web site counter

الاحتلال يستخدمه لأغراض "انتقامية وعسكرية"

"الروبوت المفخخ".. جيش آخر بغزة يفتك بالمدنيين موتًا ودمارًا

غزة - خاص صفا

"جيش الاحتلال يفجر روبوتًا مفخخًا"، يكاد يكون هذا الخبر الأكثر تداولًا، في الأيام الأخيرة من الإبادة الجماعية التي صعدها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة، والتي يعيش فيها السكان أهوال الأشهر الأولى من الحرب.

ومنذ تصعيد العدوان الأيام الثلاثة الماضية، تشهد معظم مناطق القطاع عمليات نسف واسعة وشديدة الانفجارات وتُسمع من محافظة لمحافظة، من شدة الاهتزازات والتفجيرات التي تُحدثها.

ويشهد قطاع غزة تصعيدًا لحرب الإبادة من أيام، حيث يرتكب جيش الاحتلال مجاز دامية، في المربعات السكنية والشوارع والمستشفيات، أدت لارتقاء ما يزيد عن 500 مواطن خلال ثلاثة أيام، وعشرات المفقودين تحت الأنقاض.

أطنان من المتفجرات

ومن المناطق التي تتعرض لنسف الربوتات، شمال القطاع خاصة بيت لاهيا وجباليا وبلدة خزاعة شرقي خانيونس، كما تعرضت رفح لتفجيرات واسعة من هذا النوع، تسببت بمحو معظم معالمها.

والروبوتات المفخخة عبارة عن آليات إسرائيلية عسكرية محملة ببراميل، وتزن أطناناً من المتفجرات، وتتحرك بين المنازل والمربعات السكنية، ويتحكم بها جيش الاحتلال عن بعد، بتوجيهها للمكان المستهدف وتفجيرها.

ويعود إطلاق الروبوت المفخخ كسلاح لدى جيش الاحتلال، لعام 2021، حينما أعلن الرئيس التنفيذي ومؤسس فريق "ريبوتيم" الإسرائيلي إيلاد ليفي، عن إطلاق الجيل الثاني من الروبوت المقاتل المسمى "رووك 6×6"، أو "السفينة الأم"، حسب التسمية الفرعية التي أطلقها الاحتلال.

وأسمى الفريق الاحتلالي، الروبوت، بالمقاتل الجديد، والذي يغني عن مختلف مهام الجنود في الحروب، ما في ذلك المراقبة والإدارة عن بعد، إذ تقوم هذه الآلة بجميع مهامه، سواء الهجوم أو المناورة والتدمير، وحتى في سحب جثث جنود الاحتلال والمواد.

وأدخلت"اسرائيل" الروبوتات المفخخة، كسلاح جديد في حرب الابادة التي ترتكبها بغزة، منذ عام وسبعة أشهر، بجانب العديد من أنواع الصواريخ والمتفجرات والأسلحة الفتاكة التي تستخدمها في قتل المدنيين.

ويعتقد المواطنون أن الروبوت المفخخ، آلية يتواجد بها جنود الاحتلال، ولا يتم كشفها إلا بعد تفجيرها.

ناجٍ من روبوت

ومن إحدى مجازر تفجير روبوت مفخخ، نجا الفتى محمد الكحلوت (17 عاما)، وخرج مصابًا بقدميه، بين عشرات الشهداء والجرحى.

ويقول لوكالة "صفا"، إنه "تعرض للإصابة قبل أشهر حينما فجر جيش الاحتلال روبوت بمنطقة مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة، وارتقى فيها عدد من المواطنين".

ويضيف "كنا نازحين في المنطقة، ورأينا الروبوت يتحرك في المنطقة، كنا نظن أنها دبابة صغيرة أو مجتاح، وكنا نهرب وهو يتحرك بالمكان، حتى صار الانفجار".

