صورة مسربة للمختطف عبد الدايم أبو لبدة من مخيم البريج وسط قطاع غزة، كانت كفيلة بأن تقلب أوجاع عائلته، بعد ما يزيد عن عام على اختفائه وعدم معرفة أية معلومة عن أوضاعه والجهة المسؤولة عن اختفائه.
ففي مشهد صدم أفراد عائلة أبو لبدة ظهر ابنهم وهو جالس في قبو تحقيق مصري، بصحبة زميله المختطف ياسر زنون في سجن "لاظوغلي" التابع لأمن الدولة المصري، وهم عراة، إلا من لباسهم الداخلي، وفي حالة مزرية ولحاهم كثة، ويعانون من ضعف عام.
ولم يستطع مراسل "صفا" التحدث مع والدة المختطف لصعوبة حالتها النفسية والصحية، بعد رؤيتها الصورة المسربة لنجلها، إلا أن خال المختطف أكد صحة الصورة المسربة، وذلك بمعرفة جلسة عبد الدايم (القرفصاء) الذي اعتاد عليها، والذي ظهر فيها داخل الصورة.
ويضيف خال المختطف أبو لبدة، " عرضنا الصورة على والدته للتأكد من أنه عبد الدايم، فما كان منها إلا أن عرفته من جلسته الخاصة ومظهره العام، وصدمت صدمة كبيرة عند رؤيته بعد غياب لما يزيد عن عام".
ويؤكد أبو لبدة أن هذه الصورة إن دلت فإنها تدل على أن أبناءنا أحياء داخل السجون المصرية، "حتى تاريخ التقاط هذه الصورة، وما بعد ذلك فإن حياتهم غير معلومة"، وفق تعبيره.
واختطف مسلحون مجهولون، في 19 أغسطس/آب 2015، 4 فلسطينيين، ينتمون لحركة حماس، بعد مداهمة حافلة كانت تقلهم مع مسافرين آخرين من معبر رفح البري على بعد 300 متر، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، في طريقهم إلى مطار القاهرة الدولي.
ويضيف خال المختطف أبو لبدة في حديثه لمراسل "صفا" أن ظهور عبد الدايم ورفيقه في الصورة يؤكد أنهم أحياء وداخل السجون المصرية " إلا أن القلق زاد بعدها لعدم وضوح القضية وعدم اعتراف أي جهة رسمية بوجود المختطفين لديها".
ويقول" بهذه الصورة التي قلبت أوجاع العائلة وزادت من وجع والدته، نكون قد دخلنا في مرحلة جديدة من هذه القضية لتتحول من قضية مجهولة إلى قضية معلومة، وبانتظار التدخل الرسمي من الجهات المعنية".
ويحمل أبو لبدة السلطات المصرية حياة ابنهم كونه متواجدا في أحد أقسام الاحتجاز بمدينة القاهرة وسط الجمهورية المصرية، داعيًا كافة المؤسسات الحقوقية للتدخل للكشف عن مصير المختطفين بأسرع وقت ممكن.
ونشرت قناة الجزيرة مباشر الليلة الماضية صورةً مسربةً ظهر فيها المختطف زنون في الصورة وهو مستلقِ على الأرض، فيما ظهر أبو لبدة وهو يجلس القرفصاء ويضع رأسه بين يديه.