كرمت الكتلة الإسلامية في قطاع غزة، يوم الخميس، أكثر من 550 طالبًا من المتفوقين بالثانوية العامة.
وشارك في حفل التفوق 22 فوج "سيف القدس"، الطلبة المتفوقين وذويهم، وسط حضور قادة من حركة حماس، ونواب من المجلس التشريعي، وممثلين من وزارة التربية والتعليم، وقادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.
وقال مسؤول الكتلة في فلسطين محمد فروانة: "نعلن اليوم عن احتفال تفوق 22 لنرسم السعادة والبهجة على قلوب 500 متفوق ومتفوقة وعلى قلوب ذويهم".
وأضاف فروانة أن "نجاح الطلبة وتفوقهم جاء في ظل ساحة حرب حقيقية واجهوا فيها الحصار الجائر والعدوان الظلام والبرد ونقص الإمكانات كلها؛ "فحرموا من كل أسباب النجاح والتفوق إلاّ العزيمة والإصرار والتحدي فكان فضل الله علينا وعليهم عظيما".
وبيّن أن الكتلة الإسلامية اختارت الحفل أن يكون تحت عنوان فوج "سيف القدس"، وذلك في إطار التصدي لهجمة المحتل في الأقصى ومدينة القدس.
وأضاف "هذا الفوج الذي يخط اليوم بالعلم والنور رسالةً للعالم أجمع؛ ليؤكد أن فلسطين أرض لها شعب وتاريخ وماض وحاضر ومستقبل؛ هي أرض مقدسة لا تقبل التطبيع أو البيع أو المساومة".
ووجه فروانة التحية لوزارة التربية والتعليم، الذين بذلوا جهودًا مضاعفة لإتمام العام الدراسي رغم كل الصعاب، مقدمًا الشكر للأجهزة الامنية والشرطية والتي كان لها دور في نجاح العام الدراسي.
شعب ينتصر
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار في كلمة له "يأبى شعبنا إلاّ أن ينتصر رغم ما أصابه من مصائب، وشعبنا اليوم تحت الحصار ينتج هذه الكوكبة من المتفوقين".
وبيّن الزهار أن "المتفوقين اليوم يمثلون لوحة نجاح في معركة سيف القدس، ومعركة وعد الاخرة، مثمّنًا جهود وزارة التربية والتعليم وكافة طواقمها العاملة في قطاع غزة والضفة المحتلة".
وأضاف "هذه الطواقم تعالوا على الجراح وتخطوا صعاب الاحتلال والحصار والوباء، وبخاصة بعد معركة سيف القدس التي اذلت أعناق بني صهيون ورسمت خارطة التحرير لمعركة وعد الآخرة".
وجدد الزهار "عهد شعبنا مع الله على تحقيق وعده مهما كانت الصعاب، مثمّنًا في ذات الوقت كافة الجهود التي بذلتها وزارتي الصحة والداخلية".
وأضاف "أبناؤنا أنتم أمل الأمة والمستقبل، أنتم صناع تحرير فلسطين، منكم سيكون الطبيب والمهندس والعالم والداعية والوزير والنائب بالتشريعي".
ووجه الزهار رسالة لكل أحرار العالم ولقادة الأمة ومفكريها؛ "هذا هو شعبنا الذي نفتخر به ونرفع رؤوسنا بالسماء بسببه، هذا شعبنا الذي يتحدى الاحتلال بإرادة صلبة وعزيمة قوية وإيمان عميق؛ ليصنع من هذا الألم أملاً، ومن المحنة منحة ومن الحزن فرحًا".
من جهته، عبّر الطالب حازم حسنين متحدثًا باسم الطلبة المتفوقين عن سعادته وأنه وزملائه يعيشون أجمل لحظات العمر، مضيفًا "إن هذا المشهد المهيب يجعلنا نشعر بثقل الأمانة وعظيم المسؤولية الملقاة على عاتقنا".
ووجه حسنين رسالة إلى ابائنا وامهاتنا وعوائلنا الذين قدموا لنا كل ما بالوسع والطاقة، "نبرق بتحية لأهلنا المرابطين في القدس وحي الشيخ جراح، نهديكم هذا التفوق ليكون جزءا من صمودكم وتضحياتكم التي تخوضونها دفاعًا عن القدس والأقصى".
جهود متواصلة
من جانبه أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت أن "العام الدراسي لم يكن استثنائي فقط بل كان من البداية وحتى تفوق طلبة التوجيهي استثنائي وصعب".
وقال ثابت "يطيب لنا أن نشارك ابنائنا الطلبة وذويهم هذا الاحتفال بتفوق هذه الكوكبة من طلبة الثانوية العامة، جئنا لنقدم التهاني ونبارك لهؤلاء الطلبة نجاحهم وتميزهم، ونقدم لهم وآبائهم وأمهاتهم التهاني والتبريكات".
وبيّن أن "الطلبة المتفوقين هؤلاء حضروا 3 حروب وظروف الحصار وآثار العدوان ووباء كورونا والعدوان الأخير على قطاع غزة؛ كانت مسيرتهم صعبة لكنهم بهذا النجاح يؤكدون لنا أنهم تحملوا المسؤولية وتحملوا لصعاب حتى وصلوا لمنصة التتويج فهو فرح لهم ولذويهم ولكل أبناء شعبنا".
وأضاف "هذه الظروف الصعبة تؤكد أن الطريق لم يكن سهلاً، وصلوا بالتفوق أولا بتوفيق من الله ثم بجهد من الطلبة، والمدرسة قدمت لهم كل ما تستطيع من خلال اكفئ المعلمين الذين لاقوا ظروفًا صعبة وفي هذا العام استثنائي حرصت المدرسة أن تقدم كل ما تستطيع".
وأشار ثابت إلى أن وزارة التربية والتعليم في غزة عملت بشكل موحد مع زملائنا في الضفة وخاصة القدس، توافقنا مباشرة على تأجيل الامتحانات خدمة لأبنائنا الطلاب، وكان هناك تدخل بشكل الورقة وعدد الأسئلة مراعاة لمن لم يستطع الوصول إلى التعليم الوجاهي".