"جيلو".. مستوطنة إسرائيلية جاثمة على أراضي المواطنين جنوبي غربي القدس المحتلة، تواصل "إسرائيل" توسعتها ومضاعفة مساحتها وعدد سكانها، عبر بناء آلاف الوحدات والأبراج الاستيطانية، على حساب ما تبقى من أراضي الفلسطينيين، ومحاصرة أحياء مقدسية وعزلها عن جنوب الضفة الغربية المحتلة.
بُنيت مستوطنة "جيلو" عام 1971 على أراضي بيت صفافا وشرفات والولجة جنوب القدس، وبلدة بيت جالا جنوب الضفة، على مساحة نحو 2750 دونمًا.
ونظرًا لكونها منطقة استراتيجية مرتفعة، وتعتبر من أعلى وأهم المناطق في المدينة المقدسة، يمكن من خلالها رؤية الساحل الفلسطيني وقطاع غزة، تعمل "إسرائيل" على توسعتها وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية فيها.
عزل القدس
ومنذ التسعينات وحتى يومنا هذا، وسلطات الاحتلال لا تتوقف عن إقرار عشرات المخططات الاستيطانية لتنفيذها داخل المستوطنة، حتى وصل عدد المستوطنين فيها اليوم إلى 45 ألف نسمة، ومساحتها تضاعفت حتى وصلت 10 آلاف دونم. كما يقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب
ويضيف أبو دياب في حديث لوكالة "صفا"، أن مخططات الاحتلال لزيادة عدد المستوطنين وتوسيع المستوطنة بدأت لكي تكون أكبر مستوطنة مستقبلية في مدينة القدس، من ناحية السكان والمساحة.
ويوضح أن توسيع مستوطنة "جيلو" يأتي ضمن تنفيذ مخطط ما يسمى بـ"القدس الكبرى"، وتضييق الخناق على المدينة المقدسة، وعزلها عن جنوب الضفة، وتغيير تركيبتها السكانية وهويتها العربية، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليها.
وتضم المستوطنة مراكز أمنية وعسكرية ومخابراتية، وسياسية لقادة الاحتلال، ودوائر من الوحدات الاستيطانية التي أُقيمت في منتصفها.
ووفقًا لأبو دياب، فإن سلطات الاحتلال تريد أن تكون "جيلو" مركزًا للوحدات الاستيطانية التي ستعزل القدس وتفصلها عن الضفة جنوبًا، لذلك دائمًا ما يجري الحديث عن إقامة مزيد من المستوطنات، تحديدًا في المنطقة الجنوبية.
ويبين أن هذه المستوطنة ستكون ضمن خمس مستوطنات رئيسية دائرية في محيط القدس، وذلك لاستخدامات أمنية واستيطانية.
ومن خلال توسيع "جيلو" تريد سلطات الاحتلال محاصرة التجمعات العربية وتقليل عدد السكان الفلسطينيين في القدس، حيث بدأ التركيز على المنطقة الجنوبية ضمن الحزام الدائري من المستوطنات. يؤكد أبو دياب
ويضيف أن "إسرائيل" تسعى للسيطرة على كل شبر في المدينة وتحويل شطرها الشرقي إلى أغلبية يهودية ساحقة مقابل أقلية عربية ضمن مناطق محاطة بالمستوطنات، ودفع غالبية المقدسيين للرحيل، وما يتبقى منهم لن يكون له أي تأثير سياسي أو أمني.
مشاريع استيطانية
وأقرت سلطات الاحتلال منذ التسعينات، أكثر من 100 مشروع استيطاني في المنطقة المستهدفة، 90% منها تم إقامتها، والباقي في طور التنفيذ. وفق أبو دياب
وخلال الأسبوع الماضي، أقرت "اللجنة المحلية للبناء والتخطيط" في بلدية الاحتلال خطة إخلاء وهدم مباني قديمة من طابق واحد في مستوطنة "جيلو".
وتشمل الخطة بناء برج من 35 طابقًا ومجمع استيطاني مكانها بمجموع 800 وحدة استيطانية قرب خط سكة الحديد الجديدة القطار الخفيف، وتوسيع منطقة البناء "د" بالضعف لتستولي بذلك على مساحة واسعة من أراضي قرية الولجة جنوب القدس.
وقدم الخطة الاستيطانية "الجمعية الصهيونية للتجديد والانبعاث في القدس"، على مفترق طرق في منطقة جميلة جدًا على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 12 دونمًا.
وكشفت النقاب عن أن هذا المشروع سيضيف 800 وحدة استيطانية أي 800 عائلة جديدة، وبرج من 35 طابقًا يمكن من خلاله رؤية جبال الخليل والبحرين الميت والأبيض المتوسط، و4000 متر مربع من المساحات التجارية والتوظيفية وآلاف الأمتار المربعة للمباني العامة من مدارس وملاعب ومسابح وحدائق عامة وكنيس.
وسابقًا، كشفت وسائل إعلامية عبرية عن مخطط لبناء 104 وحدات استيطانية في "جيلو"، يتضمن مراكز تجارية ووحدات سكنية وخدمات لصالح المستوطنين.
موقع استراتيجي
ويوضح الباحث في شؤون القدس في حديثه لوكالة "صفا"، أن المنطقة الجنوبية في القدس تعتبر من أكثر المناطق العربية كثافة سكانية، وهي منطقة ذات موقع استراتيجي مميز.
لذلك تستهدفها سلطات الاحتلال بالاستيطان والتضييق، لأجل قلب الموازين الديمغرافية وتغيير التركيبة السكانية لصالح المستوطنين.
ويشير إلى أن الكثير من غلاة المتطرفين والوزراء والمسؤولين الإسرائيليين يقطنون في المنطقة المستهدفة، بالإضافة إلى تواجد العديد من المؤسسات الاحتلالية الحكومية والخدماتية في "جيلو"، التي حولها الاحتلال إلى مدينة ضخمة تضم مركزًا تجاريًا واقتصاديًا، ومراكز علمية وترفيهية وغيرها.