أطلق مقدسيون دعوات لوقف العقارات والمنازل في مدينة القدس المحتلة والمحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، وجعلها تحت ملكية الأوقاف الإسلامية العامة، بهدف حمايتها من عمليات التسريب والحفاظ عليها.
وتأتي هذه الدعوات، على خلفية تسريب عقارات مقدسية لجمعيات استيطانية في الآونة الأخيرة، وتحديدًا في بلدة سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى.
وتثير عمليات تسريب العقارات حالة من الصدمة والغضب الشديدين في صفوف المقدسيين، وتدق ناقوس الخطر إزاء ما تواجهه المدينة المحتلة من عمليات تهويد وتسريب، تتم بطرق ملتوية ووهمية.
وقال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات في تصريح خاص لوكالة "صفا"، إن حماية العقارات المقدسية تشكل رسالة مهمة ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع، (أفراد، عائلات ومؤسسات)، وعلى كل من أراد حماية الممتلكات في المدينة المقدسة من خطر التسريب.
وأكد على تكريس الجهود المقدسية لأجل حماية الممتلكات والعقارات سواء في سلوان أو الشيخ جراح أو القدس بشكل عام، ومنع تسريبها، وجعلها تحت ملك الأوقاف، باعتبارها قضية أساسية ذات أولوية.
وأشار إلى أن عائلة القراعين في سلوان أطلقت مؤخرًا، مبادرة لحث أهالي البلدة على وقف منازلهم وقفًا ذُرّيًا، وتم مناقشة هذه المبادرة بحضور لفيف من العلماء والمهتمين.
وأشاد بكيرات بتلك المبادرة، ووصفها بأنها جيدة ومهمة، لكنها ما تزال قيد الدراسة، وبحاجة إلى دراسة مستفيضة وروافد لأجل إنجاحها.
وشدد على ضرورة حماية العقارات من الضياع والتسريب، خاصة في ظل الهجمة الإسرائيلية التي تسعى لتفكيك المجتمع المقدسي وضربه وتهجيره، مع غياب قوة حامية له، نظرًا لأن الاحتلال لم يعد يكترث لأية قوانين تحمي الإنسان المقدسي.
وأضاف أن" حماية تلك العقارات وجعلها وقفًا خيريًا إسلاميًا أو ذُريًا قد تُبقي المقدسي قويًا، وتوفر له الطمأنينة والأمن في مدينته وبيته".
وبين أن الاحتلال سخر كافة الوسائل، بما فيها الجانب القانوني والمحاكم والشرطة والبلدية لكي يهاجم الإنسان المقدسي، ويسلُبه بيته وممتلكاته.
واعتبر بكيرات أن الدعوات المقدسية لوقف العقارات تنم عن إحساس وطني كبير، لكن في الوقت نفسه، يجب التعامل مع حالات التسريب، وحماية العقارات عبر دراسة كل حالة على حدا.
وقال: إن" سلطات الاحتلال تُضخم عملية التسريب كي تقول إن الفلسطينيين باعوا أرضهم وممتلكاتهم، ولأجل إحباط المقدسي وإضعافه وضرب نفسيته، بعدما حقق انتصارات في معركتي بابي الأسباط والرحمة وغيرها.
ونوه إلى أن قضية التسريب ليست وليدة اللحظة، بل قائمة في ظل وجود الاحتلال، مؤكدًا ضرورة تعميق الوعي المقدسي إزاء هذه القضية، وبممارسات الاحتلال وأساليبه الخبيثة، وأيضًا تعميق فكرة الرباط والمقاومة الشعبية بالقدس.
وطالب بكيرات بوجود مؤسسات سواء وقفية أو قانونية تعمل بشكل جاد على حماية المقدسي ودعمه، وتوعيته بمخاطر التسريب، مضيفًا "برباطنا ومؤسساتنا ووجودنا ومقاومتنا نستطيع حماية عقاراتنا وممتلكاتنا من أي أخطار".
بدوره، دعا خطيب المسجد الأقصى محمد سرندح جميع القرى المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى إلى وقف عقاراتهم إما وقفًا إسلاميا أو ذريًا، ليبقى هذا العقار ليس تحت ملك العائلة، وإنما ملك للأوقاف الإسلامية العامة ينتفع فيه أفراد العائلة، ولا يمكن لأي أحد أن يتملكه إلا الناس الذين يستطيعون السكن ضمن شروط الأوقاف.
وأشار إلى أن جميع العقارات المحيطة بالأقصى هي عقارات إما وقفية خيرية إسلامية أو ذُرية تشكل نسيجًا حاميًا ودرعًا واقيًا للأقصى.
وكانت لجنة الدفاع عن أراضي سلوان ناقشت المبادرة التي تقدمت بها عائلة القراعين في حث أهالي سلوان على وقف منازلهم، والآليات الواجب اتخاذها لإنجاح هذه الوسيلة التي ستمنع وتحد من عمليات التسريب التي تتم في سلوان.
وشدد المجتمعون على ضرورة دعوة طاقم من المحامين من أبناء البلد للتدارس في الآليات القانونية الواجب إتباعها للحفاظ على البشر والحجر، وعدم الوقوع بما لا يحمد عقباه في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها أهل سلوان بشكل خاص وفي القدس بشكل عام.
وأكدوا ضرورة توعية المواطنين للتوجه إلى وقف منازلهم وأراضيهم، والسير قدمًا في تبنى هذه المبادرة حين اكتمال أركانها وآلية العمل بها.