يبرز عمل الكشافة الفلسطينية في خدمة الصائمين منذ عشرات السنين، ورعايتهم وراحتهم في باحات المسجد الأقصى المبارك، خلال شهر رمضان الفضيل.
ويعمل مئات المتطوعين في الكشافة الفلسطينية ضمن منظومة موحدة بالتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية، والتعاون مع لجان النظام في مساعدة الصائمين، والتخفيف من معاناتهم داخل باحاته وعند بواباته.
وتتطوع الكشافة وتتنقل بين المصلين في زيها الموحد بالمسجد الأقصى، من أجل فرض النظام ورعاية الصائمين ضمن واجبهم الديني والوطني كالجنود المجهولين.
وتصر المفوضية الكشفية في محافظة القدس على وصول فرقها الكشفية إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، رغم العراقيل التي تواجهها من قبل قوات الاحتلال.
ويخدم الصائمين في كل عام نحو ألف كشفي ومرشدة من القدس والضفة الغربية، إلا أن الاحتلال حرم هذا العام المئات من كشافة الضفة الغربية من الحصول على تصاريح للوصول للقدس والمسجد الأقصى، ما أدى إلى نقص عدد الكشافة إلى نحو النصف.
ويوضح القائد ماهر محيسن رئيس الهيئة الادارية لمفوضية كشافة محافظة القدس ومدير مشروع خدمة الصائمين بالمسجد الأقصى لوكالة " صفا " أن الكشافة الفلسطينية تقدم الخدمات للمصلين، وتسهل دخولهم وخروجهم في باحات المسجد الأقصى".
ويلفت إلى أن المرشدات والجوالة والكشافة يقومون بخدمة المصلين في المسجد الأقصى، ورش المياه على الصائمين خاصة يوم الجمعة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
ويبين محيسن أنه تمكن ما بين 400 إلى 450 كشفيا ومرشدة من الوصول للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بسبب عدم منح شرطة الاحتلال التصاريح للفرق الكشفية من الضفة الغربية.
ويقول:" يلتحق بمفوضية الكشافة فرق من داخل وخارج الجدار الفاصل، منهم من يحمل هوية الضفة الغربية وآخرين القدس، وهذا العام اقتصر العمل داخل المسجد على كشافة القدس".
ويؤكد محيسن أن خدمة الصائمين في المسجد الأقصى شرف لكل انسان، والعمل الكشفي ليس بجديد، بل يرجع عمره في القدس إلى 40 عاما.
ويشير إلى أن الكشافة تواجه معيقات من الاحتلال الاسرائيلي عند الحواجز ومداخل وبوابات المسجد الأقصى.
والمجموعات الكشفية التي تشارك في خدمة الصائمين بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان هي: مجموعة كشافة نادي هلال القدس، وكشافة العيسوية وصورباهر، بالإضافة إلى كشافة جمعية الشبان المسلمين من الرام، وكشافة حزما وكفر عقب.
ويدعو القائد محيسن المواطنين إلى تشجيع أولادهم على التطوع في المجموعات الكشفية، لأن الكشافة تعلم الانضباط والمحبة والرجولة وجميع الصفات الحسنة.
ويناشد محيسن أهالي القدس إلى التوافد إلى المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان وخاصة أيام الجمعة.
وعن استعداد ورغبة الفرق الكشفية بخدمة الصائمين خلال شهر رمضان، يقول المفوض الكشفي بالقدس سعيد عطون:" جمعية الكشافة الفلسطينية ممثلة بمفوضية محافظة الكشافة تنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر من أجل الحضور للمسجد الأقصى لتقديم خدمة لضيوف الرحمن".
ويضيف "كان يحضر في كل عام ما بين من 800 إلى 1000 كشفي للتطوع في المسجد الأقصى، ولكن هذا العام انحصرت المشاركة على كشافة القدس، ورغم نقص عددهم إلا أنهم تمكنوا من العمل في كافة أنحاء المسجد".
ويلفت عطون إلى أنه رغم مرضه حضر لخدمة الصائمين في المسجد الأقصى، لأن العمل الكشفي واجب وطني، وخدمة وطنية اجتماعية للكشافة.
أما بالنسبة لماهية العمل الكشفي، يقول القائد عادل الرشق رئيس خدمة تنمية المجتمع بمفوضية محافظة القدس وعضو لجنة بالكشافة الفلسطينية ورئيس صفحة كشافة ومرشدات العرب " تطوعي في خدمة الصائمين بالمسجد الأقصى شرف لي".
ويذكر أنه "يبدأ من صلاة التراويح حتى صلاة الفجر، وبعدها أستريح لساعات، ثم أواصل عملي من الظهر حتى ساعات المغرب".
ويضيف:" لا أقدر على وصف شعوري كقائد كشفي في خدمة المصلين بالمسجد الأقصى، لأني تربيت عليه منذ كان عمري 12 عاما".
ويتابع "الحركة الكشفية هي حركة تطوعية تحافظ على المجتمع بالبيئة، والاحترام كما علمنا ديننا الإسلامي، وإن شاء نستمر على هذا المسار".
وعن العمل الكشفي، يذكر عضو لجنة كشافة صور باهرعبد الرحمن دبش أنهم يتطوعون في رعاية المسجد الأقصى المبارك والمصلين كل يوم جمعة، لأنه واجب ديني وأخلاقي تجاه المسجد.
ويؤكد على استعداده والتزامه بتأدية هذا الواجب، رغم محاولات وغطرسة الاحتلال.
ويضيف:" الأقصى في أيدي أمينة، وسنأتي كل يوم لرعايته وحمايته وخدمة المصلين".