أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي اليوم الأحد استئناف عملها وأنشطتها كالمعتاد في قطاع غزة بعد ساعات من إعلان تعليق عملها بدعوى محاولات أفراد اقتحام مقرها.
وقالت المستشارة الإعلامية للجنة سهير زقوت لوكالة "صفا"، إنه نقاشات بين مسئول اللجنة والسلطات المحلية في غزة تم الاتفاق على استئناف عمل الصليب الأحمر كالمعتاد.
وكانت زقوت أكدت تعليق عمل وأنشطة الصليب الأحمر في قطاع غزة بصفة مؤقتة على أن يتضمن ذلك عمل موظفي اللجنة الدولية من منازلهم.
وعزت زقوت هذا القرار إلى "محاولات أفراد اقتحام مقراتنا" من دون أن تتهم جهة محددة بذلك.
وأكدت أن برامج زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي لن تتأثر بقرار الصليب الأحمر.
كما أكدت أن "تواصل يتم مع السلطات المحلية في قطاع غزة لضمان توفر بيئة عمل مناسبة حتى يتم استئناف أنشطة الصليب الأحمر كالمعتاد".
وكانت وزارة الخارجية في قطاع غزة أكدت حرصها على ضمان حماية البعثات والمؤسسات الدبلوماسية والأجنبية العاملة في قطاع غزة، بما فيها منظمة ال(unops) المشرفة على آلية إعادة إعمار قطاع غزة.
وأبدت الوزارة في بيان صحفي تلقت "صفا" نسخة منه حرصها على توفير كل سبل الأمن والاستقرار للمؤسسات الأجنبية في غزة وأنها ومن خلال الترتيب مع وزارة الداخلية تتخذ كافة الإجراءات والتدابير المطلوبة لتسهيل عمل هذه المؤسسات، بما يوفر لها القيام بمهامها على أكمل وجه.
وأكدت الوزارة على أن الأوضاع في قطاع غزة مطمئنة ولا يوجد ما يمكن أن يشوش أو يعرقل عمل هذه المؤسسات والمنظمات لخدمة المواطنين في القطاع.
وكان صحافيون نظموا اعتصاما غاضبا الليلة الماضية أمام الصليب الأحمر في غزة للمطالبة بتحرك فوري لإنقاذ حياة الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 75 يوما.
في هذه الأثناء اجتمع وفد من الصحفيين مع مدير الصليب الأحمر في غزة "مامادو سو" لبحث سبل تفعيل دور الصليب في دعم قضية الأسير الصحفي القيق.
وأكد رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الافرنجي أن الصحفي القيق على شفا الموت ويُصر على الإفراج عنه، وهذا يقابل بتعنت إسرائيلي.
وشدد على أن الصحفيين والشعب الفلسطيني يتطلعون لدور أكبر من الصليب الأحمر بإرسال بعثة طبية دولية لمتابعة وضعه الصحي والضغط في الوقت ذاته على الاحتلال لإطلاق سراحه.
وأكد الإفرنجي عدم الرضا على دور المنظمات الدولية وخاصة الصليب الأحمر في ملف الصحفي القيق، مشيراً إلى أن كل الشرائع تقر على دور الصحفي في أداء مهامه، وحرية عمله دون أي معيقات.
وشدد على ضرورة بذل الصليب دور أكبر لأن الساعات المقبلة مفصلية في حياة القيق، والمطلوب تحرك بأقصى سرعة لإنقاذه، مشيراً إلى أنه لا يعقل أن لا يصدر الصليب طيلة سبعين يومياً من الإضراب سوى بيان صحفي واحد.
من جانبه، قال الصحفي شمس شناعة إن الصحفيين جاءوا للوقوف إلى جانب زميلهم الصحفي المُضرب عن الطعام.
وأشار شناعة إلى أن دور الصليب الأحمر غير كاف وهناك الكثير يمكن للصليب الأحمر القيام به، بإرسال طبيب لمتابعة ملف القيق ومتابعة ذلك إعلامياً لما له من اثر في الضغط الاعلامي على الاحتلال.
بدوره، أكد الصحفي عادل الزعنون مدير مركز غزة لحرية الإعلام على ضرورة المتابعة اليومية لأخبار القيق من قبل الصليب الأحمر وممارسته دوراً أكبر تجاه قضية تمس الصحفيين والشعب الفلسطيني.
وشدد الزعنون على ضرورة تجاوز منطق اللقاءات الثنائية بين السجن ووكلائه من جهة وبين إدارة السجن لأن ذلك لن يفيد القيق باعتباره معتقلاً وضعيفاً، في حين لو مارس هذا الدور عنه الصليب الأحمر سيكون أقوى باعتبارها مؤسسة دولية.
من جانبه، شدد "مامادو سو" على أن طبيب الصليب الأحمر يزور القيق بشكل دائم، وعلى تواصل مستمر مع عائلته.
وقال "نحن قلقون على حياة القيق، ونأمل أن يكون هناك حلاً سريعاً لقضية القيق لأن كل يوم يمر يعرض حياته للخطر".