واصل وفد النظام السوري المتواجد في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لقاءاته مع وفود عربية ضمن سعيه لكسر عزلته الإقليمية والدولية المستمرة منذ 10 سنوات.
واجتمع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد السبت مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وبحث الجانبان تطورات القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية، حسب ما أُعلن.
وأكد "المقداد"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام "سانا"، أن القضية الفلسطينية "ستبقى القضية المركزية للشعب العربي"، مشيراً إلى استمرار النظام بموقفه الداعم بشكل كامل للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال، وفي تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وفي السياق أيضاً، التقى وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد أمس بوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، حيث "استعرض الجانبان تطورات الأوضاع في سورية ومسار التسوية السياسية للأزمة".
ويأتي لقاء المقداد مع نظيريه الفلسطيني والتونسي عقب يوم فقط من اجتماع آخر أجراه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الجمعة للمرة الأولى منذ 10 سنوات.
ويعد لقاء المقداد الأول من نوعه مع نظيره المصري منذ تجميد عضوية سورية بالجامعة العربية عام 2011، ويعتبر شكري خامس وزير عربي يلتقي بالمقداد في نيويورك بعد نظرائه من موريتانيا والأردن وعمان والعراق واليوم فلسطين.
ويوم السبت، كشف وزير خارجية النظام في تصريحات صحافية أدلى بها لقناة "الميادين" أنه اقترح على وزير الخارجية المصري إمكانية فتح اتصالات بين البلدين، ووضع الماضي في الخلف.
وهدد وزير خارجية النظام في حديثه بإغلاق آخر المعابر الإنسانية الذي يتم من خلاله إدخال المساعدات الأممية إلى شمال غرب سورية وقال: "أغلقنا ثلاثة معابر حدودية ولم يبق إلا معبر باب الهوى ونأمل أن يصار إلى إغلاقه".
وحول جدوى هذه الاجتماعات في إعادة التطبيع العربي مع النظام السوري وموقف المعارضة السورية منها، قال الناطق باسم هيئة التفاوض السورية وعضو اللجنة الدستورية الدكتور يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد" إن "الأمم المتحدة بكل صفاقة لا تشعر بحقوق الإنسان، أو بأخلاقية المنظمة كونها لا تزال تسمح لنظام مجرم أن تطأ قدمه الأمم المتحدة التي ترفع شعار الحفاظ على كرامة الإنسان".
واعتبر العريضي أن لقاءات وفد النظام الأخيرة مع وفود دول عربية جاءت بعد أن شعرت هذه الدول "برخاوة" المجتمع الدولي في محاسبة النظام السوري على جرائمه، فبدأت بالتحرك في المرحلة الحالية بعد أن كانت عاجزة قبل سنوات عن التطبيع مع النظام السوري بفعل الضغط الأميركي والدولي، واصفاً في الوقت ذاته هذه الأنظمة بأنها "أدوات فقط تنفذ ما يصدر إليها من أوامر".
واعتبر المتحدث باسم هيئة التفاوض أن هذه الاجتماعات "عديمة الأهمية" ولا يمكن أن تقدم أو تؤخر لأن النظام السوري لا يمكن إعادة تأهيله مطلقا بأي جهود، كونه يحمل على أكتافه مليون وثيقة تدين جرائمه في تدمير الشعب السوري وقتل ما يزيد غن 150 ألفاً في معتقلاته، فضلاً عن تهجير ملايين السوريين.