يثير قرار بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة إغلاق مدرسة في حي الثوري ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بحجة الترميم، مخاوف أهالي الطلبة ولجنة أولياء الأمور من أن "تستخدم لأغراض سياسية بحتة".
وقررت بلدية الاحتلال إغلاق مدرسة الثوري الشاملة للبنين (أحمد سامح الخالدي الإعدادية) في الحي لمدة عام كامل، بحجة إجراء الترميم والتصليحات اللازمة فيها، ووجود خطر حقيقي على سلامة الطلاب.
وادعت مديرية التعليم في البلدية أن "قرار إغلاق مبنى المدرسة للترميم جاء من منطلق الحرص على رفاهية الطلاب، ولإتاحة مناخ تعليمي مريح"، مشيرة إلى أنها "استثمرت في السنوات الأخيرة مئات آلاف الشواقل في إصلاح الأضرار التي لحقت بالمبنى إثر أعمال تخريب، لكن للأسف تكررت تلك الأعمال".
وعلى إثر القرار، نظمت لجان وأهالي الحي واتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس عدة اعتصامات واحتجاجات، رفضًا لإغلاق المدرسة ونقل الطلاب للدراسة خارج الحي.
واستنكرت عدة لجان ووجهاء الحي هذه الخطوة التعسفية، مؤكدين رفضهم القاطع لإغلاق المدرسة، الأمر الذي يتسبب في تشتيت الطلاب وزيادة معاناة الأهالي اليومية في هذه الظروف الصعبة وغير الآمنة.
وطالبوا الجهات المسؤولة بالتراجع عنها والاستجابة للأهالي واللجنة المركزية لأولياء أمور مدارس سلوان ورأس العامود في موقفها الشرعي والقانوني، وإيجاد الحلول البديلة دون إغلاق المدرسة والإضرار بالطلاب وأهاليهم.
قرار تعسفي
ويقول أمين سر اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس عادل الغزاوي لوكالة "صفا" إن قرار بلدية الاحتلال بإغلاق المدرسة العام المقبل، ولمدة سنة كاملة مرفوض جملةً وتفصيلا، واصفًا إياه بـ"التعسفي والمجحف" بحق الطلاب.
ويضيف أن إغلاق المدرسة يأتي بحجة إجراء الترميم والتصليح، لكن في باطنه "يحمل أهدافًا مشبوهة"، لأن بلدية الاحتلال لم تتعهد بإعادة فتحها مجددًا، وكذلك التأكيد على إرجاع المدرسة بطاقمها ومنهاجها الفلسطيني، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول ماهية هذا القرار.
ويتابع "طالبنا في السنوات الأخيرة بإجراء عمليات ترميم للمدرسة، لكن بشرط استمرار العملية التعليمية بداخلها، وعقدنا مؤخرًا عدة اجتماعات واقترحنا حلولًا مناسبة لأجل عدم إغلاقها".
وتمثلت هذه الحلول- وفقًا للغزاوي- في العمل خلال العطلة الصيفية، أو في ساعات ما بعد الدوام، أو استئجار مبنى بالمنطقة ونقل الطلاب إليه وإرجاعهم بعد الانتهاء من عملية الإصلاح، رغم وجود مبنيين داخل المدرسة يمكن استيعاب الطلاب فيهما، أو العمل على التصليح بشكل جزئي.
إلا أن بلدية الاحتلال لم تتجاوب مع هذه المقترحات حتى اللحظة، وتُصر على إغلاق المدرسة ونقل جميع الطلاب إلى مناطق محيطة، رغم عدم وجود متسع في المدارس المقترحة، مما يعرض هؤلاء الطلاب للكثير من المشاكل، وضياع مستقبلهم، بحسب الغزاوي.
أوضاع صعبة
ويبين أن هناك مخاوف حقيقية من أن تتحول المدرسة بعد إغلاقها لمستوطنة أو مركز شرطة أو لمدرسة خاصة لتعليم المنهاج الإسرائيلي، "لذلك نرفض إغلاقها مطلقًا".
ويشير إلى أن بلدية الاحتلال تتعمد تجاهل مطالب الأهالي ولجان أولياء الأمور، محذرًا في الوقت نفسه من تداعيات ومخاطر إغلاق المدرسة، التي يتعلم فيها ما يزيد عن 300 طالب.
وبحسب الغزاوي، فإن المدرسة تعاني من أوضاع مزرية ومشاكل عديدة تتمثل في البنية التحتية، ونقص الصفوف الدراسية والمختبرات والمرافق الصحية، وغياب للخدمات الأساسية، وعدم وجود بيئة تعليمية مناسبة.
ويؤكد أن سلطات الاحتلال تشن هجمة شرسة على التعليم بالقدس، وتتبع كل الوسائل والأدوات لأجل أسرلة التعليم، وفرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية، بهدف كي وعي الطالب الفلسطيني وتجريده من مستواه الفكري والتاريخي، ومحو هويته الوطنية.
ويطالب الغزاوي الأهالي بعدم التعاطي مع القرار الإسرائيلي بإغلاق المدرسة، ونقل أولادهم لمدارس أخرى، مؤكدًا استمرار الاحتجاجات الرافضة لذلك، اتخاذ خطوات تصعيدية في الأيام المقبلة لإفشال هذا "القرار المشبوه" وغير القانوني.