30 فردا سيحرمون من مأواهم الوحيد

الاحتلال يهدم أحلام 4 عائلات في سلوان ويحطم شريط ذكرياتها

القدس المحتلة - خاص صفا

تبددت أحلام المقدسية هناء الطويل وبدأ الألم يعتصرها وهي تقضي ساعاتها الأخيرة في منزلها الذي عاشت فيه 22 عامًا بعد صدور قرار بإخلائه وهدمه قسرًا، في حي واد قدوم ببلدة سلوان بالقدس المحتلة.

ويسيطر شعور الحنين للماضي على الطويل وهي تسترجع شريط ذكرياتها وأحلامها وحياتها التي عاشتها في منزلها.

ويعتبر اليوم الثلاثاء هو الأخير في المهلة التي منحتها سلطات الاحتلال لأربع عائلات من أجل هدم منزليهما ذاتيًا، وإلا ستضطر لدفع أكثر من 200 ألف شيكل تكلفة هدمها من طواقم بلدية الاحتلال.

ويحرم القرار الصعب العائلات الأربع من منازلها التي عاشت فيها أكثر من 20 عاما، وينزع عنها مأواها الوحيد ومعها ذكرياتها وأحلامها، التي بددها الاحتلال بقراره الجائر.

هدم الذكريات

المقدسية هناء الطويل صاحبة أحد المنازل تقول في لقاء خاص مع وكالة "صفا": "بنيت بيتي وعمري 17 عاما، بنيته مع أحلامي وعمري حجرا حجرا، صممته بمخيلتي قبل تجسيده على أرض الواقع ورسمته، والحمد لله تمكنت من بنائه".

وتضيف "دخلت المنزل عند زواجي وأنجبت أولادي فيه، وتمنيت أن يخرج أولادي وبناتي عرسان من البيت الذي دخلت إليه عروسا، ولكن الاحتلال كان أقوى مني وحلمي وحياتي، وتسلمت أمرا يقضي بهدمه، وهدم أحلامي وذكرياتي وأمنياتي معه".

وتؤكد هناء أنها صامدة ومرابطة في أرضها ووطنها والقدس، رغم الألم الذي تعيشه وعائلتها لإجبارها على هدم منزلها، قائلة: "سأرابط في أرضي كما الرباط بالمسجد الأقصى حتى آخر رمق في حياتي، ولن أترك أرضي وحياتي بالقدس".

قلق وألم

وتعيش أربع عائلات بحالة من القلق والألم بعد أن انتهت المهلة التي منحها الاحتلال لها من أجل هدم منازلها قسرا في حي واد قدوم ببلدة سلوان بالقدس المحتلة.

ومنذ أكثر من 20 عامًا، تقطن عائلات عاصم برقان ونجله معتصم، وفادي الطويل ومراد نصار، التي يبلغ عدد أفرادها نحو 30 فردا في 4 منازل، إلا أن السنوات الطويلة لم تشفع لها أو تحمي منازلها من الهدم.

ويقطن المقدسي عاصم فخري برقان في الطابق الأول من المنزل مع زوجته وأولاده، ونجله الأكبر معتصم في الطابق الثاني وزوجته و3 أولاد أكبرهم عمره 7 سنوات وأصغرهم 3 سنوات، وعددهم 15 فردا.

ويعيش عاصم برقان بمنزله منذ 28 عاما، وتبلغ مساحته 140 متر مربع، بينما تبلغ مساحة منزل نجله معتصم 120 متر مربع.

ويوضح أن قرار الهدم صدر بحق منزله رغم ترخيصه، بحجة أن الأرض مصادرة لصالح المرافق العامة، ودفع مخالفة بناء فرضتها عليه بلدية الاحتلال مرتين بقيمة تبلغ نحو 40 ألف شيكل.

ويقول برقان: "الاحتلال يجبرنا على هدم منازلنا وتشريدنا في العراء لصالح بناء مرافق عامة، رغم أن حياة الانسان أهم من المرافق العامة".

ويضيف "صدر قرار نهائي عن المحكمة العليا يقضي بهدم المنازل ذاتيا، وإلا سندفع وعائلتي الطويل ونصار 220 ألف شيكل تكاليف الهدم لطواقم بلدية القدس".

ويتابع برقان "استخدمت كافة الطرق القانونية عبر القضاء، ودفعت تكاليف كبيرة للمحامين من أجل حماية منزلي ونجلي معتصم من الهدم، إلا أن بلدية القدس أصرت على هدم المنزلين قسرا".

ويبين أنه لا يقدر على وصف مشاعره حين هدم منزله بيده، وتشريد أفراد عائلته، لمرارة الوضع الذي يعيش فيه.

بينما تقول زوجته زينات برقان: "نعيش في منزلنا منذ 28 عاما، ويريدون هدم منازلنا من أجل المرافق العامة".

وتساءلت: "الجميع سيتم تهجيرهم من منازلهم في الحي، لمن سيتم بناء المرافق العامة؟".

وتؤكد برقان أنها لن تخرج من أرضها وستبقى صامدة، وتبني بيتها مرة أخرى بعد هدمه.

وتتابع "القرار ظالم وصعب على كبار السن، فما بالك أولادها وأحفادها الذين ساءت حالتهم النفسية، ويبكون حسرة على هدم منزلهم وغرفتهم وألعابهم".

صمود وثبات

أما المقدسي فادي محمد الطويل فيعيش في منزله بجوار عائلة برقان منذ 22 عاما، مع زوجته وخمسة أولاد أكبرهم 16 عاما وأصغرهم 14 عاما، وتبلغ مساحته 110 متر مربع، ومكون من غرفتين ومطبخ ودورة مياه.

بينما يعيش شقيق زوجته مراد نصار وزوجته و7 أولاد في الطابق الثاني، في منزل مكون من 3 غرف ومطبخ ودورة مياه وشرفة.

ويقول الطويل: "من الصعب إحضار جرافة وهدم بيتي الذي بنيته بعد سنوات من العمل، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولكن رغم الألم سنبقى ثابتين وصامدين في أرضنا ولن نخرج منها".

ويوضح أنه بنى منزله منذ 22 عاما، وفرضت عليه بلدية الاحتلال مخالفة بناء بقيمة 30 ألف شيكل عام 2003 ، كما أجبرت بلدية الاحتلال أشقاء زوجته "مازن وزيد وفضل" على هدم منازلهم قبل عام، وما زالت أنقاضها موجودة أمام منزله حتى يومنا هذا.

ويشير الطويل إلى أن بلدية الاحتلال هددته في حال عدم تنفيذ عملية الهدم بيده سوف يدفع تكاليف الهدم لطواقم البلدية بقيمة تبلغ ما بين 80 و150 ألف شيكل.

ويعد الهدم الذاتي إحدى الوسائل لتي اتبعتها بلدية الاحتلال منذ سنوات للضغط على المقدسيين، بهدف التهجير الطوعي للعائلات من مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص.

 

 

م ز/م ق

/ تعليق عبر الفيس بوك