مخالفة فاضحة لإعلانٍ سابق العام الماضي

رغم إعلان السلطة المقاطعة.. ماجد فرج يزور معرض إكسبو دبي ويلتقي حاكم الإمارة

غزة - خــاص صفا

لم تمضِ أشهر على إعلان السلطة الفلسطينية مقاطعتها للمشاركة في معرض إكسبو دبي 2020 الذي تستضيفه الإمارة الخليجية، حتى سارع رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج إلى زيارة المعرض.

ورغم أن سبب إعلان المقاطعة الفلسطينية جاء عقب توقيع كلٍ من الإمارات والبحرين اتفاقية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؛ لم يُشكّل ذلك مانعًا لزيارة وفدٍ من السلطة الفلسطينية للمعرض الذي يستضيف جناحًا إسرائيليًا على بُعد أمتارٍ من نظيره الفلسطيني.

فقد كتب حاكم دبي محمد بن راشد على حسابه بموقع "تويتر" مهنئًا بلقائه فرج: "تشرفت اليوم أيضًا بزيارة جناح فلسطين بإكسبو دبي. حضرت الثقافة الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني، وحضرت الأراضي المقدسة في فلسطين. عندما تحضر فلسطين يحضر الجمال، وتتجلى الحضارة، ويكتب التاريخ حضورها".

ولم تكن زيارة فرج إلى المعرض الإماراتي ضمن مبادرة شخصية، إذ وصفت وكالة الانباء الإماراتية المسؤول الفلسطيني بأنه "المبعوث الخاص للرئيس محمود عباس"، فيما رافقه حاكم دبي لزيارة أجنحة لعدة دول.

ورغم إعلان السلطة مقاطعة إكسبو دبي، إلا أن زوّاره فوجئوا بالجناح الفلسطيني، فيما التزمت السلطة الصمت حيال المشاركة المفاجئة.

ويُعتبر لقاء رئيس الوزراء الإماراتي بمسؤول المخابرات الفلسطيني أول لقاءٍ عالي المستوى بين البلدين بعد إعلان القطيعة من الطرف الفلسطيني إثر توقيع اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل" وما لحقه من سحب السفير من أبوظبي، عدا عن رفض الحكومة تلقي مساعدات طبية من نظيرتها الإماراتية خلال فترة جائحة كورونا.

يُذكر أن عديد الحركات الداعية لمقاطعة "إسرائيل" دعت السلطة الفلسطينية بوقتٍ سابق إلى ضرورة مقاطعة المشاركة في "إكسبو"، فقد قالت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) آنذاك إن "أي مشاركة رسمية أو شعبية من فلسطين في المعرض يمثّل تشجيعًا لخطوة التطبيع بين الاحتلال والأنظمة العربية الاستبدادية".

ولا تمثّل مشاركة "إسرائيل" في المعرض الإماراتي خطورةً فحسب؛ إذ يرى مراقبون أن المشاركة الفلسطينية التي تقودها السلطة فيه يُضفي شرعية على ما يحتويه الجناح الإسرائيلي من أسلحة استخدمت ضد الشعب الفلسطيني والتنكيل به.

كما يشارك في الجناح الإسرائيلي "الصندوق القومي اليهودي"، أحد أكبر داعمي الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، الذي صادق أخيرًا على منْح أكثر من مليار دولار لصالح الاستيطان وتوسيعه فيها.

وفي الوقت الذي كانت تنتقد السلطة التطبيع الإماراتي البحريني مع "إسرائيل"؛ فإن ما تُسمّى لجنة التواصل مع المجتمع المدني الإسرائيلي كررت تنظيم لقاءاتٍ مع شخصيات إسرائيلية بمن فيهم مسؤولين ووزراء سابقين، كان آخرها في الـ21 من الشهر الجاري، إذ استقبلت 20 شخصية إسرائيلية في قلب مقر الرئاسة وسط رام الله.

وكان وزير الاقتصاد خالد العسيلي قال بأغسطس 2020 إن قرار حكومته إلغاء المشاركة بمعرض إكسبو "يتماشى مع موقف القيادة الفلسطينية الرافض للإعلان الثلاثي الأمريكي- الإسرائيلي- الإماراتي، حول تطبيع كامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات".

لكن، وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية فإن "العسيلي" ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ تواصلا مع شخصيات مشهورة وفنّانين وأدباء وشركات للترتيب لإقامة الجناح الفلسطيني.

ومن أبرز الشركات الفلسطينية المشاركة: "To ME كوزماتكس" لمواد التجميل، "شركة الناشر للعلاقات العامة" التي تولّت تصميم الديكور الداخلي للجناح الفلسطيني، ويديرها رجل الأعمال سعد عبد الهادي، فضلاً عن شركة "نصار نصار" التي أسهمت بتزويد الجناح بالحجر والرخام المطلوب، فيما أشرف على تنسيقه محمد جبر، مدير مطعم وكوفي شوب "سلمى" في رام الله.

د م/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة