أشاد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة يوم الجمعة بمبادرة رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار بشأن الأسرى، مشيرًا إلى أنها أحدثت حراكًا مهمًا داخل "إسرائيل".
وكان السنوار قال أمس خلال لقاء تفاعلي متلفز إن حماس "يمكن أن تقدم تنازلًا جزئيًا في ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى الحركة مقابل إفراجه عن الأسرى الفلسطينيين من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة فيروس كورونا".
وذكر فروانة في تصريح وصل وكالة "صفا" أن مبادرة السنوار "تحمل أبعادًا إنسانية وتعكس قلقًا على حياة الأسرى الفلسطينيين وحرصا عليهم، وهي خطوة مهمة جدًا في الظرف الراهن".
ورأى المختص في شؤون الأسرى والمحررين أن المبادرة "تأتي استكمالًا للجهود السياسية والقانونية والحقوقية والإعلامية التي بذلت وتُبذل لأجل إنقاذ الأسرى وحمايتهم من خطر "كورونا"، لكنها ربما تكون الخطوة الأهم من وجهة نظري، في ظل غياب تأثير المؤسسات الدولية واستمرار الاستهتار الإسرائيلي وعدم التجاوب مع تلك الجهود".
وأشار إلى أن مبادرة السنوار "أحدثت حراكًا تفاعليًا وحواريًا كبيرًا لدى الأوساط الإسرائيلية، السياسية والأمنية، وتصدّرت اليوم عناوين وسائل الاعلام العبرية المختلفة".
وقال: "وأعتقد جازمًا أن مبادرته هذه ستُحدث حراكًا جادًا في ملف الأسرى، وقد تُحدث اختراقًا مهما للوصول إلى تفاهمات جزئية، كما وستكون مهمة نحو معالجة قضايا ذات مصالح مشتركة لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي".
ولفت إلى أن "ما يمكن أن يتحقق في المدى القريب سيشكل أساسًا لحوارات أشمل تتعلق بعدة قضايا، منها إتمام صفقة تبادل شاملة (وفاء الأحرار2) في وقت لاحق".
وكانت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية قالت إن مبادرة السنوار "قد تفتح نافذة فرص للتقدم بمسألة استعادة الأسرى من قطاع غزة".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن المصادر قولها: "نحن منفتحون على أفكار كثيرة، ووراء هذه الكلمة نقاشات عقدت مؤخرًا لدى المستوى السياسي– الأمني حول أفكار بخصوص التقدم في مفاوضات استعادة الأسرى".
لكن فروانة رأى أن الحكومة الإسرائيلية غير جاهزة في الوقت الراهن لدفع استحقاقات إبرام صفقة تبادل شاملة تلبي المطالب الفلسطينية.
وأضاف "لذا فهي تحاول ومنذ فترة ليس بالقصيرة ربط ملف الأسرى بالملفات الأخرى لتقليل الثمن الذي ستدفعه في هذا الصدد، وهنا على الجانب الفلسطيني أن ينتبه لذلك جيدا".
ودعا المختص في شؤون الأسرى والمحررين إلى عدم الرهان على "البعد الإنساني لدى الطرف الآخر (الاحتلال)، حيث أن الإسرائيليين فقدوا الإحساس، وما يمكن أن نسميه الحس الإنساني في تعاملهم مع الفلسطينيين".
ودعا فروانة السنوار "والآخرين كافة" إلى الاستمرار في بذل مزيد من الجهد على الصعد والمستويات كافة، واستمرار الضغط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو قبول المبادرة من جانب، واحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية وتلبية النداءات والمطالبات الحقوقية المتعلقة بمعاملة الأسرى والمعتقلين وحمايتهم من خطر "كورونا". وذكر أن "مبادرة السنوار مكمل للجهود الأخرى، ويجب ألا تكون بديلًا عنها؛ فالجهود تتكامل والمسؤولية جماعية".