أكّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السبت، على أنّ الأسرى الستة الذين انتزعوا حرّيتهم عبر "نفق الحرية" من سجن "جلبوع" الإسرائيلي شديد التحصين قد كسروا هيبة الاحتلال ومنظومته الأمنية وتحوّلوا إلى أيقونات نضالية خالدة في العقل والوعي الجمعي الفلسطيني.
وقال الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم، في تصريح صحفي، إنّ اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لأربعة من الأسرى الستة ما هو إلّا جولة من جولات الصراع المفتوح والممتدّ مع الاحتلال.
وأكّد برهوم على أنّ عملية "نفق الحرية" ستشكّل القوة الدافعة لكل أبناء شعبنا لاستمرار مقاومتهم وانتفاضتهم العارمة في وجه الاحتلال نصرة للأسرى ودفاعًا عن حقوقهم وحماية لأرضهم ومقدساتهم.
وشدّد على أنّ التاريخ سجّل نجاح الأسرى الستة في "كسر هيبة الاحتلال ومنظومته الأمنية"، وما واكب هذا الحدث البطولي من حالة وطنية شعبية جامعة التفافًا وإسنادًا لقضية الأسرى، لافتًا إلى أنّ "نفق الحرية" أحيا الأمل بأنّ انفجار الضفة الغربية في وجه الاحتلال للخلاص منه ما هو إلّا مسألة وقت.
ودعا إلى توسيع مساحة الاشتباك مع العدو وتكثيف الفعل الجهادي والمقاوم في كل ساحات الضفة المحتلة ومدنها وقراها.
في السياق، أشاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر بالإقدامية والجرأة والشجاعة العالية للأبطال الستة الذين تَحولّوا إلى أيقونات نضالية خالدة في العقل والوعي الجمعي الفلسطيني بعد أن انتزعوا حريتهم.
وأكّد مزهر، في تصريح صحفي، على أنّ تمكن الاحتلال من اعتقال قسمٍ منهم بعد مطاردة واسعة لا يُقلل من الإنجاز النوعي الذي حققوه، موضحًا أنّ الأبطال الستة عندما تمكنوا من انتزاع حريتهم، كانوا يدركوا جيداً أن نتائجها ستكون إمّا الاستشهاد أو إعادة الاعتقال أو الاختفاء.
وشدّد على أنّ جماهير شعبنا التي خرجت لتتقاسم لحظات الأمل والألم مع ذوي الأسرى الأبطال قالت كلمتها بأنها ستجعل من أجسادها ودمائها متراساً يحمي أسرانا الأبطال والحركة الأسيرة الباسلة التي تتقدم الصفوف وتخوض معركة بطولية داخل باستيلات الاحتلال، محذّرًا العدو من أنّ أي مساس بهم سيفتح عليه "بركان غضب شعبي".
وأضاف "رغم الألم الذي تركه إعادة اعتقال عدد من أسرى نفق الحرية فلا مكان للحزن، والرد على ذلك بتصعيد الفعل الميداني القادر على حماية الأبطال من بطش وإرهاب العدو وتأمين الحماية لبقية أبطال نفق الحرية وحماية أبطال الحركة الأسيرة" من الإرهاب الذي تحاول من خلاله مصلحة إدارة سجون الاحتلال الهروب من هزائمها والتغطية على فشلها الأمني.
وشدّد على أنّ انتفاضة الحركة الأسيرة تشق الطريق نحو الانتفاضة الشعبية الشاملة طريقاً للتحرير والعودة، داعيًا شعبنا إلى الحذر من محاولات العدو ترويج أخبار وروايات كاذبة حول عملية إعادة اعتقال عدد من الأسرى الأبطال، والتي هدفها كي الوعي الفلسطيني، ورفع معنويات جيشه المهزوم بعد فشله الذريع في سجن جلبوع.
وعاهد مزهر أسرانا الأبطال ومقاتلي نفق الحرية بأن المقاومة ستبذل كل ما بوسعها من أجل تحريرهم جميعاً.
بدورها، أكّدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على أنّ اعتقال أربعة من الأسرى الستة "لن يمحو آثار الضربة والفضيحة المدوية التي تلقتها دولة الاحتلال ومنظومتها الأمنية محليًا وإقليميًا".
وحمّلت "الديمقراطية" حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المعتقلين، مشدّدة على أنّ شعبنا "لن يسكت على أي مساس بالأسرى المعتقلين أو إلحاق الضرر بهم وستتحمل تبعاته دولة الاحتلال".
ودعت الفصائل والفعاليات الجماهيرية إلى تكثيف فعاليات الإسناد والدعم للأسرى في معركتهم البطولية التي تشكل أحد عناوين معركتنا الوطنية الشاملة ضد الاحتلال، وخاصة في مناطق التماس والاشتباك مع الاحتلال في الضفة الفلسطينية وفي القلب منها القدس المحتلة وفي قطاع غزة ومناطق الـ48.
وطالبت المنظمات الحقوقية والدولية وخاصة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية الدولية لأسرى "جلبوع" من بطش الاحتلال وسجانيه وتحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى كافة.
وختمت بيانها بمطالبة وسائل الإعلام بالحذر الشديد في التعاطي مع الأخبار والتصريحات التي تصدر من الإعلام العبري والتي يسعى الاحتلال من ورائها لرفع معنويات جنوده التي اهتزت بعد انتزاع الأسرى حريتهم، وضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وأعلنت قناة "كان" العبرية فجر اليوم أنّ جيش الاحتلال اعتقل الأسرى زكريا الزبيدي ومحمد العارضة ومحمود العارضة ويعقوب قادري في مدينة الناصرة شمال فلسطين المحتلّة.
وتواصل قوات الاحتلال البحث عن أسيرين آخرين هما مناضل انفيعات وأيهم كممجي اللذين كانا ضمن مجموعة الأسرى الستة الذين انتزعوا حرّيتهم فجر الاثنين الماضي من سجن "جلبوع" عبر حفرهم نفقًا أسفل السجن.