يعود تاريخه لآلاف السنين

مقام "الخضر".. هل حان وقت نفض الغبار؟

المحافظة الوسطى - مؤمن غراب - صفا

في أحد أزقة "مقام الخضر" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يستذكر الحاج أحمد صرصور أيام مضت كان فيها المقام أحد أكثر الأماكن زيارة من السياح الوافدين والمواطنين بالقطاع.

 

والمقام هو أحد المعالم الأثرية بمدينة دير البلح، ويرجع تاريخ بنائه لقبل 1800 عام، حيث سكنه القديس "هيلاريون"، في ذاك الزمن، ودُفن فيه، وأُطلق عليه "مقام الخضر" بعد ذلك.

 

وتعتلي المقام الأثري قباب قديمة نُصبت على أحجار متهالكة نال منها الزمن، وتحتها قبو كبير، ورغم ذلك فإن الحاج صرصور يؤكد أن ذلك دليل واضح على أحقية الفلسطينيين بهذه الأرض.

 

ويلفت الحاج إلى أن الناس كانوا يقصدون المقام لأمور تتعلق بأخذ البركة، "حيث كان هذا الأمر ملازمًا للناس قبل انتشار التوعية الدينية وتحريم ذلك".

 

ويضيف "هُجر المقام لفترة طويلة بسبب انتشار الوعي الديني لدى الناس، وأصبح المكان مهمشًا رغم قدمه واحتوائه على حضارة وتاريخ طويل، وعملية ترميمه اليوم تعتبر إحياءً له وحفظًا له من الهلاك والدمار".

 

وأعلنت وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة، اليوم الإثنين، خلال مؤتمر صحفي عن بدء مشروع ترميم مقام الخضر بتمويل من منظمة اليونسكو، وبدعم من مؤسسة "نوى".

 

وينقسم مشروع الترميم إلى مرحلتين: الأولى صيانة لجدران المقام والقباب والأسقف، والثانية بتحويله لمكتبة ثقافية للأطفال.

 

وقالت الوزارة، خلال مؤتمر صحفي، إن "الأهمية العظيمة لأرض فلسطين توجب علينا الحفاظ على أرثها والنهوض بمواقع الاثار فيها من خلال مشاريع الحفاظ والترميم والتنقيب المستمر عنها".

 

ويحتوي المكان أيضًا على عدة عناصر معمارية يعود تاريخها للعهد العثماني، كالمكان المخصص لأداء الصلاة، بالإضافة للقباب والقبو الذي يحتوي على ضريح "هيلاريون".

 

عراقة وقدم

ويؤكد مدير دائرة الأثار بوزارة السياحة أحمد البرش أهمية المكان تاريخيًا، لاحتوائه على آثار قديمة يعود تاريخها لآلاف السنين، ويعتبر من أهم المباني التاريخية الموجودة في قطاع غزة.

 

ويضيف البرش لمراسل "صفا" "بعد ترك المكان وهجرانه أوصت وزارة السياحة والأثار بوضع هذا المقام على لائحة التراث التاريخي، والعمل على ترميمه للنهوض به وجعله مكانًا مرموقًا يليق بقدمه وأصلاته التاريخية".

 

ويؤكد "اهتمام وزارته بالأماكن التاريخية، "حيث نولى جل اهتمامنا بهذه المعالم الأثرية القديمة ونعمل على ترميمها بشكل مستمر عبر خبراء في هذا المجال".

 

ويحتوي قطاع غزة على عدد من الأماكن التاريخية القديمة منها " تل رقيش" ودير أم عامر والذي يعتبر من أهم الأديرة على مستوى الشرق الأوسط، وفق وزارة السياحة والأثار بغزة.

/ تعليق عبر الفيس بوك