوال الافتراضي في القدس"، والذي أطلقته جمعية برج اللقلق المجتمعي بنسخته الجديدة.
ونظرًا لأهمية القدس الاستراتيجية ومكانتها الدينية المهمة في قلوب وعقول العالم أجمع، وخاصة لدى الأمة العربية والإسلامية، فقد ارتأت الجمعية إعداد التطبيق الإلكتروني حتى ينقل الرواية الفلسطينية التاريخية حول المواقع التاريخية والمعالم الاثرية في البلدة القديمة.
وحدد التطبيق المعالم المتمثلة بأسبلة القدس التاريخية وأبوابها وسورها وزواياها وقبابها، والتي تتميز بفنون معمارية تكتسي بحجارة ملونة ومبهرة ذات رمز حضاري وأثري عريق، ناهيك عن المباني التاريخية في المدينة.
كل مجموعة اُستهلت بمقدمة تعريفية موجزة عن هذه المعالم التاريخية، يعقبها لمحة عن كل معلم شملت اسمه، وصفته المعمارية، وموقعه، وغيرها من المعطيات الهامة نصًا، صورة، فيديو وصوت، بهدف الايجاز والإفادة، وتحفيز المستخدم المهتم لمزيد من الاطلاع والقراءة.
منصة افتراضية
ويُوفر التطبيق بنسخته الجديدة، لمستخدميه ولزوار القدس بشكل عام، فرصة التجول في البلدة القديمة من خلال الصور والفيديو والمعلومات، بحيث يتعرف المتجول على أزقتها وحاراتها ومعالمها الأثرية كأنه يعيش فيها، بالإضافة إلى سرد الرواية الفلسطينية العربية والحقيقية عن المدينة المقدسة.
منسق المشاريع في الجمعية، مطور التطبيق محمد صلاح يقول لوكالة "صفا" إن تطبيق "تجول في القدس كأنك فيها" يهدف إلى إيجاد منصة افتراضية للتجول في الأماكن التاريخية والدينية في المدينة، من خلال ست لغات (عربية، إنجليزية، ألمانية، تركية، فرنسية، وإسبانية).
ويضيف أن فكرة التطبيق متكاملة تُعرف السياح والزوار على المحتوى الموجود داخل القدس وبلدتها القديمة، كمحتوي عربي فلسطيني ينقل الرواية الفلسطينية التاريخية، بعيدًا عن التزييف والتشويه لحضارتها وتاريخها العريق.
ويستخدم التطبيق تكنولوجيا جديدة تتيح له العمل على جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة الى خاصية ارفاده بالمزيد من الصور والمعلومات، ليصبح تطبيقًا تفاعليًا مع جمهور المستخدمين، مع إضافة فنادق القدس والمرشدين.
وحول آلية استخدامه، يمكن للمستخدمين تحميله على الهواتف الذكية بنظام "أندرويد" عبر الموقع أو الرابط Android: http://shorturl.at/imrsG، وعلى نظام "IOS" من خلال IOS: http://shorturl.at/gjqH3. كما يوضح صلاح
ويتابع أن التطبيق في نسخته الجديدة يتطلب في البداية تسجيل دخول من خلال "جوجل"، ومن ثم اختيار مسارات أو محطات أو مرشدين أو فنادق للاطلاع والقراءة، ويمكن تغيير اللغة، بالإضافة إلى استخدام الكاميرات الموجودة أسفل التطبيق.
ويتضمن التطبيق أربعة أساليب في عرض المعلومات، بدءًا من قائمة تضمن أربعة مسارات مقدسية ومواقع تاريخية، تشمل محطات ومعالم دينية وتاريخية، وثانيًا خدمة تصوير المحطة، بمجرد تصويرها يتم إعطاءك معلومات حول المعلم المقابل لك (AR).
وأما الخيار الثالث، فإنك تستطيع من خلاله السير في مدينة القدس، من خلال الخريطة والتجول في صور 360 للمدينة، ويملك المستخدم الخيار الرابع والأخير "المواقع المجاورة" إمكانية إظهار كل ما يحيط به من معالم مهمة فيها.
نافذة للعالم
ويبين صلاح أن الفكرة انطلقت منذ العام 2017، بإصدار النسخة الأولى من التطبيق، لكن العمل لم يتوقف عند ذلك، بل عملنا على تطويره بنسخة جديدة، يمكن من خلالها تصوير أي معلم في القدس عبر الواقع المعزز.
ويشير إلى أنه تم تطوير فكرة الكاميرات وتصوير نحو 100 صور لكل المعالم العربية والإسلامية الموجودة في المدينة المقدسة، وجمع المزيد من المواد والمعلومات لإرفادها في التطبيق.
ويأتي إطلاق النسخة الجديدة بدعم من "صندوق وقفية القدس"، بعد أن تم تمويل النسخة الأولى من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمدة ٤ سنوات.
ولتسهيل طريقة التعرف على تلك المعالم، وفرت جمعية برج اللقلق خدمة الإنترنت المجاني في البلدة القديمة للسياح والزوار، بالتعاون مع شركتي "أيتك" و"كول نت"، بدءًا من بابي الساهرة والعامود، وصولًا إلى 20 نقطة إنترنت مجانية بعد ثلاثة أشهر.
ويلفت صلاح إلى أن العديد من المختصين والشخصيات الدينية المقدسية وبالتعاون مع وزارة السياحة الفلسطينية شاركت في كتابة المادة التاريخية حول مدينة القدس، وتم تدقيقها بطريقة مهنية وباللغات الست المذكورة.
وتنفذ جمعية برج اللقلق عشرات المشاريع والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية في البلدة القديمة، والتي تخدم كل المقدسيين، بهدف تحسين واقعها ووضعها الاقتصادي والاجتماعي، وتنمية قدرات الشباب وغيرها.
وتطمح الجمعية إلى إطلاق تطبيق "تجول في القدس كأنك فيها" بلغة جديدة، إلى جانب اللغات الست، حتى يصبح نافذة لكل أنحاء العالم، تطل على مدينة القدس، بسبب حرمانهم من زيارتها تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.