استشهد و3 من سرايا القدس أثناء الإعداد

"عبدالعال".. شبلٌ شهيد من أسد شهيد

رفح - هاني الشاعر– صفا

على خطى والده، مضى الشهيد هشام محمد عطوة عبدالعال في المقاومة حتى الشهادة، حتى أنه ترك طفلًا خلفه كما تركه والده، الذي استشهد إثر غارة إسرائيلية قبل 17 عامًا في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة.

والد "هشام" الشهيد القائد في سرايا القدس محمد عبدالعال، أول قائد في المقاومة الفلسطينية اغتيل بواسطة طائرة مروحية إسرائيلية في القطاع بتاريخ 2 إبريل 2011، وهو نفس الشهر الذي ارتقى فيه ولده.

واستُشهد "هشام" (22عامًا)، وثلاثة من رفاقه في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أثناء الإعداد والتجهيز، قرب السياج الحدودي شرقي محافظة رفح في 14 الجاري، وهم: هاشم كلاب، وعائد الحمايدة، وأمجد القطروس.

ولم يكُن من السهل على والدة الشهيد "عبد العال" تقبل خبر استشهاد نجلها الأكبر، وأعاد الحدث فتح جرح استشهاد زوجها وتركه ثلاثة أطفاله، إذ ترك ولدها "هشام" طفلًا اسمه "محمد" (8 أشهر) وزوجة حامل.

وكان الشهيد "هشام" يبلغ 4 سنوات حينما استشهد والده، فيما كان شقيقه وشقيقته أصغر سنًا، وهو ما أثقل كاهل والدته، ولم يكن من السهل تربيتهم، كما تحدثت لمراسل وكالة "صفا".

وتقول إن أطفالها (آنذاك) عاشوا حياةً كريمة، على خطى والدهم في الجهاد، والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، وأداء الصلوات الخمس في المسجد، حتى أن الشهيد (هشام) حفظ القرآن كاملًا، واصطفاه الله شهيدًا كما كان يتمنى ويعمل لذلك.

ورغم صدمة الأم باستشهاد ولدها إلا أنها كانت تتوقع ذلك في أي لحظة، بحكم عمله في المقاومة، لكنها لم تصدق الخبر في بدايته لأن الشهيد كان معها قبل ساعات من استشهاده، ولم تتوقع عدم عودته مجددًا، سوى محمولًا على الأكتاف.

وتضيف "ودّعتُه بفرح رغم الجرح الغائر، لأنه كان بمثابة الأب لأشقائه، ونِعم الابن لي، هو وجميع الشهداء فداءً للوطن، وفي سبيل تحريره وعودته كاملًا بقدسه".

ووسط حالة الحزن التي تلفها، تشدد والدة الشهيد وزوجة الشهيد على ضرورة الاستمرار في مسيرة العودة الكبرى دون توقف أو تراجع، حتى تحقيق أهدافها في العودة إلى الأرض المحتلة.

أما، عمة الشهيد "أسمهان"، فتعبر عن عظيم الاعتزاز بالشهيدين (شقيقها ونجله)، وتقول إن "الشهيد هشام سار على درب والده، وتعب وسهر الليالي الطوال حتى نال الشهادة".

وعن حياة الشهيد "هشام"، تضيف عمته "حصل قبل فترة قريبة على دورة في العقيدة الإسلامية، وكان من خيرة الشباب، ولد وتربى في بيت وعائلة مرابطة صابرة مجاهدة، كما أبناء فلسطين الشهداء".

وتشير إلى أن شقيقها الشهيد "محمد" لم يُثنه خوفه على أطفاله، من استكمال مشواره في المقاومة، فاستشهد بعدما أنجب هشام وشقيقيه، فيما استشهد "هشام" بعدما أنجب محمدًا، الذي سيسير على خطاه، كما تقول عمة الشهيد.

وتتابع العمة "هكذا نحن في فلسطين. واحد يُسلم الأخر الراية، ولم تنكسر لنا هامة، ولم تلن لنا عزيمة، ورغم الوجع الكبير لرحيل خيرة شبابنا وأبنائها إلا أننا ما زلنا على الدرب أقوى وأشد عودًا".

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة