يرتبط شهر ديسمبر/كانون الأول في فلسطين بسلسلة من الأحداث والمآسي، التي وثقتها الذاكرة الفلسطينية في سجلات حافلة بتوثيق حقوق الفلسطينيين من الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، ومنها أيضًا ما انحاز لأجندات سياسية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
وشكلت العمليات الاستشهادية في ديسمبر، إحدى أهم أشكال المقاومة، وأسست لمرحلة أكثر نضجًا في تاريخ النضال الفلسطيني، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين.
وباتت تلك العمليات هي السلاح الأبرز في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية الغادرة، وجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وشهد الأول من ديسمبر عام 1993، مهاجمة مجاهدو كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس سيارة إسرائيلية من طراز "فيات أونو" على طريق رام الله القدس، ما نتج عنه مقتل مستوطنين اثنين وجرح اثنين آخرين.
وجاءت العملية ثأرًا لدماء الشهداء عماد عقل وخالد الزير من القسام وأحمد أبو الريش من حركة فتح.
كما نفذ مجاهدو القسام هجومًا مسلحًا من هدف متحرك على هدف متحرك، على الشارع المؤدي إلى مسجد العباس في مدينة غزة، اعترف الاحتلال بمقتل جنرال إسرائيلي، ردًا على اغتيال القائد الشهيد عماد عقل.
وفي تاريخ 1/12/2001، نفذ الاستشهاديان القساميان أسامة محمد بحر ونبيل محمود حلبية من بلدة أبو ديس قضاء القدس، عملية استشهادية مزدوجة في شارع "بن يهودا" في القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل (22) إسرائيليًا، وجرح أكثر من (190) آخرين.
ويوثق هذا الشهر عديد الأحداث التي لن تُمحى من الذاكرة الفلسطينية، كان أهمها وأكثرها إيلامًا ما وثقته سنة 1987 الموسومة بانتفاضة شعبية "انتفاضة الحجارة" شارك فيها أطفال لم يكملوا حينها العشر سنوات، تحت قيادة شباب فلسطينيين استخدموا الحجارة سلاحًا وجعلوا الموت أيقونة حياة.