من المحتمل أن تلقي صفقة اللقاحات منتهية الصلاحية "الملغاة" بين الحكومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بظلال سلبية على دافعية المواطنين لتلقي التطعيمات، بحسب مختصين صحيين تحدثا بشكل منفصل لوكالة "صفا".
وتشكل اللقاحات منتهية الصلاحية تأثيرًا سلبيًا، وربما خطرًا محتملًا على حياة الناس وصحتهم، لعدم ضمان فعاليتها العلاجية، أو حدوث أعراض جانبية لدى متلقي تلك اللقاحات،
ويقول الطبيب الصيدلي نهاد المباشر لوكالة صفا" إن أغلب اللقاحات التي يكون تاريخ انتهائها اقترب أو انتهت صلاحيتها تكون فعليًا غير فعالة علاجيًا، أو ذات كفاءة بسيطة، لأن اللقاحات والأمصال يتم حفظها ونقلها من مكان لآخر تحت ظروف وطرق معينة، بخلاف الأدوية العادية.
ويوضح أن طرق حفظها ونقلها يتم بعدة خطوات تشمل: التبريد، درجة حرارة معينة، بعيدة عن الضوء بشكل عام، وحفظها في حاويات معينة، ومن ثم نقلها من المصنع إلى المستودع، ومن ثم المستشفيات وصولًا للمستهلك.
ويضيف أنه "في حال حدوث خلل ما في طريقة نقل تلك اللقاحات ولو كان 5%، فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف فعاليتها، ما يشكل خطرًا على صحة متلقيها".
وبحسبه، فإن الشركات التي صنعت تلك اللقاحات، ووضعت لها تاريخ إنتاج وانتهاء هي شركات عالمية تعمل بناءً على بروتوكول للتصنيع، وأخذت بعين الاعتبار المادة الفعالة الموجودة في اللقاح.
لكن المباشر، لفت في حديثه، إلى أن كافة الأدوية واللقاحات لا تدخل قطاع غزة إلا تحت رقابة وإشراف وزارة الصحة في غزة.
مخاطر اللقاحات
ويتابع "قد يتعرض بعض متلقي اللقاح الجديد والمطابق للمواصفات، لحدوث عدة أعراض جانبية"، متسائلا: فكيف يكون مدى التأثير والمخاطر على صحة من يتلقى لقاحًا شارف على الانتهاء أو منتهي الصلاحية؟.
ويبين أن الأعراض الجانبية الشائعة في أغلب اللقاحات، تتمثل في: الحرارة، الصداع، سيلان في الأنف، آلام في الكتف، والوهن العام في الجسم.
واللقاح- وفقًا للمباشر- عبارة عن مادة تُستخلص من الفيروس، وهي مادة مُضعفة وظيفتها تهيئة جهاز المناعة للتعرف على الفيروس ومقاومته.
ويحذر من مخاطر تأثير اللقاحات المنتهية صلاحيتها أو التالفة على صحة الناس، حاثًا في الوقت نفسه، المواطنين على ضرورة تلقي اللقاح الجديد والموافق عليه من وزار الصحة.
وفيما يتعلق بالمخاطر، يوضح الطبيب الصيدلي أن هناك عدة مخاطر وتأثيرات قد تنجم عن تلقي اللقاحات المنتهية الصلاحية، وهي:
-عدم ضمان فعالية اللقاح العلاجية.
-عدم ضمان منع حدوث الإصابة بالفيروس.
-حدوث أعراض جانبية لدى المريض دون التأكد من فعالية وفائدة اللقاح.
-إرهاق للمنظومة الصحية، وحدوث ضغط بدون جدوى على الطواقم الطبية، نظرًا لإقبال المواطنين على التطعيم.
ويقول المباشر إن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في إلغاء صفقة السلطة الفلسطينية مع الاحتلال بشأن اللقاحات، ما يحجم بشكل عام دافعية المواطنين لتلقي اللقاح، ويؤدي لحدوث إشكالية في التعاطي مع أخذ التطعيم.
ويفيد بأن الشخص المتلقي للقاح يريد أن يحمي نفسه من الإصابة بفيروس "كورونا"، لأنه عندما يكون اللقاح قديم أو منتهي، فإن ذلك سيعرضه للأمراض.
فضيحة اقتصادية وصحية
وأما منسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية عائد ياغي، فيحذر من تأثير اللقاحات منتهية الصلاحية على صحة المواطنين.
ويقول ياغي لوكالة "صفا": "هذه اللقاحات حال أخذها يكون لها تأثيرات جانبية سلبية على متلقيها، لا نعرف نتائجها، ونحن نتخوف من هذه الآثار السلبية".
ويوضح أن اللقاحات لها طريقة حفظ محددة، وخاصة لقاح "فايزر"، الذي يجب أن يكون في ثلاجات تصل درجة حرارتها إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر، ليتم نقله وحفظه وتخزينه، وحتى لا بفقد اللقاح فعاليته.
ويرى أن صفقة اللقاحات المنتهية صلاحيتها تشكل فضيحة سياسية وأخلاقية لمن حاول تمريرها خلف ظهر الشعب الفلسطيني، كما تشكل كارثة اقتصادية وصحية.
وأعلنت السلطة مساء الجمعة، عن إلغاء صفقة لقاح "فايزر" مع الاحتلال الإسرائيلي، عقب الضجة الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والإحراج الكبير الذي وقعت به بسبب تلقيها لقاحات غير مطابقة للمواصفات، في حين سيتسلم الاحتلال لقاحات جديدة اشترتها السلطة.
وجاء إلغاء الصفقة- بحسب ما أعلنت الحكومة- تحت مزاعم أن "الطواقم المختصة في وزارة الصحة وجدت أن اللقاحات التي تسلمناها اليوم من الجانب الإسرائيلي لم تكن مطابقة للمواصفات، لذلك قررت الحكومة إعادتها، بحسب وزيرة الصحة التي أكدت في بيان سابق أن اللقاحات صالحة وآمنة.
ولا زالت تداعيات فضيحة الصفقة تتفاعل وتتأجج بين صفوف الشعب الفلسطيني، فقد طالب إعلاميون وأكاديميون ونشطاء بإجراء تحقيق عاجل وشفاف بصفقة اللقاحات، وسط مطالبات بإقالة وزيرة الصحة وكل المتنفذين الذين لهم علاقة بهذه الصفقة.