قال وزير الخارجية الفرنسي إن "المخرج من أزمة الغواصات الحالية بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية سيستغرق وقتا ويتطلب أفعالا"، في حين دعا وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي أوروبا لإنهاء الاعتماد على الحماية الأميركية.
ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، أزمة شديدة الخميس الماضي، وذلك بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية وتعويضها بأخرى أميركية تعمل بالوقود النووي، وهو ما وصفته باريس بأنه "خيانة وطعنة في الظهر".
وقال بيان للخارجية الفرنسية إن وزير الخارجية جان إيف لودريان أكد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن -خلال اجتماع ثنائي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك- أن المخرج من الأزمة بين البلدين سيستغرق وقتا وسيتطلب اتخاذ إجراءات.
وأضاف البيان أن لودريان وافق على البقاء على اتصال وثيق مع أنتوني بلينكن، من أجل استعادة الثقة بين الطرفين، بدون مزيد من التفاصيل.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الوزير أنتوني بلينكن اجتمع مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الخميس في نيويورك، وناقشا خطط مشاورات ثنائية متعمقة، بعد تفجر أزمة دبلوماسية بين واشنطن وباريس الأسبوع الماضي بسبب صفقة غواصات".
الحماية الأميركية
وفي وقت سابق، قال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير إن "أزمة الغواصات الأخيرة تشير إلى أنه لا يمكن للاتحاد الأوربي الاعتماد في حمايته على الولايات المتحدة".
واستغرب وزير الاقتصاد الفرنسي التصريحات التي أدلت بها رئيسة الوزراء الدانماركية وقالت فيها إن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن الاتحاد الأوروبي وحمايته مهما كلف الأمر.
وأضاف لومير -في تصريح لإذاعة "فرانس أنفو"- أن الاعتقاد بأن واشنطن ستواصل حماية الأوربيين خطأ كبير، حسب تعبيره.
ومضى قائلا إن أزمة الغواصات وما حصل في أفغانستان يظهران أنه لم يعد بإمكان الأوروبيين الاعتماد على الولايات المتحدة، لضمان حمايتهم الإستراتيجية.
وأكد لومير أن على أوروبا أن تفتح عينيها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها هاجس واحد، وهو احتواء صعود قوة الصين.
وقال "عندما يتم اتخاذ مثل هذا القرار القاسي، أعتقد أنه يترك آثارا دائمة.. لم تكن لدي أوهام بشأن التطورات الإستراتيجية للولايات المتحدة، فهم يعتقدون أن حلفاءهم يجب أن يكونوا مطيعين".