ويصف اللحظة "اختبأت خلف برميل بين الخيام، وبعد الانفجار فقدتُ وعيي، ولم أدري بشيء حتى رأيت قدماي مصابتان، وبقيت مدة حتى استطاعوا نقلي للمستشفى الكويتي".

وتسبب تفجير الروبوت بدمار كبير وحفرة كبيرة في المنطقة، التي تُصنف لدى جيش الاحتلال بأنها إنسانية.

شوهدت الروبوتات في عدة مواقع أثناء تجولها بين المنازل قبل تفجيرها، واستخدمها جيش الاحتلال في عمليته العسكرية بمستشفى كمال عدوان شمال القطاع، قبل أشهر.

ولدى الروبوتات قدرة تفجيرية هائلة قادرة على تدمير حي سكني كامل.

تفوق قنابل الطائرات 

ويقول مسؤول أمني بغزة لوكالة "صفا"،إن الروبوتات آلية غير مأهولة على شكل ناقلة جند مصغرة، يتم توجيهها إلكترونيا تحمل متفجرات بحجم كبير يتم إدخالها في الأحياء بين المنازل القائمة.

ويضيف "يتم تفجير هذه الروبوتات، بهدف التدمير والقتل ونشر الدمار ، وهي تُحدث صوت انفجارات ضخمة تفوق قنابل الطائرات".

ويفيد بأن جيش الاحتلال يستخدم الروبوت المفخخ، بشكل كبير لفتح الطريق أمام تقدم قواته، لتأمين الأماكن أمامها خشية وقوعها في مرمى واستهداف المقاومين.

ويشير إلى أن استخدام الروبوتات من ناحية عسكرية إسرائيلية، يقلل من التكلفة المادية بالمقارنة مع القنابل التي تلقيها الطائرات، كما يقلل من تعرض الجنود لخطر الاستهداف.

وهناك حديث عن أن الروبوتات عبارة عن عربات M113 القديمة، التي خرجت عن الخدمة العسكرية لدى الاحتلال، فتم تحويلها لمركبات مفخخة يتم التحكم فيها عن بعد، ويتم شحنها بمواد متفجرة.

وينوه المسؤول إلى أن الاستخدام الأول لها كان في مايو 2024م، حين حاول المقاتلين التصدي لها كأنها ناقلة جند حتى أحدثت انفجاراً هائلاً، وهذا يعني أن انفجارها يمكن أن يكون عبر مشغليها أو من خلال استهدافها من قبل المقاتلين. 

أهداف إنتقامية 

وحسب المسؤول، فإن استخدام هذا النوع من السلاح في استهداف أماكن جغرافية محددة، يعتبرها الاحتلال مناطق حمراء.

ولذلك، فإن الاحتلال استخدم الروبوتات، خلال ما تسمى خطة الجنرالات في شمال غزة في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام 2024 الماضي، وهو ما تسبب بتدمير معظم بلدات الشمال، وما زال.

ويشدد على أن الروبوتات أسلحة تعمل على التدمير العشوائي، حيث تسبب في قتل آلاف الفلسطينيين وبالتالي هي محرمة دولياً.

ولدى "إسرائيل" من وراء ذلك هدف "الانتقام ونشر الرعب وتدمير حياة ومنازل السكان"، وفق المسؤول الأمني.

ويوضح أن "تقليل الخسائر البشرية في الجنود وخفض التكلفة المادية العسكرية وإحداث دمار وقتل كبير بين الأحياء والسكان، هي أهم أهداف هذا الاستخدام الجديد لهذا السلاح".

ومنذ فجر 18 آذار/مارس المنصرم، استأنفت "إسرائيل" حرب الإبادة على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يومًا منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وقتل جيش الاحتلال منذ 18 آذار/مارس 2025 ما يزيد عن 2,985 شهيدًا و8,173 إصابة.

وترتكب "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت و53,119 شهيدًا و120,214 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر للعام 2023م، بالإضافة لما يزيد عن 14 ألف مفقود.

ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك