رام الله - صفا
يدخل الأسير نائل البرغوثي (64 عامًا)، يوم السبت، عامه الثاني والأربعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة.
وتشكل تجربته الاعتقالية بما فيها من تفاصيل ومحطات شاهدًا تاريخيًا على جريمة الاحتلال المستمرة بحقّ الأسرى الفلسطينيين.
وقال نادي الأسير إن الأسير البرغوثي من بلدة كوبر في رام الله، واجه الاعتقال منذ عام 1978، قضى منها (34) عامًا بشكلٍ متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، إلا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طالت العشرات من المحررين في الصفقة، وتبقى اليوم منهم رهن الاعتقال (49) أسيرًا.
ومؤخرًا، عُقدت جلسة للأسير البرغوثي في "المحكمة العليا" الإسرائيلية للنظر في التماس قدمه محاميه قبل ثلاث سنوات ضد قرار إعادة حكمه السابق، ولم يصدر القرار حتّى اليوم، علمًا أنّ أيّ قرار قد يصدر بشأن قضيته، سيُشكّل منعطفًا هامًا على مصير قضية الأسرى المعاد اعتقالهم.
وواجه البرغوثي خلال العام الجاري، محطة صعبة في حياته تُضاف إلى العشرات من المحطات السابقة، وذلك بفقدان شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، حيث حرمه الاحتلال مجددًا من وداع أحد أحبائه، كما وفقد سابقًا والديه وحرمه كذلك من وداعهما.
وأشار نادي الأسير إلى أن أجيال ومتغيرات كبيرة على الساحة الفلسطينية والعالم توالت، وما يزال البرغوثي يقبع في زنازين الاحتلال وهذه المرة كرهينة، وملف "سرّي" حكمه مؤبد و(18) عامًا.
وطالبت زوجة الأسير البرغوثي مجددًا بالتدخل العاجل للإفراج عنه، والضغط بكافة الوسائل من أجل نيل حريته ورفاقه من الأسرى المُعاد اعتقالهم.
وكانت أبرز رسائل الأسير البرغوثي التي وجهها من زنزانته العام الماضي، "لو أنّ هناك عالم حرّ كما يدعون، لما بقيت في الأسر حتى اليوم".
واستعرض نادي الأسير أبرز المحطات عن حياة الأسير البرغوثي، مشيرًا إلى أنه اعتقل للمرة الأولى عام 1978، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و(18) عامًا، وعلى مدار (34) عامًا، قضاها بشكلٍ متواصلٍ، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والافراجات التي تمت في إطار المفاوضات.
وفي الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، وضمن صفقة تبادل "وفاء الأحرار" أفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه من المحررة أمان نافع.
لكن سلطات الاحتلال أعادت في الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2014، اعتقاله مجددًا، وأصدرت بحقه حُكمًا مدته 30 شهرًا، وبعد قضائه مدة محكوميته، أعادت حُكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عامًا، إلى جانب العشرات من محرري الصفقة الذين أُعيد لهم أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد.
وفي عام 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن شقيقه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي.
ووجه الأسير البرغوثي على مدار سنوات اعتقاله الماضية عدة رسائل، منها إن" الطريق الوحيدة لتحريرهم تبدأ أولًا من الوحدة الوطنية، كمنطلق أساسي لاستعادة الهوية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للقضية وأهدافها التحررية".
وأيضًا: إن" محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية".
ط ع/ر ش