بغد عام من الغياب القسري عن مدينة القدس المحتلة، عادت المحامية المقدسية شيرين العيساوي إلى مدينتها، إلا أن فرحتها بالعودة لم تكتمل، بسبب إعادة اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي شقيقها مدحت الذي التقته آخر مرة قبل 8 سنوات عندما كانا في محكمة للاحتلال.
وصلت العيساوي برفقة ابنها إلى قريتها العيسوية، بعد تحقيق في مطار "بن غوريون" استمر ساعة ونصف، وكان الأمل يحذوها بأن ترى شقيقها الذي وعدها أن يستقبلها في المطار، لكن الاحتلال سرق فرحتها باعتقاله قبل عدة أيام.
وتحرم سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة، عائلة العيساوي من الاجتماع مع بعضها البعض، بسبب مسلسل الانتهاكات والملاحقات والاعتقالات الذي لا ينتهي بحق كافة أفرادها.
مماطلة إسرائيلية
وعن تفاصيل عودتها، تقول العيساوي لوكالة "صفا": إن" سلطات الاحتلال لا تريد عودتي للقدس، وتعمدت المماطلة على مدار عام كامل في منح ابني وثيقة للسفر من اليونان إلى القدس، حاولت عدة مرات مع السفارة الإسرائيلية إلا أنها رفضت".
وتضيف "توجهت للسفارة اليونانية وللعديد من المحامين والمؤسسات، وتمكنت من الحصول على وثيقة سفر مؤقتة لابني، ورغم ذلك رفضت سفارة الاحتلال منحي فيزا لدخول القدس، وبعدها تواصلت مع مكتب النائب أحمد الطيبي، وبعد ثلاثة أشهر تم إصدار الفيزا".
ولم تكتف سلطات الاحتلال بوضع العراقيل أمام عودة العيساوي للقدس، بل تعمدت استفزازها والتحقيق معها لمدة ساعة ونصف في المطار، لأجل تأخير وصولها لمدينتها نبض قلبها.
وتتابع وقلبها يعتصر ألمًا، "كنت أتمنى أن احتضن شقيقي مدحت لحظة وصولي للقدس، لأني لم أراه منذ ثماني سنوات إلا بالمحكمة، بسبب اعتقالات الاحتلال المتكررة له".
وتكمل حديثها "رغم أنني أعلم باعتقاله، لكن شعوريًا اتصلت على هاتفه، ووجدته مغلقًا.. هناك خطط كثيرة وضعناها سويًا كي نعوض الوقت الذي انحرمنا منه مع بعض، لكن الاحتلال أراد التنغيص علينا وقتل فرحتنا".
وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري، اعتقلت مخابرات الاحتلال الأسير المحرر العيساوي من منزله في العيسوية، بعد نحو شهرين من الإفراج عنه، عقب اعتقال دام 8 سنوات.
فرحة منقوصة
وتصف العيساوي شعورها لحظة عودتها، قائلة "رغم فرحتي بالرجوع لمدينتي وبيتي في العيسوية، إلا أنها تبقى منقوصة، وقلبي فيه غصة، نظرًا لاعتقال شقيقي مدحت وسامر، اللذان لم أتمكن من رؤيتهما منذ سنوات، كما أنني ممنوعة من زيارتها أمنيًا".
وتعقد محكمة الاحتلال في القدس اليوم جلسة للأسير مدحت العيساوي، وتأمل شقيقته الإفراج عنه ورؤيته، وأن يتحرر أيضًا شقيقها سامر قريبًا.
والمحامية العيساوي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال عدة مرات، ومكثت رهن الحبس المنزلي عدة أشهر، كما منعتها سلطات الاحتلال من مزاولة مهنة المحاماة مدى الحياة.
وكان الاحتلال اتهمها هي وشقيقها مدحت في عام 2016، "بالتواصل مع الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، من خلال مكتب للمحاماة كانت تديره شيرين، وكذلك زيارة أسرى حماس في السجون، ونقل رسائل منهم إلى خارج السجن بهدف خلق تمرد في صفوفهم".
وتؤكد العيساوي أن "الاحتلال يريد تهجيرنا قسريًا من القدس، وعدم عودتنا إليها، لكن رغم كل الاعتداءات والمنغصات الاحتلالية سنبقى في وطننا صامدين، ولن نتركه مهما كان، لأن البعد عن مديتنا المقدسة صعب للغاية".