web site counter

"اعتقله الاحتلال واستدعاه للتحقيق رغم إصابته"

محمود سمرين يروى لـ"صفا" تفاصيل اعتداء المستوطنين على نجله

القدس المحتلة - خـــاص صفا

بينما كان الشاب المقدسي محمد سمرين (18 عامًا) في طريقه برفقة ابن عمه لشراء طعام العشاء في منطقة شارع يافا بالقدس المحتلة، هاجمه عشرات المستوطنين المتطرفين، واعتدوا عليه بالضرب بأدوات حادة، ما أدى لإصابته بجروح غائرة وصعبة في يده.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت اعتداءات المستوطنين ضد الشبان المقدسيين تصاعدًا غير مسبوق، إذ تعرض العشرات منهم للتنكيل والضرب بالأدوات الحادة، ومحاولة الخنق والشتم بالألفاظ النابية، والتي كان آخرها حادثة الاعتداء على الشاب سمرين من بلدة سلوان.

وقبل يومين، أصيب الشاب محمود عصام عبيد من بلدة العيساوية، بكسور باليد وقطع في أربطة الركبة، إثر تعرضه للدهس من قبل مستوطن خلال عبوره الشارع من خط المشاة بالقدس.

ولم يسلم الشبان حتى من اعتداءات قوات الاحتلال التي هاجمت بالأمس، عددًا منهم أثناء تواجدهم قرب باب العامود، وأطلقت الكلاب البوليسية باتجاههم، واعتدت عليهم بالضرب، قبل أن تعتقل 4 منهم، كما اعتدت على الأسير المحرر عبادة دنديس عند حاجز الزعيم.

عنصرية وإهمال

محمود سمرين والد المصاب محمد يروي لوكالة "صفا" تفاصيل ما حدث مع نجله، قائلًا: إن "العشرات من المستوطنين اعترضوا طريق نجله أثناء توجهه وابن عمه، لشراء الطعام في شارع يافا، وبدأوا باستفزازهما وهما داخل المركبة التي كانا يسقلانها، وعندما قالا لهما ابعدوا عن الطريق، تم الاعتداء عليهما".

ويضيف أن المستوطنين اعتدوا على نجله بالضرب بأدوات حادة، ما أدى لإصابته في يده، نقل على إثرها إلى مستشفى هداسا العيساوية لتلقي العلاج، وتم غرزه بـ30 قطبة، لكنه لم يتلقى العناية الكاملة بالمستشفى، بل تم التعامل معنا بعنصرية.

و"بعد خروج ابنه من المستشفى رغم تعرضه للإرهاق والتعب، ووصولنا إلى المنزل تراجعت حالته الصحية وارتفعت درجة حرارته، وأصيب بدوخة شديدة، وفقد وعيه، فتم نقله مجددًا إلى المستشفى للعلاج، وأثناء تواجدي وعمه كمرافقين معه طلبوا منا أن نغادر المستشفى". يتابع والده

ويشير إلى أنه خلال تواجدنا بالمستشفى تفاجئنا باقتحام قوة عسكرية إسرائيلية للمكان، والاعتداء علينا بالضرب المبرح بالكهرباء والدفع، حتى ابني المصاب لم يسلم من هذا الاعتداء رُغم وضعه الصحي.

وحينها، اعتقلت قوات الاحتلال محمد وهو فاقد الوعي وينزف دمًا من يده، بالإضافة لوالده وعمه علاء سمرين، وبعد التحقيق معهم لساعات جرى الإفراج عنهم بكفالة مالية، وتحويلهم للحبس المنزلي حتى يوم غد الاثنين.

ويبين سمرين أن قوات الاحتلال ادعت "اعتداءنا على حراس المستشفى وعناصر الشرطة"، لكن هذه ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة، فنحن من تم الاعتداء عليهم بالضرب داخل المشفى.

ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال صادرت بعض بطاقات الهويات وأجهزة الجوال الخاصة به وبشقيقه علاء في مركز "شرطة شارع صلاح الدين"، علاوة على تحطيم مركبتنا الخاصة.

اعتداء همجي

ولم تكتف سلطات الاحتلال بالاعتداء على أفراد عائلة سمرين، بل استدعت نجلها محمد للتحقيق معه اليوم، في معتقل "المسكوبية" غربي القدس، رغم إصابته.

وعقب الاعتداء على محمد، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان من أفراد عائلة سمرين، هم: عز يوسف سمرين، محمد عيسى سمرين، محمد زياد سمرين وداوود هارون سمرين، وجرى تمديد اعتقالهم ليوم غد.

ويشير إلى أنه قدم شكوى لدى شرطة الاحتلال ضد المستوطنين الذين اعتدوا على نجله، واصفًا في الوقت نفسه، الاعتداء بالهمجي والعنصري، والذي كاد أن يؤدي إلى قتل ابنه.

ورغم تصاعد حدة اعتداءات المستوطنين بحق المقدسيين وممتلكاتهم، إلا أن شرطة الاحتلال تواصل التغطية على جرائمهم وممارساتهم العنصرية، دون اتخاذ أي إجراءات عقابية رادعة بحق مرتكبيها، مما يشجعهم على ارتكاب المزيد.

وتُسخر "إسرائيل"-بحسب مختصين بالشأن المقدسي- الجهاز القضائي بشكل سافر للتستر على جرائم المستوطنين، عبر إصدار قرارات عنصرية، تُشرعن رسميًا قتل الفلسطينيين، وتُوفر الغطاء والحماية لانتهاكاتهم.

ويرى هؤلاء أن شرطة الاحتلال لا تعاقب مرتكبي الجريمة من المستوطنين، بل يتم تبرئتهم وإغلاق ملفات التحقيق ضدهم "إن وجدت أصلًا"، في المقابل تعتقل الفلسطينيين، كما أنها لا تتعامل مع الشكاوي المرسلة إليها ضد المستوطنين.

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام