web site counter

تحذيرات من خطورتها

"تجنيد المستوطنين".. سلاح لمهاجمة المقدسيين وحراسة عقاراتهم المسلوبة

القدس المحتلة - خـاص صفا

تستخدم الجمعيات الاستيطانية المتطرفة في مدينة القدس المحتلة كل وسائلها المبرمجة لأجل محاربة المقدسيين، والاعتداء عليهم، والاستيلاء على عقاراتهم وممتلكاتهم، بغية تحقيق أطماعها الاستيطانية والتهويدية في المدينة، وبما يشكل خطرًا كبيرًا على سكانها.

ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الجمعيات الاستيطانية تعمل بشكل مستقل أشبه بعمل أجهزة المخابرات، إذ تقوم بتجنيد المستوطنين المدربين على السلاح بمقابل مادي، من أجل حراسة وشغل العقارات المسلوبة في المدينة المقدسة، إلى حين تفريغ عوائل استيطانية فيها.

وخلال السنوات الماضية، شهدت الجمعيات الاستيطانية نشاطًا موسعًا في عملية الاستيلاء على بيوت المقدسيين، عبر سلسلة من الصفقات المشبوهة وباستخدام سماسرة فلسطينيين او شركات وهمية لتعزيز الاستيطان، حيث مُولت عمليات استيلاء على عشرات العقارات داخل البلدة القديمة، وبلدة سلوان، وغيرها.

محاربة المقدسيين

الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول لوكالة "صفا" إن الجمعيات الاستيطانية تعمل كأحد أذرع الاحتلال من أجل محاربة الشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة.

ويوضح أن هذه الجمعيات المتطرفة تقوم بتجنيد وتدريب المستوطنين على السلاح وتجهيزهم ليس فقط لحراسة الممتلكات والعقارات التي يتم الاستيلاء عليها في القدس، بل أيضًا لمهاجمة المقدسيين والاعتداء عليهم، وإرهابهم بهدف إخراجهم من المدينة.

ويضيف "رأينا آثار هذه الجريمة من خلال اعتداءات المستوطنين الذين يُسمح لهم بالتجول في أحياء وبلدات القدس، وهم حاملي السلاح، وشاهدنا بعضهم وهم يطلقون الرصاص في الهواء وسط تهديدات للسكان المقدسيين".

وبنظر الهدمي، فإن" هذه سياسة إسرائيلية واضحة يتم تطبيقها داخل المدينة، حيث بات واضحًا أن المتطرفين الإسرائيليين جميعهم عسكريون يريدون أن يقاتلوا ويحاربوا الفلسطينيين بكافة الطرق والوسائل".

ويقول: إن" حكومة الاحتلال هي دولة إرهاب، كل أفرادها وعناصرها ومسؤوليها يعملون من أجل التنكيل بالفلسطينيين، والمقدسيين".

ويشكل المستوطنون والجمعيات المتطرفة الخطر الأكبر على المقدسيين، وفق الهدمي، باعتبار أنهم يُنفذون سياسات الاحتلال في تهجير المقدسيين، وإجبارهم على ترك المدينة بشتى الوسائل.

ويشير إلى أن طبيعة الاحتلال الحقيقية تكشفت خلال السنوات الأخيرة، وباتت أكثر عنصرية وإرهاب واعتداء على الفلسطينيين، والإعدامات الميدانية، بالإضافة إلى عدم التزامه بالقانون الدولي، ولا غيرها من القوانين والقرارات الدولية.

ويضيف "هذه ليست أخطاء فردية، وإنما هي سياسة عامة منتشرة لدى أوساط المجتمع الإسرائيلي، ولم يعد الاحتلال يُظهر نفسه كدولة ديمقراطية ملتزمة بالقانون".

ويطالب الهدمي، المقدسيين بالتكاتف وتوخي الحذر من اعتداءات المستوطنين المسلحين، والعمل على حماية أنفسهم، مؤكدًا أن" الشعب الفلسطيني يعي أن الاحتلال لم يأتي ليتقاسم الأرض الفلسطينية فقط، بل ليحل محلهم ويطردهم منها".

خناق وتضييق

بدوره، يقول المختص في شؤون القدس خالد زبارقة لوكالة "صفا" إن تجنيد المستوطنين وتدريبهم على السلاح بهدف تنفيذ اعتداءاتهم على الفلسطينيين، بدأ يظهر جليًا في عدة أحداث وأماكن سواء في القدس أو الضفة الغربية واللد، وفي النقب أيضًا وغيرها.

ويضيف أن" هناك ميليشيات إسرائيلية مسلحة تربت في المستوطنات لكي تُؤدي دور المشروع الصهيوني في السيطرة على مدينة القدس، وطرد المقدسيين بطريقة إرهابية".

ويوضح أن الهدف من تدريب المستوطنين وتجنيدهم تمرير مخططات إرهابية على المقدسيين بشكل خاص، والفلسطينيين عامةً، والتضييق على حياتهم وخنقها من أجل دفعهم للرحيل والهجرة وترك المدينة لهؤلاء المستوطنين.

ويشير زبارقة إلى أن الجمعيات الاستيطانية تعمل تحت غطاء حكومة الاحتلال ومشروعها الصهيوني لأجل تنفيذ مخططاتها في القدس على حساب السكان الأصليين وممتلكاتهم.

ويؤكد أن الاحتلال ومستوطنيه يسعون حاليًا إلى تنفيذ نكبة جديدة بحق الفلسطينيين، وتحقيق أهداف المشروع الصهيوني العالمي بمحاربة التواجد البشري في مدينة القدس، وزيادة الخناق والتضييق أكثر على المقدسيين.

والمطلوب لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة، يقول زبارقة: "يجب على الناس الدفاع عن أنفسهم وحمايتها من اعتداءات المتطرفين، والأهم مزيدًا من الصبر والثبات في وجه الاحتلال وجماعاته الإرهابية، والعمل على إفشالها ومحاربتها بكافة الوسائل".

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام