في عقابٍ جماعي لسكانها، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لما يزيد عن أسبوع، إغلاق مداخل بلدة حزما شمال شرقي القدس المحتلة بالحواجز العسكرية والسواتر الترابية، بحجة إلقاء الحجارة، ما فاقم معاناة السكان، وانعكس سلبًا على الوضع الاقتصادي في البلدة.
ولا تتوقف معاناة أهالي حزما، البالغ عددهم 9 آلاف نسمة، عند إغلاق مداخلها، بل يعانون من اعتداءات إسرائيلية وحصار خانق متواصل، ومصادرة لأراضيها لصالح الاستيطان وإقامة الشوارع الالتفافية والاستيطانية.
تضييق وخناق
يقول الناشط يوسف عسكر لوكالة "صفا" إن قوات الاحتلال تواصل إغلاق المدخلين الرئيسين للبلدة بالحواجز العسكرية، والمدخل الشرقي بشكل كامل بالسواتر الترابية، منذ حوالي ثمانية أيام، بدعوى إلقاء الحجارة على عناصرها، لكن هذه حجج واهية لا أساس لها من الصحة.
ويوضح أن القوات الإسرائيلية تتذرع بذلك، لأجل زيادة التضييق والخناق على سكان البلدة، الذين يعانون الأمرين جراء ممارسات الاحتلال المستمرة، والتي لا تتوقف إطلاقًا.
وتسبب إغلاق مداخل حزما الرئيسة إلى التضييق أكثر على حياة السكان، ومنع تنقلهم بحرية والوصول إلى أماكن عملهم، وحدوث أزمة مرورية خانقة داخل البلدة.
ويضيف عسكر أن الإجراءات الإسرائيلية هذه تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على البلدة، حيث تتعمد استفزاز السكان يوميًا، والتنغيص على حياتهم.
وحتى الشوارع الالتفافية والترابية التي كان يجتازها الناس للوصول إلى أعمالهم ومصالحهم، لم تسلم من اعتداءات الاحتلال وإجراءاته الممنهجة، بل تم إغلاقها ومنع السكان من استخدامها.
ويتسبب الإغلاق والحواجز المؤدية إلى حزما والقدس بحدوث أزمات خانقة، يتخللها عمليات إيقاف للمركبات وتفتيش لفترة من الزمن والتدقيق في هويات الركاب.
وضع صعب
ويضف الوضع بالبلدة بأنه صعب للغاية ويتفاقم يومًا بعد يوم، نتيجة سياسة الخنق والتضييق المستمرة، بالإضافة إلى منع المواطنين من زيارة ذويهم وأقربائهم داخل البلدة.
ويشير عسكر إلى أن إغلاق مداخل القرية انعكس بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، لأن العشرات من المحال التجارية تقع على المدخل الرئيس للبلدة، وهذا الحصار أثر على عشرات العائلات التي تعتاش من هذه المحلات.
ويبين أن قوات الاحتلال تتعمد يوميًا إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع اتجاه منازل المواطنين في حزما، وخاصة في ساعات الليل المتأخر، مما يثير حالة الرعب والخوف في صفوف الأطفال والنساء.
وتتعرض البلدة بشكل متواصل لسلسلة اعتداءات إسرائيلية يتخللها اقتحامات للمنازل واعتقالات وعمليات تنكيل بسكانها، ناهيك عن مصادرة أراضيها لإقامة المستوطنات والشوارع الاستيطانية وغيرها.
وكانت سلطات الاحتلال صادرت 4 آلاف دونم، من إجمالي مساحة حزما البالغة 14 ألف دونم، و9 آلاف خارج المخطط الهيكلي، في حين لا تسمح للمواطنين إلا بالعيش في مساحة لا تقل عن 1000 دونم.
وصادرت أيضًا مساحات لشق طريق التفافية لربط مستوطناتها ببعضها البعض، كشارع (437)، الذي صادر 4.5 دونمات منها لربط مستوطنتي "بسغات زئيف"، و"النفيه يعقوب" بمستوطنة "جيفع بنيامين"- (آدم).
ويربط مدخل حزما الرئيس جنوب الضفة الغربية بوسطها وشمالها، وتمر خلاله آلاف المركبات يوميًا، وبإغلاقه تحول خط السير إلى شارع الدوار المجاور في الجهة الجنوبية للبلدة.