كشف منسق شؤون الأسرى والمفقودين في جيش الاحتلال الإسرائيلي "تال موشي"، الأحد، عن الأسباب التي دفعته للاستقالة من منصبه، كما تحدّث عن كواليس المفاوضات بين حركة "حماس" وحكومة الاحتلال للوصول إلى صفقة تبادل للأسرى برعاية مصرية.
وعبّر موشي، في مقابلة مع إذاعة عبرية صباح اليوم، عن عدم رضاه من تهميش حكومة نفتالي بينيت لمسألة استعادة جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة.
وجاءت المقابلة، التي ترجمتها وكالة "صفا"، بعد أيام من استقالة موشي من منصبه كمنسق لشؤون الأسرى والمفقودين في جيش الاحتلال.
وقال موشي إنّ الاستقالة جاءت على ضوء شعوره بعدم وجود رغبة كافية لاستعادة الأسرى من غزة من قبل متخذي القرار في "إسرائيل"، وبخاصة المستوى السياسي، في ضوء الثمن المطلوب دفعه لإبرام صفقة مع "حماس".
وأضاف "استقالتي جاءت على ضوء وصولي إلى قناعة بأنّه لا يمكن التأثير على اتخاذ القرار، ولا توجد رغبة كافية حاليًا لدى متخذي القرار الإسرائيلي للذهاب حتى النهاية".
وتابع "في حالة ملف جلعاد شاليط كان هناك ضغط إعلامي وجماهيري، ولكن الحالة اليوم صامتة دون أي تأثير".
وكشف المنسق السابق عن تفويت فرص عدّة كانت فيها الظروف مواتية لاستعادة الجنود الأسرى في غزة، من بينها الفترة التي تلت انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، في ظل تغيّر الإدارة الأمريكية، ووجود رغبة مصرية في المساهمة الفعلية للوصول إلى صفقة تبادل.
وفيما يتعلق بموقف بينيت من مسألة استعادة الجنود الأسرى في غزة، قال المنسق السابق إنّ "مقياس القيادة يتضح من خلال القدرة على اتخاذ قرارات قد لا تكون شعبوية، ولكنّها تعبّر عن التزام أخلاقي تجاه الجنود وعائلاتهم".
وأضاف "هنالك أرقام جرى طرحها سابقًا وهي عبارة عن عدة مئات من الأسرى، وأعتقد أنّه لا يتوجب الخوف من هكذا أرقام أو من الإفراج عن أشخاص نفّذوا عمليات أو يصنّفون بأنّ أيديهم ملطخة بالدماء".
ورأى المسؤول الإسرائيلي السابق أنّ على الاحتلال القيام بإعداد قائمة بالأسرى الذين يوافق على الإفراج عنهم وتقديمها إلى الوسيط المصري، وعدم الانتظار حتى ترسل "حماس" قائمتها.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى زاهر جبارين أكّد على أن المقاومة تعمل ليل نهار ولا تألُ جهدا في إنجاز صفقة "وفاء أحرار" بطولية جديدة.
وقال جبارين إنّ "الاحتلال يراوغ في صفقة التبادل ويحاول أن يلعب على عامل الوقت، لكنّه لا يمكن أن يكسر إرادتنا"، مشدّدًا على أنّ "المقاومة كما أنجزت صفقة وفاء الأحرار ستحقق بإذن الله صفقة جديدة".