أكد الرئيس محمود عباس اليوم الثلاثاء أنه لن يتم إجراء الانتخابات ما دامت "إسرائيل" ترفض إجراءها في مدينة القدس المحتلة، موضحًا مقصد تحذيره للاحتلال عندما قال "طفح الكيل".
وجاء تصريح عباس خلال مشاركته في افتتاح المقر العام الجديد للجنة الانتخابات المركزية، في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال عباس "عندما نقول انتخابات فإننا نعني أن الانتخابات تجري في الضفة الغربية والقدس وغزة، وإذا لم تقبل إسرائيل إجراءها بالقدس فلن يكون هناك انتخابات".
وبرر ذلك "لأننا على غير استعداد أن نركض وراء ترمب ومشاريعه، الذي قرر وحده أن تكون القدس موحدة وعاصمة لدولة إسرائيل، من أعطاه هذا الحق؟ رفضناه وأصرينا على الرفض، ولا زلنا نصر على الرفض".
وأضاف "لا بد أن تكون شرق القدس عاصمة لدولة فلسطين، ومن هنا نطالب الحكومة الأميركية أن تفي بالتزاماتها التي أعلنتها والتي أبلغتنا بها أكثر من مرة بأنها ستفتتح القنصلية في شرقي المدينة".
وأردف عباس "هذه هي سياستنا التي نريدها وهذا هو موقفنا، ولجنة الانتخابات جاهزة وكانت دائمًا جاهزة لإجراء الانتخابات في الضفة والقدس وغزة".
وقال: كما هي الآن تُجري انتخابات بلدية ومحلية، وهذه الانتخابات ستجري على دفعتين، والملفت للنظر والذي نعتز به هو دور المرأة في هذه الانتخابات، أي أنها تشارك بأكثر من 25% من القوائم.
وتابع "الجميل أيضًا أني شاهدت بعض القوائم جميعها من النساء، قائمة من 5 أو 6 أو 10 سيدات لقرية أو بلدة أو مدينة أو غيرها".
وقال: عباس "إن شاء الله ستنجح هذه الانتخابات وهي الجزء الأول، ثم الجزء الثاني، ثم يأتي الوقت لنجري الانتخابات التشريعية في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية".
وذكر "أنتهز هذه الفرصة لأقول لأصدقائنا في الاتحاد الأوروبي: لقد وعدتمونا أن تقنعوا إسرائيل، ولم تقتنع، نأمل أن تستمروا في سعيكم من أجل أن تقتنع بإجراء الانتخابات في القدس".
طفح الكيل
وجدد عباس عبارته الشهيرة قائلاً "لقد طفح الكيل عندنا، وعندما أقول إنه قد طفح الكيل، يعني عندنا ما نقول، وعندنا ما نفعل".
وقال "وحتى لا تذهب الأذهان، أذهانهم بعيدًا، لن نذهب الى العنف، وإنما سنذهب الى الطرق السياسية المعترف بها في كل أنحاء العالم، هذا ما نريده وهذا ما نتمناه"، وفق قوله.
الحكومة الإسرائيلية
ووجه عباس رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، قائلا "لا يمكنه أن يستمر إلى الأبد في رفض حل الدولتين، فماذا يريدون إذا كانوا يرفضون حل الدولتين، هل يقبلون بدولة واحدة كما قلت لهم في خطابي أمام الأمم المتحدة، هل يقبلون بالعودة إلى التقسيم وهذا حقنا الذي أقرته لنا الشرعية الدولية".
وقال: "نحن نقبل بالقليل من الشرعية الدولية، فلنأخذ أي قرار من قرارات الأمم المتحدة ونطبقه فورا على طاولة المفاوضات، أما أن تبقى هذه الحكومة كسابقتها فهذا الأمر لا يمكن أن نقبله".
وحول ملف المصالحة، ذكر عباس "نحن جاهزون كل الجاهزية للمصالحة، ولكن لنا طلب واحد هو أننا جمعياً نلتزم ونطبق الشرعية الدولية".
وأضاف "إذا حصل هذا فإن عجلة المصالحة ستجري فورًا، وهذا هو الطريق السليم والصحيح لاستعادة الوحدة والسير في الطريق الديمقراطي"