العبوات الناسفة في جنين.. هل تغير المعادلة على الأرض؟

جنين - خاص صفا

أثارت العبوات الناسفة في جنين مؤخرًا، جلبة واسعة بعدما تسببت في إعطاب 8 آليات لقوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة ومخيمها العنيد.

تلك العبوات التي فجرتها المقاومة في أرتالٍ عسكرية للقوة المتوغلة صنعت صورةً أليمة لدى الجيش وقادته، خصوصًا اللقطات التي أظهرت سحب تلك الآليات إلى خارج المخيم لساعات، عدا عن إصابة 8 جنود كانوا على متنها.

لذا؛ فإن متابعين ومراقبين يرون أن ذلك الحدث سيشكل منعطفاً باقتحامات الاحتلال للمناطق الفلسطينية عامة ولجنين ومخيمها على وجه الخصوص.

الكاتب والمحلل السياسي ساري عُرابي يقول إن الضربة التي تلقاها جيش الاحتلال كانت موجعة من نواحي عدّة.

ويضيف في حديثه لوكالة "صفا" أن تلك الضربات تلخص في العملية نفسها بتفجير العبوة وإصابة الجنود، والأهم وهو التطور في مستوى التصنيع والعمل الأمني وحالة المقاومة في شمال الضفة التي بدت أكثر تركيزاً استعداداً وتأثيرًا.

ويضيف عُرابي أن تلك العملية ستكون أكثر إلهامًا وستشكل قاعدة وأساسًا للبناء عليها في سياق مقاومة الاحتلال.

أما الكاتب والمحلل السياسي سري سمور فيرى أنه طالما أن الكيان قام على مبدأ (الردع)؛ فإنه لن يرضَ بكسر معادلة الردع التي يحاول هو فرضها وأنه لا يمكن للفلسطينيين تحقيق أي هدف عبر المقاومة.

وأضاف أن الاحتلال نظر للحادثة بقلق من أنها ستتحول إلى نهجٍ، لافتًا إلى أن الاحتلال لن يرضَ أن يكون الجهة التي تتعرض للردع.

وعن أثر العملية على تحرك الجيش مستقبلاً، يقول المحلل السياسي محي الدين نجم إن الإعلام العبري اعترف أن الذي حصل في جنين سيؤثر كليًا على حرية حركة الجيش وأن اقتحام جنين سيكون معززاً بشكل أكبر وبتمشيط من الطائرات وبوسائل تقنية أكثر تطوراً بعد مشهد العبوات المنفجرة بالآليات.

وأضاف: "الاقتحام المتكرر للجيش جعل أداء المقاومين أكثر تطوراً في كل مرة وجعل خطر العبوات يزداد مع كل دخول، وهو ناتج عن تراكم الخبرات الطويلة في العمل المقاوم عبر أساليب جديدة وقدرة على التخطيط وقراءة تحرّك الجيش، وقوةً في التصدي وتوزيع الأدوار ومراوغة الجيش وإيقاعه في الكمائن.

ولكن بعد هذه الضربة المفصلية، هل سيلجأ الاحتلال إلى عملية (سور واقي) جديدة لإعادة المقاومة لمربعها الأول من أساليب مقاومتها البسيطة؟

يرى المحلل عُرابي أن إمكانية أن يشن الاحتلال عملية واسعة غير واردة، وأن أي عملية عسكرية بشمال الضفة لن تكون على غرار السور الواقي لاختلاف الظروف السياسية وموازين القوى الجديدة، لكنها ستأخذ أشكالاً أخرى كالقصف من الجو، أو تعمد فرض إغلاقات طويلة الأمد نسبياً لبعض المناطق كما حصل في أريحا ونابلس.

كما استبعد المحلل نجم، أن تكون هناك عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة؛ حيث ستبقى المعلومات الاستخبارية هي المسيطرة على الأجواء، وسيكتفي جيش الاحتلال بما يوفره له الشاباك من معلومات.

ويرى ساري عرابي أنه لا يمكن للاحتلال أن يعود بالزمان إلى الوراء؛ حيث أنه يُدرك أن التكثيف الأمني والعسكري من شأنه أن يدمج الجماهير شعورياً مع حالة المقاومة الموجودة، وهذا من شأنه أن يوفر بيئة اجتماعية أفضل لعناصر المقاومة وهذا ما لا يريده أن يتمّ على الأرض.

أ ك/ط أ

/ تعليق عبر الفيس بوك