أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مساء السبت متانة العلاقة التي تجمع حركته بحركة الجهاد الإسلامي، مشدّدًا على أن فاتورة الحساب مع الاحتلال الإسرائيلي ليست مغلقة.
وقال هنية، خلال تقديمه واجب العزاء لذوي الشهيد القائد بهاء أبو العطا بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة: "نحن لا نساوم على دماء رجالنا وقادتنا؛ فكان الانتقام والثأر".
وأضاف، وفق متابعة مراسل وكالة "صفا"، أن "حماس والجهاد والقسام والسرايا هي عروة وثقى لا انفصام لها؛ لأنها متمسكة بحبل الله المتين بالمصحف والبندقية".
وذكر أن "حماس والجهاد حركتان تصنعان التاريخ، وليست عابرتان على حركة التاريخ".
وأشار هنية إلى أن "فصائل المقاومة في غرفة العمليات المشتركة، التي تعد تطورًا نوعيًا في وحدة الميدان والقرار والأداء، كلها في موقف التحالف الاستراتيجي المعمّد بالدم في ميادين التدريب والإعداد والتطوير وميدان المقاومة والمواجهة".
ولفت إلى أن الاحتلال يحاول صناعة الفتن، مضيفًا "لكن الوعي والثقة المتبادلة وعمق التجربة والدماء المختلطة والبنادق المشرّعة دائمًا تقطع الطريق على كل مخططات زرع الفتنة بين أبناء شعبنا".
وتابع "سنظل في الخندق الواحد والثغر الواحد أمام عدو واحد وسيرى شعبنا من حماس والجهاد، من القسام والسرايا ومن كل الأذرع العسكرية وفصائل المقاومة، ما يحب أن يراه".
وبشأن المواجهة الأخيرة في غزة، قال هنية إنها: "جولة ليست الأولى ولا الأخيرة، ومعركة مفتوحة، وفاتورة الحساب مع العدو ليست مغلقة".
وقال: "نم قرير العين يا بهاء (..) وكل الشهداء فإن بعدك آلاف آلاف الرجال الذين لن يضلوا الطريق ولن تزل بهم الأقدام".
وشدد على أن "حماس ستبقى وفية لدماء أبناء شعبنا ودماء بهاء".
وذكر هنية أنّه تحدّث مساء الجمعة مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زيادة النخالة، مضيفًا "وقلنا لبعضنا إن هذه المحطة التي نصنعها معًا تضيف تراكمًا عزيزًا لمحطات صنعناها معًا".
وقدم هنية للنخالة ولقيادة الجهاد الإسلامي وعوائل الشهداء التعازي وعلى رأسهم عائلة الشهيد بهاء أبو العطا، مؤكدًا أن "هذه الدماء الطاهرة ستظل وقودًا لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وستبقى لعنة تطارد المحتلين".
واستعرض هنية والنخالة خلال الاتصال أمس عمق العلاقة بين الحركتين، "والتي تجذرت في ميدان المقاومة والتضحيات من الشهداء والأسرى والمبعدين"، واتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين الحركتين وباقي القوى والفصائل في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والتي تتداخل فيها الكثير من العوامل والمعطيات بما يستوجب التوحد في الرؤية والميدان.
وشهد القطاع عدوانًا إسرائيليًا على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين (12 و13 نوفمبر/ تشرين ثاني)، بدأ باغتيال القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا بمنزله شرقي مدينة غزة فجر الثلاثاء، وأدى لاستشهاد 34 مواطنًا، ثمانية منهم أطفال.
وردت المقاومة بإطلاق مئات القذائف الصاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية بين "غلاف غزة" و"تل أبيب"، ما أسفر عن إصابة عدد من المستوطنين، ووقوع أضرار مادية.