شكلت ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم مجموعات "مستعربين" متنكرين بملابس إسلامية تدربت على التسلل بين المصلين المسلمين داخل المسجد الأقصى المبارك ليلًا ونهارًا، لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية فيه.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجموعات من المستوطنين تدربت على التنكر بملابس المسلمين، بهدف التمويه خلال اقتحامهم المسجد الأقصى وأداء صلواتهم التلمودية.
وذكرت القناة "13" العبرية في تقرير لها، أن "محاولات هذه المجموعة فشلت في كثير من المرّات في حين أن إحداها قد نجحت"، زاعمة أن "المجموعة نجحت في اقتحام الأقصى بعد أن ضللت الحراس بسبب اللباس الذي تنكرت به".
وتدعى جماعة "حوزريم لهار" المتطرفة "العودة إلى جبل الهيكل"، وهي من أخطر "جماعات الهيكل"، إذ يمتاز افرادها بالتطرف وعدم المسؤولية، وهي صاحبة الانتهاكات المتكررة بالسجود داخل ساحات الأقصى.
وتواصل المنظمات المتطرفة مساعيها الحثيثة لتنفيذ مخططاتها وأجندتها ضد المسجد الأقصى، متخذةً خطوات متسارعة وغير مسبوقة لأجل تهويده وهدمه لبناء "الهيكل الثالث" المزعوم مكانه، باعتباره هدفًا استراتيجيًا لها.
خداع وتزييف
خطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري يقول لوكالة "صفا" إن تشكيل مجموعات من "المستعربين" متنكرين بملابس المسلمين يشكل "نوعًا من التنكر والتخفي والتزييف والخداع".
ويضيف أن المتطرفين اليهود ما زالوا يقتحمون ويستبيحون باحات الأقصى، بطرق ملتوية، فهم يريدون تنفيذ أعمالًا عدوانية مفاجئة داخل المسجد المبارك.
ويحذر من خطورة هذه الأساليب الاستفزازية، مطالبًا حراس الأقصى بأن يكونوا حذرين ومتيقظين بشكل مستمر ودائم لما يجري في المسجد، والتنبه لأي اعتداء مفاجئ ممكن أن يقوم به هؤلاء المتطرفون.
ويشير إلى أن أطماع المتطرفين لا تخفى على أحد، فهم يتبعون عدة طرق من أجل الوصول للأقصى، ولإيصال الدعاية ليهود العالم لتشجيعهم على القدوم إلى فلسطين.
ويبين الشيخ صبري أن اتخاذ هؤلاء المتطرفين الزي الإسلامي من قبيل التنكر لدب الرعب بين المسلمين حتى يشكوا فيما بينهم، وهذا الأسلوب خداعي.
ويؤكد أن المتطرفين بأعمالهم هذه يريدون تغيير الواقع في الأقصى، حتى نحن نستسلم، ونعتبر اعتداءاتهم أمرًا عاديًا، وفي الوقت نفسه إيجاد الشك فيما بين المسلمين.
وحول دور الأوقاف، يقول خطيب المسجد الأقصى إن على الأوقاف إعطاء التعليمات اللازمة للحراس لكي يكونوا في يقظة تامة ويُتابعوا اعتداءات وتجاوزات هؤلاء المتطرفين.
خطوة خطيرة
وأما المختص في شؤون القدس جمال عمرو فيقول لوكالة "صفا" إن ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية حول تشكيل مجموعات "مستعربين" خطوة خطيرة تهدف لاختراق المسجد الأقصى، والتدخل في كافة شؤونه، والتجسس على المصلين الفلسطينيين عبر التخفي والتنكر والخيانة.
ويشير إلى أن "إسرائيل" وضعت خطة محكمة للتدخل في شؤون الأقصى، والتضييق أكثر على المصلين والمرابطين داخله، محملًا حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي اعتداء على المسجد، والتحريض عليه.
ويضيف أن" المعادلة خطيرة، وتحمل أبعادًا أكثر خطورة على الأقصى، بما سيؤدي إلى فقدان الشعور بالأمن والأمان والطمأنينة داخل المسجد".
ويؤكد عمرو على ضرورة التنبه لهذه الخطوة، ورفع حالة التأهب القصوى في أوساط الحراس وموظفي الأوقاف والمصلين، للتصدي لأي عملية تسلل للمستوطنين أو تحرك مشبوه داخل المسجد.
ويشهد الأقصى تصاعدًا كبيرًا وغير مسبوق في أعداد المستوطنين المقتحمين وأدائهم طقوس وصلوات تلمودية، وكذلك في وتيرة الانتهاكات والاعتداءات ضد المصلين الفلسطينيين، وحراس الأقصى وموظفي الأوقاف الإسلامية.
رسالة خبيثة
وخلال فترات سابقة، تمكن حراس الأقصى من الإمساك بعشرات المستوطنين الذين حاولوا التسلل واقتحام المسجد المبارك متخفين، لأداء الطقوس التلمودية.
ونفى مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن يكون المستوطنون نجحوا في خداع حراس الأقصى في إحدى المرات، واقتحامه متنكرين في زي فلسطيني.
وأكد أن الهدف من إشاعة هذه المعلومات محاولة إحراج الحراس الذين أمسكوا عشرات المستوطنين الذين كانوا يُحاولون التسلل واقتحام الأقصى، خلال الفترات الماضية.
واعتبر أن التقرير الاسرائيلي يحمل رسالة خبيثة، ويأتي في سياق إرباك الأوضاع في الأقصى، وزيادة الضغط على حكومة الاحتلال للسماح للمستوطنين بأداء "صلواتهم الصامتة" فيه.