أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن تقديم حركته مبلغ مليون دولار لتنفيذ مشاريع في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
جاء حديث هنية خلال لقاء ضم الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت الجمعة، بحضور ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى الشبابية والعلمائية ووجهاء من المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
وقال إن "المخيمات الفلسطينية في لبنان أوضاعها صعبة ومأساتها الإنسانية قاسية جدًا، والفلسطيني محروم من الوظائف والتملك والإعمار".
وأشار لحديثه مع المسؤولين في لبنان، لافتًا إلى أنه أبلغهم بأنه "آن الأوان لتوفير متطلبات العيش الكريم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وسنتابع الأمور مع المسؤولين".
واعتبر هنية أن "هذه اللحظة فارقة وعظيمة وموجعة أن يكون اللقاء خارج هذا الوطن وخارج القدس".
وأكمل: "أقول لعدونا اليوم من أرض لبنان الصمود، ونحن في وسط أهلنا الذين قدموا الشهداء والجرحى والتضحيات، أقول لهذا العدو: لا مستقبل لإسرائيل على أرض فلسطين".
واستطرد هنية: "زرنا اليوم مقبرة شهداء فلسطين ومقبرة شهداء صبرا وشاتيلا، ونقولها: لن يفلت العدو من العقاب، ونحن شعب لا ينسى، يحتفظ بالذاكرة، لا يتبنى ثقافة الهزيمة، نحن لا ننسى، ولن نغفر، وانتقامنا لن يكتمل من هذا العدو إلا بعودة كل شعبنا إلى أرضه، وطرد هذا العدو من كل شبر من أرض فلسطين".
أولويات حماس
ولخّص هنية الأولويات فقال "الأولوية الأولى أن لا نتنازل عن أي من ثوابتنا، وعلى رأسها عودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي هجروا منها".
وقال: "وكذلك أكرر اليوم: لن نعترف بإسرائيل. نسير مع الكل الفلسطيني لكن بشرطين: لا اعتراف بإسرائيل، ولا تنازل عن شبر واحد من أرضنا".
أما الأولوية الثانية فبحسب هنية فهي "لا تنازل عن المقاومة. وأي مقاومة نحن نؤيدها، مقاومة بكل أشكالها، لكن نؤكد في مقدمة المقاومة وذروة سنامها المقاومة المسلحة".
وأشار إلى أن "أي مقاومة شعبية أو غيرها لا تتعارض مع المقاومة المسلحة. لم تعد هناك أي أوهام سياسية.. الخيار الاستراتيجي مع هذا العدو هو المقاومة. وهذا شعبنا في لبنان هو يقاوم طالما يرفض التهجير والتوطين، ومقاوم طالما متمسك بحقّ العودة".
وأوضح أن الأولوية الثالثة "هي العمل بكل قوة من أجل الوحدة الوطنية، لأن العامل الأساس لدفع المخاطر هي، والبناء على المشتركات الكثيرة".
وثمن هنية موقف فتح وكل الفصائل، مضيفًا: "نقول لأهلنا ليست وحدة وطنية بين غزة والضفة فقط، بل بين كل القوى وفي كل مكان. دور شعبنا في الخارج لا يقل استراتيجية عن دوره في الداخل".
وتابع أن "الأولوية الرابعة هي ترتيب علاقتنا بالأمة العربية والإسلامية".
واستطرد رئيس المكتب السياسي لحماس بأنّ اللقاء اليوم كان في بيروت وغدًا سيكون في القدس "ولا قوة في العالم يمكنها منعنا من العودة إلى فلسطين"، مشيرًا أن "صواريخنا كان مداها 15 كيلومترًا والآن يمكنها أن تصل إلى تل أبيب وما بعد بعد تل أبيب".
وشدد على أنّ المقاومة خيار استراتيجي للتحرير بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة، مؤكدًا أنه "تحت ظلال أوسلو حصلت كل الموبقات التي قامت بها إسرائيل".
وأوضح أنّ "حماس تعتمد استراتيجية تراكم القوة وتمارس المقاومة في الساحات المتاحة"، مبينًا أن "شعبنا في لبنان مقاوم طالما يتمسك بحق العودة ويرفض الوطن البديل وانحراف بوصلته".
ووجه هنية رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي بالقول: "من أرض لبنان المقاومة لا مستقبل لك على أرض فلسطين".
ونبه إلى أنّ لبنان "احتضن الجرح والتزم القضية وقدم آلاف الشهداء إلى جانب الشعب الفلسطيني".
وأكد أنّ اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية يوم أمس "حدد أولوياتنا الاستراتيجية وأولها أننا لن نتنازل عن حق العودة".
وتابع هنية: "لا تنازل عن أي شبر من أرض فلسطين ولا اعتراف بإسرائيل".
ولفت إلى أنه يجري البحث مع الفصائل عن نقاط التقاء من دون المساس بالثوابت.
وذكر القيادي بحماس أنه "نعمل على تحرير غزة والضفة مع باقي الفصائل في هذه المرحلة من دون الاعتراف بإسرائيل".
وقال هنية إنّ "ما حصل أمس قد يفتح بابَا لتحصين الوحدة الفلسطينية"، مؤكداً أنه "قررنا أن نمضي في مسار تفعيل المقاومة الشعبية وتشكيل لجنة للعمل على تطوير منظمة التحرير".
وأوضح أنه جرى العمل خلال الشهرين الماضيين من أجل الوصول إلى ما صدر عن اجتماع الأمس، معتقدًا بأنّ "مستقبل ودور شعبنا في الخارج استراتيجي في المرحلة المقبلة".
وأكمل هنية: "سنعمل على بناء كتلة صلبة المنطقة لمواجهة المشروع الإسرائيلي"، معتبرًا أنه "هناك محاولة لأسرلة المنطقة .. ولن ينجحوا في ذلك".
ووجه رسالة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بقوله: "تشرفنا بدخول المخيمات .. وتعطّرنا برائحة دماء شهدائنا"، مؤكداً أنه "سنبقى مع شعبنا الذي يحاول البعض وضعه في مهاوي الردى وعلى طاولة اللئام".
كما أشار إلى وجوب توفير "الحياة الكريمة لأهلنا في المخيمات ولقينا تجاوبا وآذانا صاغية ممن التقيناهم من مسؤولين في لبنان".
وكشف هنية عن الاتفاق على تنفيذ سلسلة مشاريع لتخفيف المعاناة في المخيمات وحماس قررت تقديم مليون دولار في هذا الإطار.
وختم بالقول "أحيّي المقاومة في لبنان التي مرّغت أنف العدو في عامي 2000 و2006"