لا تتوقف مساعي جمعية "إلعاد" الاستيطانية لبسط سيطرتها على بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، والاستيلاء على منازل سكانها، عبر تنفيذ عشرات المخططات التهويدية، وصولًا لإغلاق الأفق أمام المسجد المبارك ومنع الوصول إليه.
ومؤخرًا، شرع مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال بتركيب أعمدة في شارع العين وسط البلدة، تمهيدًا لوضع بوابات إلكترونية في المنطقة للتحكم في حركة السكان، وتضييق الخناق عليهم، وزيادة معاناتهم التي تتفاقم يوميًا بفعل إجراءات الاحتلال وسياسات الهدم والتهجير القسري.
وحاولت الجمعية الاستيطانية وضع بوابة إلكترونية على مفرق عين سلوان، إلا أن الأهالي تصدوا لهم، ومنعوهم من تركيبها، وسط مواجهات مع قوات الاحتلال.
ومنذ سنوات، وعين سلوان تتعرض لاعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة، بما فيها حفر الأنفاق أسفل المنطقة وباتجاه المسجد الأقصى والبلدة القديمة، بهدف تغيير معالمها ومحو تاريخها الحضاري العربي والإسلامي، ناهيك عن تحرير مخالفات للمركبات في شارع العين.
و"العاد" تعد من أغنى الجمعيات غير الحكومية الإسرائيلية، تُشرف على حوالي 70 بؤرة استيطانية في سلوان، تسعى للاستيلاء على المنازل الفلسطينية لصالح المستوطنين، وتهويد منطقة جنوبي الأقصى، وتغيير المعالم وتشويهها عن طريق إحاطتها بمجسمات وأشكال عبرية مُصطنعة.
تحكم وتضييق
عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب يقول لوكالة "صفا" إن جمعية "العاد" الاستيطانية بحماية شرطة الاحتلال وضعت أعمدة على جانبي مفرق العين في سلوان، تمهيدًا لتركيب بوابة إلكترونية للتحكم في حركة تنقل السكان.
ويوضح أن الشارع يشكل أهمية استراتيجية كبيرة في سلوان، كونه ملاصقًا لحي البستان، ويؤدي إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة، لا يبعد سوى مئات الأمتار عن المسجد.
ويشير إلى أن عدة عائلات مقدسية تسكن في المنطقة، ونصب بوابات إلكترونية يعني مزيدًا من المعاناة والتضييق على تلك العائلات، ورصد تحركاتهم ومراقبتهم في كل شيء.
وخلال السنوات الماضية، استولى مستوطنون من جمعية "إلعاد" المتطرفة على أحد المنازل في شارع العين بالبلدة.
وتعتبر سلوان عنصرًا أساسيًا في الأساطير والادعاءات التي تروجها "الرواية الصهيونية" حول القدس، إذ تعتبرها هذه الرواية ما تسمى "عاصمة مملكة داوود"، وتوّظف سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية هذه الرواية لخدمة مخططات التهويد والتطهير العرقي في البلدة.
ويبين أبو دياب أن وضع بوابة إلكترونية يهدف للتحكم في مركز سلوان وأهالي المنطقة، والطرق الرئيسة الموصلة إلى الأقصى والبلدة القديمة، ولبسط السيطرة على الشوارع العامة في سلوان، بالإضافة إلى استفزاز السكان والتنغيص عليهم من خلال عنف المستوطنين واعتداءاتهم.
ومن شأن ذلك أيضًا، أن يغلق الطريق الوحيد الموصل للمسجد الأقصى، وخاصة بعد إغلاق الطريق الرئيس المتفرع من المنطقة "طريق عين سلوان – الأسباط" بشكل كامل قبل عدة سنوات، بحجة وجود قبور يهودية، وقد تم تحويله إلى مقبرة وهمية.
صراع حقيقي
ويوضح الناشط المقدسي أن هذا الطريق كان يخدم كل أهالي سلوان، ويمتد من حي البستان باتجاه باب الأسباط، مبينًا أن إغلاق شارع العين يعني إعاقة عدم وصول الناس للأقصى والقدس القديمة، وإغلاق منطقة وسط البلد.
وتشكل سلوان واجهة صراع حقيقي ونضال متواصل من أجل البقاء عربية إسلامية، رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، وعمليات الهدم والإخلاء التي تطال أحيائها، والمساعي الحثيثة لتهويدها وطرد سكانها.
ويؤكد أن الجمعيات الاستيطانية تتقدم خطوة خطوة نحو بسط سيطرتها ونفوذها على منطقة سلوان، والاستيلاء على منازل المقدسيين، وربما هناك مخططات إسرائيلية للسيطرة على مراكز التحكم فيها.
ويشكل محاولة الاحتلال إغلاق شوارع رئيسة وحيوية في سلوان خطوة متقدمة باتجاه السيطرة عليها بالكامل، وقطع المواصلات عن الوصول للأقصى المبارك. وفق أبو دياب
ويلفت إلى أن بلدية الاحتلال تدعم بشكل كبير الجمعية الاستيطانية في تنفيذ مخططاتها التهويدية في بلدة سلوان، وتهجير سكانها، خاصة في ظل تزايد غطرسة المستوطنين وعدوانهم على البلدة.