يواصل المواطن أسعد رضوان من مدينة غزة إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 15 على التوالي؛ نصرةً للأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدما تدهورت الأوضاع الصحية لعدد منهم.
الشاب رضوان (38عامًا) كان أصيب خلال العدوان على غزة أواخر عام 2008 وفقد قدمه آنذاك؛ لكن حبه وإيمانه بقضية الأسرى لم يمنعه من التضامن معهم، رغم ما يشكله الإضراب من تدهور لوضعه الصحي، حسبما يقول.
وينتهج الشبان والنشطاء الفلسطينيين بين الفينة والأخرى العديد من الأساليب والطرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ولاسيما الأسرى المضربين عن الطعام وقضية المعتقلين إدارياً.
الاعتقال الإداري
ويقول رضوان لمراسل "صفا" إن إضرابه عن الطعام جاء لتسليط الضوء على قضية المضربين عن الطعام وما يعانوه من تهميش لقضيتهم على الصعيد الرسمي والإعلامي.
ويضيف "لا يوجد أي مكان في العالم قضية الاعتقال الإداري إلا عند سجون الاحتلال؛ فهي سياسة رفض أكثر من أن تكون قضية امتناع عن الطعام".
ويلفت رضوان إلى أنه أخذ على عاتقه البدء بالإضراب المفتوح عن الطعام، بعدما تدهورت الحالة الصحية للأسير المعتقل إداريًا في سجون الاحتلال سامي جنازرة جراء إضرابه عن الطعام لليوم 67 على التوالي.
وبدأ المعتقل جنازرة والذي يقبع في عزل سجن "إيلا" الإسرائيلي إضرابه عن الطعام في الثالث من آذار الماضي، بعدما أعاد الاحتلال إصدار أمر اعتقال إداري جديد بحقه، للمرة الثانية.
رسالة تحدي
ويوضح رضوان أن الأطباء حذروه من الاستمرار في إضرابه عن الطعام، نظرًا لوضعه الصحي، وإصابته بمرضي الضغط والسكري اللذان تضاعفا عليه عقب بتر قدمه في العدوان الإسرائيلي عام 2008.
ويضيف "لا يوجد أغلى من كرامة الإنسان؛ فإذا ما ذهبت وأراد الاحتلال إذلال أسرانا فلا بد أن نتضامن معهم بكل ما نستطيع، لنرد الاعتبار لهم".
ويشدد أنه سيواصل إضرابه المفتوح عن الطعام حتى يفك الأسير جنازرة إضرابه عن الطعام، لافتًا إلى أنه سيتوجه اليوم الإثنين أمام الصليب الأحمر بمدينة غزة للإعلان رسميًا عن استمرار اضرابه ولحشد المتضامنين معه مع قضية الأسرى المضربين.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى، يوجد أربعة أسرى إداريين مضربين عن الطعام بجانب الأسير "جنازرة" وهم الأسير فؤاد عاصي، المضرب عن الطعام منذ 34 يوما، والأسير أديب مفارجة، المضرب عن الطعام منذ 36 يومًا، والأسير مهند العزة، المضرب عن الطعام منذ 17 يوما، والأسير محمد عيسى القواسمي، المضرب عن الطعام منذ 14 يوما.
نحو جهد جمعي
وحيّا المتحدث باسم وزارة الأسرى والمحررين بغزة اسلام عبده المجهود الفردي للشاب رضوان في تضامنه مع الأسرى، مثمنًا أي تفاعل أو نشاط يقدمه الشباب الفلسطيني لخدمة قضية الأسرى بمختلف الإمكانات والوسائل.
وعدّ الجهد الفردي للمواطن رضوان وسيلة للتعبير والتضامن أكثر من أن تكون قضية امتناع عن الطعام، مؤكدًا أهمية التضامن الجماعي مع الأسرى في إيصال الرسالة؛ لإحداث الأثر المطلوب.
وتابع حديثه " الجهد الجماعي الفلسطيني المنظم والمخطط المساند لقضية الأسرى سواء المضربين أو المرضى أو الأطفال، يثمر في تحقيق الهدف المنشود، وهو دعم الأسرى".
ويلفت إلى أن الوزارة تعتزم الأسبوع المقبل تنفيذ العديد من الفعاليات بالتنسيق مع لجنة الأسرى بالقوى الوطنية والإسلامية للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام؛ لتحريك الرأي العام للوقوف بجانب قضيتهم.