للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حاول شبان غاضبون مساء الأحد إحراق قبر يوسف بمدينة نابلس وفي كلتا المحاولتين حالت أجهزة السلطة دون ذلك.
وخرج العشرات من أبناء مخيم بلاطة شرقي نابلس مساء أمس بمسيرة انطلقت من أمام المخيم واتجهت صوب قبر يوسف بمنطقة بلاطة البلد القريبة من المخيم، محاولين إحراق القبر ردًا على اعتداءات المستوطنين المتزايدة.
لكن قوة الحراسة التابعة للسلطة والتي ترابط أمام القبر تصدت لهم ومنعتهم من الاقتراب.
ووصلت تعزيزات من الأجهزة للموقع وانتشرت في محيطه مطلقة قنابل الغاز لتفريقهم، وهو ما دفع الشبان لرشق تلك الأجهزة بالحجارة.
ويقدس المستوطنون قبر يوسف بزعم أنه يعود للنبي يوسف عليه السلام، في حين تؤكد الشواهد التاريخية أنه يعود لشخص مسلم من سكان بلاطة البلد عاش في القرن التاسع عشر الميلادي يدعى يوسف دويكات.
ويخضع قبر يوسف لحراسة أجهزة السلطة على مدار الساعة، والتي عادة لا تغادر الموقع إلا عند اقتحام الاحتلال والمستوطنين للقبر.
ولا ينظر المواطنون بعين الرضا إلى الحماية التي توفرها السلطة للقبر، وكثيرًا ما يتحول الغضب الشعبي من الاحتلال إلى مواجهات مع أجهزة السلطة التي تمنع الاقتراب منه.
وعلى مدى أكثر من 25 سنةً كان قبر يوسف قِبلة للشبان الغاضبين من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين.
ففي هبّة النفق عام 1996 كان محيط القبر مسرحا لأعنف المواجهات مع قوات الاحتلال التي كانت تحرس القبر، وقتل خلالها سبعة جنود وحوصر أكثر من 40 آخرين داخل القبر، فيما استشهد أحد الشبان.
وفي بداية انتفاضة الأقصى هاجمت جموع الغاضبين قبر يوسف، وأحرقوه ودمروا أجزاءً منه، قبل أن يأمر الرئيس الراحل ياسر عرفات بترميمه.
وبعد جريمة إحراق عائلة دوابشة في دوما جنوب نابلس عام 2015 نجح شبان بإلقاء زجاجات حارقة باتجاهه، وهو ما دفع السلطة لتكثيف الحراسة عليه.
وكثّفت عصابات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال من هجماتها واعتداءاتها على المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم في نابلس، وتحديدًا في بلدة برقة شمال غرب المدينة، منذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين في الـ16 من ديسمبر الجاري.