يوافق اليوم الثالث عشر من آذار/ مارس من كل عام يومًا للجريح الفلسطيني، تلك الشريحة التي تشكل أهمية بالغة في مثلث التضحية والفداء بعد الشهداء والأسرى، وتمثل القضية الفلسطينية بكافة أبعادها.
ويأتي هذا اليوم، فيما لا يزال عشرات آلاف الجرحى يحرمون من أبسط حقوقهم ويعانون أوضاعًا صحية صعبة، بسبب قلة الإمكانيات ونقص الخدمات والمستلزمات الصحية وعدم تمكنهم من السفر لتلقي العلاج، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ نحو عشر سنوات، وإغلاق المعابر.
وبحسب إحصائيات أصدرتها جمعية الأيدي الرحيمة في غزة، فإن عدد الجرحى الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى انتفاضة القدس، وصل إلى 250 ألف جريح، بينهم 110 آلاف جريح في قطاع غزة.
ويقول مدير الجمعية محمد أبو الكاس لوكالة "صفا" إن الجرحى ضحوا وقدموا أغلى ما عندهم فداءً للوطن، لذا كان لابد من اعتماد يومًا خاصًا بهم أسوةً بيوم الأسير والمرأة، وغيرها، كونهم يشكلون شريحة مهمة في المجتمع الفلسطيني مثل الشهداء والأسرى.
ويضيف "لابد من الاهتمام بهذه الشريحة، لأن عدد الجرحى كبير، ويزداد مع استمرار الحروب والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وبحسب أبو الكاس، هناك 1500 جريح يعانون من بتر في الأطراف السلفية والعلوية، وهناك عدد كبير منهم فقدوا أعينهم وسمعهم، ويحتاجون إلى رعاية صحية مستمرة.
وتتفاقم معاناة الجرحى يومًا بعد يوم في ظل عدم توفر الامكانيات القادرة على تلبية احتياجاتهم، وعدم توفر فرص العمل، وإغلاق المعابر، ونقص المستلزمات والمعدات اللازمة لهم مثل تركيب الأطراف، والكراسي المتحركة، وتركيب السماعات الطبية وغيرها.
ويلفت أبو الكاس إلى أن جمعيته تعمل على تقديم خدماتها للجرحى بما يتوفر لديها من خدمات ومشاريع وموارد مالية، خاصة أن ما يقارب من 10 آلاف جريح مسجلين لدي الجمعية، ويتلقون الخدمات الصحية، في ظل عدم توفر الاحتياجات الخاصة بهم، وحرمانهم من أدنى حقوقهم.
ويبين أن الجمعية لديها مركز طبي يقدم خدماته مجانًا للجرحى، وتعمل على تفعيل يوم الجريح بشكل سنوي، من أجل رعاية الجرحى ومساندتهم والتخفيف من معاناتهم، والتعبير على طموحاتهم وآمالهم في هذا اليوم، بالإضافة إلى توفير الاحتياجات لهم والترفيه النفسي.
ويشير إلى عدم وجود قانون تشريعي خاص بالجرحى، ولا حتى وزارة تعني بشؤونهم، فهم محرومون من أدنى حقوقهم، ومن وجود أماكن ترفيهية للترفيه عن أنفسهم، والتخفيف من الآثار النفسية الناتجة عن الإصابة.
وتطرق أبو الكاس إلى معاناة جرحى عدوان 2014 في غزة، قائلًا "حتى اللحظة لم تقدم الخدمة الصحية الكافية لهم، نظرًا لضعف الإمكانيات وعدم قدوم وفود طبية جديدة إلى القطاع، والسماح لهم بالسفر للخارج بسبب إغلاق المعابر".
ويوضح أن هناك 10 آلاف جريح جراء العدوان الأخير على القطاع، جزء كبير منهم لا تزال إصابتهم صعبة، ويحتاجون لرعاية صحية، لافتًا إلى أن الجريح بحاجة للتعليم والسكن والزواج والعمل، ووسائل نقل خاصة به، وأن يكون له مؤسسة جامعة خاصة به، وهذا ما يحتاج إلى لإقرار من قبل المؤسسة الرسمية.
ويطالب أبو الكاس كافة الجمعيات والمؤسسات المعنية بالوقوف إلى جانب الجرحى الفلسطينيين، وتقديم المساعدة لهم في مختلف مناحي الحياة، وتذليل الصعوبات أمامهم، فهم بأمس الحاجة إلى الاهتمام والرعاية.
ويؤكد أن جمعيته تبذل كل جهدها من أجل تفعيل قضية الجرحى بالشكل المطلوب، وتسليط الضوء على معاناتهم إعلاميًا، وتقديم كل ما يلزم لهم من خدمات وإمكانيات.
يشار إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان أعلن عام 1968، الثالث عشر من آذار/ مارس يومًا خاصًا بالجريح الفلسطيني، اكرامًا لتضحياته.
لمتابعة حسابات وكالة "صفا" عبر المواقع الاجتماعية:
تلجرام| http://telegram.me/safaps
تويتر| http://twitter.com/SafaPs
فيسبوك| http://facebook.com/safaps
انستغرام| http://instagram.com/safappa
يوتيوب| http://youtube.com/user/safappa