web site counter

رياح الخليل تهب على طولكرم..والضحية الأولى شلباية

يرى المراقبون والعارفون في الشأن الداخلي لتطورات الأوضاع في الضفة الغربية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق بعملية الاغتيال التي نفذها فجر اليوم في مدينة طولكرم فاتورة تصفية الحساب مع حركة حماس عقب عملية الخليل التي نفذتها الحركة مطلع الشهر الجاري وقتل خلالها أربعة مستوطنين.

 

وقالت مصادر مطلعة لمراسلنا أن عملية اغتيال شلباية فجر اليوم ليست حدثا عابرا، وإنما جاءت تتويجا لحملة استخبارية شرسة شنتها قوات الاحتلال، وكذلك عمليات اعتقال واسعة النطاق بحق كوادر وأنصار حماس قامت بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة بحثا عن منفذي عملية الخليل.

 

وتضيف المصادر أنه خلافا للتوقعات، فقد أفضت التحقيقات المكثفة التي قامت بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الكشف عن أن العقول المدبرة لعملية الخليل عملت من مدينة طولكرم وليس من مدينة الخليل، المكان الذي حدثت فيه العملية.

 

وأشارت المصادر إلى أن كل هذه الهجمة تتركز حول اسم واحد، وهذا الاغتيال وتلك الاعتقالات تهدف كلها للوصول إلى شخص واحد تتهمه قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية بالمسئولية عن عملية الخليل تخطيطا وتوجيها وهو القيادي البارز نشأت الكرمي.

 

لقد كانت حملة تتم في الخفاء ودون الإعلان عن أهدافها لحين إعلان سلطات الاحتلال فجر اليوم حربها المفتوحة على منفذي عملية الخليل، ووجهت رسائلها لحركة حماس بأنها ستتعامل بالدم مع الكرمي وكل من يساعده أو يتوقع أنه ساعده أو من يمكن أن يوجد هناك شبهة في أنه سوف يساعده مستقبلا.

 

العارفون بالتاريخ المقاوم لحركة حماس في طولكرم يعرفون بالضبط ما الذي يجري في هذه المنطقة بعد عملية الخليل، ويعرفون تماما من هو نشأت الكرمي.

 

ويوصف الكرمي بأنه أحد عباقرة حركة حماس، ويكفي للتديل على ذلك أن هذا الرجل - الذي سيشتهر اسمه من الآن فصاعدا شيئا فشيئا سيما مع تطور عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وكثافة عمليات الملاحقة للمقاومين في الضفة الغربية- كان أصغر مبعدي مرج الزهور.

 

ففي الوقت الذي كان فيه مبعدو مرج الزهور من كوادر وقيادات حركة حماس من كبار السن ووجهاؤها في عام 1992 عقب اختطاف حركة حماس للجندي نسيم طوليدانوا، كان نشأت الكرمي أحد هؤلاء المبعدين ولم يتجاوز من العمر الـ17 عاما.

 

وأدركت قوات الاحتلال خطورة هذا المقاوم مبكرا، لذلك قضى معظم سنوات عمره منذ ذلك التاريخ متنقلا بين سجون الاحتلال الذي لم ينفك عن ملاحقته إلى أن قرر هو أخذ زمام المبادرة وتصفية حسابه مع الإسرائيليين منطلقا من عملية الخليل على ما يبدو، حسب مختلف التقديرات.

 

وبما أن الحديث عن رجل غير عادي؛ فبالتأكيد فإن حملة قوات الاحتلال لن تكون عادية وستكون هستيرية وستسكشف عن الوجه الأكثر قبحا للاحتلال وممارساته.

 

ولكن ما يؤلم كثيرين في هذه الحملة هو أن التي تقودها هي الأجهزة الأمنية الفلسطينية استحقاقا لتعهدها بالقبض على منفذي عملية الخليل، علما أن هذه الأجهزة سبق أن أعلنت في وقت سابق عن اعتقالها لمنفذي عملية الخليل ورام الله.

 

ولكن مصادر مؤكدة أكدت لنا أن الأجهزة الأمنية لم تعتقل سوى ثلاثة أشخاص لهم صلة غير مباشرة بتلك العملية وأن العقول المدبرة وإن كشفت أسماؤها ومنهم المهندس نشأت الكرمي إلا أنهم  لم يعتقلوا حتى الآن.

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام