عقب انفجار مرفأ بيروت

فصائل بغزة تحذر من محاولات تمرير الوصاية الفرنسية على لبنان

غزة - متابعة صفا

حذّرت فصائل وقوى وطنية وإسلامية، يوم الأحد، من محاولات لتمرير الوصاية الفرنسية على لبنان؛ عقب انفجار مرفأ بيروت الذي خلّف عشرات القتلى وآلاف الجرحى.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظّمتها حركة الأحرار بمقرها بمدينة غزة تحت عنوان "فلسطين ولبنان وحدة الدم والمصير"، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن هناك من يريد جلب الوصاية الفرنسية للشعب اللبناني، عبر تقديم مساعدات مباشرةً إلى اللبنانيين دون التنسيق مع المؤسسة السياسية الرسمية.

وأوضح البطش أن الأزمة في لبنان صحيح ذات طابع سياسي؛ لكنها تحمل تداعيات خطيرة؛ أبرزها تمرير الوصاية الفرنسية على لبنان من خلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرًا إلى بيروت، والاطلاع على حجم الدمار الذي أصاب المرفأ.

وأضاف "يراد للبنان أن يدخل في أزمة داخلية؛ من حق شعب لبنان النهوض، لكن ليس على حساب الفتنة وشق الصف ونبذ المقاومة الوطنية".

ودعا البطش الشعب اللبناني للنهوض وتوحيد الصف واستثمار الدعم الدولي لصالح إعادة بناء مرفأ بيروت، محذّرًا من المحاولات الفرنسية للتدخل وزيادة الفرقة بين المسلمين والمسيحيين.

وجدد تحذيره من كل المشاريع التي تهدد وحدة لبنان، بالقول: "لا نريد لأحد أن يتخذ هذا الانفجار سببًا لتصفية حسابات بين اللبنانيين، وأن تصبح المقاومة متهمة في لبنان، فالعدو الصهيوني وأمريكا وأوروبا يريدون من خلال هذا الانفجار أن يُصفوا الحساب مع المقاومة، ونحن ضد الدعوات اللبنانية المشبوهة التي تدعو الفرنسيين للوصاية واحتلال لبنان".

ووافقه القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، مؤكدًا أن ما حل في لبنان كارثةً ومصيبةً كبيرةً، محذّرًا من محاولات الهيمنة والتدخل الخارجي عبر المساعدات الدولية.

وقال رضوان "نحن ولبنان نشترك معًا بالمعاناة والألم والمصير المشترك؛ يراد للبنان أن ينكفئ على نفسه، وأن يلتف إلى الفقر والمعاناة والخلافات الداخلية".

واستهجن ما أسماه "أصوات النشاز" التي تطالب بالوصاية الفرنسية على لبنان، مؤكدًا أن هذه التدخلات تسعى للتحريض على المقاومة ونبذها من المجتمع اللبناني.

ودعا رضوان الشعب اللبناني لتفويت الفرصة على "هؤلاء المتربصين بلبنان شرًا"، والحفاظ على الوحدة الوطنية وسلاح المقاومة.

وتابع "نقول للبنان حكومةً وشعبًا ومقاومة، نحن معكم ونضع كافة الإمكانات المتواضعة لشعبنا بكافة أطره السياسية من أجل أن يعبر لبنان هذه المحنة".

وأكد رضوان أن المطلوب لبنانيًّا للخروج من هذه الكارثة هو المحافظة على الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة لكل المتربصين بلبنان، مؤكدًا رفض شعبنا لكل الدعوات التي تطالب بالوصاية الفرنسية.

ودعا الدول العربية لتوفير كافة أسباب الدعم المادي والمعنوي للبنان، من أجل إعادة ترميم المرفأ وبيروت، لتجاوز هذه المحنة، مطالبًا بتوفير شبكة أمان سياسي ومادي لهم.

كما حثّ رضوان المجتمع الدولي لتوفير أسباب الدعم ورفع الحصار الظالم المفروض على لبنان، ووقف التدخلات الخارجية، وترك لبنان يعيش حرًّا بعيدًا عن الوصاية واستمرار الحصار.

وعلى صعيد آخر، حذّر رضوان الاحتلال الإسرائيلي من محاولات العبث بالساحة الفلسطينية أو محاولة نقل أزماته للجانب الفلسطيني وزيادة معاناة شعبنا، مؤكدًا أن المقاومة عنوان للرد على أي تغوّل صهيوني، ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه ومقدراته".

وحدة الدم والمصير

وأكد القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة وحدة الدم والمصير بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، محذّرًا من محاولات دولية لاستغلال انفجار بيروت للوصاية ونبذ سلاح المقاومة.

وأوضح أبو ظريفة أن وحدة الموقف اللبناني هو الذي يشكل صمام أمان لوقف هذا استغلال السياسي.

وأضاف "وحدة الموقف ورفض أي دعم مشروط هو من يشكل صد حائط آخر لمواجهة كل المحاولات الرامية لاستغلال هذه الكارثة؛ من أجل تمرير استحقاقات سياسية على لبنان".

واتفق معه الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية خالد أبو هلال، موضحًا أن ورشة العمل اليوم هي رسالة من شعبنا للتأكيد على وحدة الدم والمصير مع شقيقه الشعب اللبناني.

وأكد أبو هلال أن المستفيد الأول من انفجار مرفأ بيروت هو الاحتلال الإسرائيلي، ولم يخفِ قادته الفرح حين وقع الانفجار. حسب قوله

ودعا الشعب اللبناني للتريث لحين انتهاء التحقيقات ومعرفة ما حدث، حاثًّا إياهم "لعدم الانجرار لدعوات مشبوهة تنطلق من العديد العواصم الغربية وخاصة أوروبا وأمريكا، وللأسف بعض العواصم العربية".

وأضاف "نوجه رسالة إلى لبنان ألاّ ينجر لمربع الفوضى والفتنة، دعواتنا لهم أن سلاح المقاومة هو عزتكم كما هو عزتنا، وإن أي دعوات لتحميل المقاومة المسؤولية هي دعوات مشبوهة لا تريد لكم الخير".

/ تعليق عبر الفيس بوك