web site counter

وسط دعوات لتصعيد المواجهة والتضامن

محكمة الاحتلال تنظر بمصيرهم الإثنين.. عائلات بسلوان تواجه خطر التهجير من منازلها

القدس المحتلة - خاص صفا
تنظر محكمة الاحتلال الإسرائيلية العليا في القدس المحتلة، يوم الاثنين القادم، في مصير إخلاء عائلات مقدسية من منازلها في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، لصالح جمعيات استيطانية، وسط حالة من الترقب والخوف الشديدين.
وتتزامن جلسة المحكمة الإسرائيلية مع دعوات أطلقها أهالي سلوان وفعاليات مقدسية للمشاركة الواسعة في وقفة تضامنية مع أهالي الحي المهددين بالإخلاء من منازلهم، والبالغ عددهم 86 عائلة.
وينظر إلى قرار محكمة الاحتلال على أنه "مصيري"، لعشرات العائلات الفلسطينية، بعد ادعاء جماعات استيطانية، أن المنازل أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل عام 1948، وهو ما ينفيه السكان.
وتسعى جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى في "بطن الهوى"، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.
 
تهجير وتهويد
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يقول لوكالة "صفا"، إن جلسة محكمة الاحتلال للنظر في قرارات إخلاء عائلات مقدسية من منازلها في حي بطن الهوى تأتي استمرارًا للمناورة الإسرائيلية في تنفيذ مخططها التهويدي بحق المقدسيين خاصةً، والفلسطينيين عامةً.
ويوضح أن محاكم الاحتلال تعود للبت في قضية سياسية بالأساس، تتبني استراتيجية الاحتلال التهويدية عن طريق تهجير السكان من منازلهم قسريًا.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال أجلت البت سابقًا في هذه القضية، خوفًا من تصاعد الأوضاع بمدينة القدس، وخشيةً من ردة فعل سكانها، وهي بذلك أراد الحصول على فترة هدوء داخل المدينة من أجل تنفيذ مخططاتها التهويدية.
ويبين الهدمي أن المجتمع المقدسي يعيش مرحلة من التوتر والضغط، بسبب ممارسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية، ولا نستبعد أن يؤدي البت في قضية إخلاء العائلات من منازلهم إلى انفجار الوضع ليس فقط في القدس لوحدها بل في ظل فلسطين المحتلة.
ويصر الاحتلال-وفقًا للهدمي- على طرد وتهجير المقدسيين من بيوتهم، لأنه" يعتبرهم حجر عثرة أمام تنفيذ مخططاته التهويدية، لذلك يعمل على التخلص منهم قدر المستطاع، وتقليل تواجدهم في المدينة المقدسة ليحولهم إلى أقلية هامشية".
ويرى أن مشروع الاحتلال التهويدي هو مشروع استراتيجي مركزي يهدف لتغيير الصورة الحضارية والبصرية للمدينة، وجعلها مدينة عبرية.
تصعيد المواجهة
ويستبعد الهدمي إصدار محكمة الاحتلال قرارها النهائي بشأن إخلاء عائلات من منازلها في حي بطن الهوى، قائلًا:" قد يتم إيجاد حلول مع السكان المهددين من أجل تمييع القضية وحلحلتها من ناحية قانونية، بحيث يفقد السكان حقهم القانوني فيها".
ويلفت إلى حالة التضامن المقدسي مع العائلات المهددة بالإخلاء والتهجير، مؤكدًا في الوقت نفسه، على صمود المقدسيين وثباتهم في معركتهم مع الاحتلال.
وبحسبه، فإن القضية لن تنتهي بإخلاء منزل أو منزلين في بلدة سلوان، بل هي سياسة إسرائيلية عامة تستهدف كل المدينة المقدسة، لذلك يجب التصعيد في وجه الاحتلال حتى يعي أن الثمن أصبح باهظًا، وعليه أن يتراجع عن قراراته وإجراءاته بحق المقدسيين.
ويؤكد الهدمي ضرورة ترابط وتوحد الشعب والشارع الفلسطيني في مقاومة الاحتلال حتى تتحول القضية لاشتعال انتفاضة جديدة في وجه المحتل.
بدورها، قالت جمعية "عير عميم" اليسارية الإسرائيلية المعارضة للاستيطان بالقدس، إن قرار المحكمة الإسرائيلية سيؤثر على 700 فلسطيني يتواجدون تحت خطر التهجير بسبب مطالبات الاخلاء.
لكن العائلات المقدسية لا تبني آمالًا كبيرة على المحكمة، بعد أن صدرت قرارات عن محكمتي "الصلح" (الابتدائية) والمركزية الإسرائيليتين في السنوات الماضية لصالح المستوطنين.
وستنظر محكمة الاحتلال الاثنين القادم، في الالتماس المقدم لها من عائلة الدويك، المكونة من 26 فردًا، ضد إخلاء قرار الإخلاء من منزلها، الذي تقيم فيه منذ ما قبل العام 1967.
وسبق لمحكمة الاحتلال المركزية أن صادقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 على قرار محكمة "الصلح" الصادر في فبراير/شباط 2020 بإخلاء العائلة من منزلها.
وتعود قصة حي بطن الهوى إلى أيلول/ سبتمبر عام 2015، عندما بدأت الجمعية الاستيطانية بتسليم بلاغات قضائية لأهالي الحي، تطالب بالأرض المقامة عليها منازلهم، بعد حصولها عام 2001 على حق إدارة أملاك الجمعية اليهودية التي تدّعي ملكيتها للأرض.
وتخوض جميع العائلات المهددة بالإخلاء، صراعًا في محاكم الاحتلال لحماية عقاراتها التي تعيش فيها منذ عشرات السنين، وتمتلك كافة الأوراق التي تُثبت أحقيتها في الأرض، في وقت تزاد مخاوفها من تنفيذ الاحتلال أوامر الإخلاء بأي لحظة.
ويتهدد 6 أحياء في سلوان خطر هدم منازلهم بالكامل، بدعوى البناء دون ترخيص، أو بإخلائها وطرد سكانها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وخلال السنوات الماضية، سلمت طواقم بلدية الاحتلال 6817 أمر هدم قضائي وإداري لمنازل في أحياء سلوان، بالإضافة إلى أوامر إخلاء لـ53 بناية سكنية في بطن الهوى لصالح المستوطنين.
ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام