القدس المحتلة - خاص صفا
لا تتوقف جمعية "العاد" الاستيطانية عن مخططها الرامي للاستيلاء على منازل المقدسيين وطردهم منها بالقوة، تمهيدًا لتهويد منطقة جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وتغيير الصورة الحضارية لمدينة القدس المحتلة ومعالمها الإسلامية وتشويهها عن طريق إحاطتها بمجسمات وأشكال عبرية مُصطنعة.
وقبل عدة أيام، شرعت الجمعية الاستيطانية ببناء منشأة حديدية مطلّة على المصلى القبلي للمسجد الأقصى، قريبة من الجدار الجنوبي للبلدة القديمة، تسميها زورًا بمركز "زوار مدينة داود".
ومنذ 30 عامًا، تحاول "العاد" وما يسمى "حارس أملاك الغائبين" سرقة منزل عائلة سمرين بمدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، إذ تخوص العائلة معارك طاحنة في محاكم الاحتلال لمنع الاستيلاء على منزلها المحيط بالأرض.
وتتعرض عائلة سمرين لمضايقات واستفزازات إسرائيلية مستمرة لا تتوقف، سواء من خلال المخالفات أو اعتداءات المستوطنين، كون منزلها يجاور جمعية "العاد" أو ما يُسمى بمركز "الزوار".
ووادي حلوة الأقرب إلى الأقصى من الجهة الجنوبية، والأكثر استهدافًا من الجمعيات الاستيطانية، التي تسعى للسيطرة على عقاراته بعدة طرق، أبرزها "عن طريق حارس أملاك الغائبين/أو تسريبها من قبل مالكيه"، ويوجد داخله ما يزيد عن 50 بؤرة استيطانية.
مخطط تهويدي
لا شك أن الاحتلال ماض بمخططه التهويدي بالقدس لتغيير الصورة الحضارية للمدينة، ومحو كل آثار تاريخها وهويتها العربية الإسلامية، وما إنشاء منشأة حديدية استيطانية إلا خطوة على طريق تحقيق ذلك. كما يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي.
ويوضح الهدمي في حديثه لوكالة "صفا" أن جمعية "العاد" تعد أحد أذرع الاحتلال، إذ شرعت بإقامة المنشأة على أرض مقدسية صادرتها قبل سنوات بوادي حلوة، بالتعاون مع بلدية الاحتلال التي منحتها غطاءً لإقامتها.
ويذكر أن الجمعية الاستيطانية من خلال هذه المنشأة تتعدى على الحيز الفضائي للأقصى، وتشكل خطورة على مستقبل المنطقة، كونها مطلة على باب المغاربة والمصلى القبلي.
ويشير الهدمي إلى أن الاحتلال ادعى أن الأرض وجد فيها آثار تعود لفترة "داود"، وابنه سليمان، وحاول إعطاءها صبغة تلمودية يهودية، لكن هذه ادعاءات باطلة.
"هذه المنطقة التي تم الاستيلاء عليها وتحويلها لمعلم يحمل الراوية الصهيونية، ويُقدم نفسه على أنه أهم معلم في مدينة القدس بعد حائط البراق، يعتبرها الإسرائيليون مكان "الملك داود"، والذي كان صعد باتجاه "الهيكل" المزعوم. وفق الهدمي لوكالة "صفا".
وجمعية "العاد" تعد من أغنى الجمعيات غير الحكومية الإسرائيلية، وتُشرف على حوالي 70 بؤرة استيطانية في سلوان، تقع أغلبها في حي وادي حلوة، وتسعى إلى الاستيلاء على البيوت الفلسطينية لصالح المستوطنين.
وتسيطر على إدارة ثلاث مناطق أثرية، أو ما يُسمى لدى الاحتلال "الحدائق القومية"، وهي منطقة الآثار فيما يُسمى "مدينة داود"، ومنطقة القصور الأموية، ومنطقة "موقف جفعاتي"، وكلها تقع على بعد أمتار قليلة جنوبي الأقصى.
وأطلقت الجمعية على نفسها هذا الاسم اعتمادًا على النصوص التوراتية، والادعاء بأن "القدس هي مدينة النبي داود عليه السلام".
وتحدد أهدافها بالجملة التالية "تعزيز العلاقة اليهودية في القدس عبر الأجيال بالجولات والإرشاد، والإسكان، وإصدار مواد ترويجية"، وبأنشطتها الكثيرة بالمدينة وبلدتها القديمة يتضح العمل الحثيث لتحقيق أهدافها وأبرزها الإسكان.
تغيير الواقع
ويؤكد الهدمي أن حكومة الاحتلال تعمل وفق سياسة الخطوة خطوة، وتستكمل مساعيها باتجاه تغيير الملامح الإسلامية بشكل كامل في مدينة القدس.
وإقامة مثل هذه المنشأة الاستيطانية يشكل خطورة كبيرة على الأقصى، كما يقول الهدمي، وصولًا لإحاطته بالمعالم الاستيطانية، بحيث يصبح غريبًا بين كل هذه المعالم التي استحدثها الاحتلال، إضافة لخلق واقع جديد فيه، ولتعزيز الوجود اليهودي في المنطقة.
وتهدف هذه المنشأة المقامة على حدود أرض سمرين للتضييق على العائلة والضغط عليها، لدفعها لإخلاء منزلها والرحيل عنه، بالإضافة إلى إغلاق الأفق وحجب الرؤية عن الأقصى.
ويبين الهدمي أن حكومة الاحتلال ومؤسسات دولية تدعم جمعية "العاد" بكل مشاريعها في القدس، بهدف مساعدة هذا الاحتلال بتمرير مخططاته وأجنداته التهويدية فيها، وهي تمتلك كل الإمكانيات لتنفيذ ذلك.
ر ش/د م