"مغر الخيط".. "القرية الغابة" التي تمنع حيواناتها المستوطنين من احتلالها

الداخل المحتل - خاص صفا

ما تزال شواهد قبور قرية "مغر الخيط"، الشاهد الحق على عملية "يفتاح"، التي شنتها عصابات "إسرائيل" كخطوة سبقت الانقضاض على مدينة صفد بالداخل الفلسطيني المحتل.

وبالرغم من مرور سبعة عقود ونصف على احتلال صفد؛ إلا أن الإسرائيليين لا يستطيعون الوصول إلى "مغر الخيط"، فشواهد القبور فيها، تحميها حيوانات الغابة، المحيطة بالقرية.

وتحولت المنطقة إلى غابة فعلية للحيوانات، حيث يُحجم الإسرائيليون عن الاستفادة منها، لإمكانية تحويلها لخمارة أو مزارع لمواشي.

وتقع القرية على السفح الشمالي الشرقي لجبل كنعان في الجليل الأعلى، حيث تُشرف على الغور بين بحيرتي طبرية والحولة، وتقع ضمن منطقة نتوء بركانية، تفصل البحيرة عن حوض الحولة جنوبًا.

ويعود اسم القرية، إلى إشرافها على الغور، أما "الخيط" فهو كناية عن الهضبة شبه المستوية التي كانت تحيط بها، والتي تبدو كالخيط في استوائها.

وتسلط وكالة "صفا" الضوء على ملفات مخفية وأحداث شهدتها القرى الفلسطينية إبان أحداث النكبة سنة 1948، سيما قرى ومجازر مخفية، لم تطلع عليها الأجيال الفلسطينية.

استباق احتلال صفد

وتُعد عملية "يفتاح" التي استخدمتها "إسرائيل" من أجل استباق خطوة إسقاط صفد في براثن احتلالها لفلسطين، أبرز عمليات التطهير التي نفذت خلالها مئات المجازر بحق الفلسطينيين، لإرغامهم على هجرة أراضيهم وبيوتهم تحت النار.

ويقول الكاتب وليد الخالدي في توثيقه لما جرى في احتلال القرية: "إن ما تسمى وحدات البالماخ، قصفت وضمن عملية "يفتاح"، قرية مغر الخيط بمدافع الهاون".

ويضيف "كان ذلك في ليل 2مايو1948 وتحديدًا قبل نحو أسبوع من الهجوم النهائي على صفد.

ويشير الخالدي إلى أن قصف "مغر الخيط"، جاء لزيادة الضغط على المدينة وحمل الفلسطينيين على الفرار من القرية.

وبالفعل، انتهت عملية القصف إلى إخلاء القرية، بالإضافة لقرى أخرى مجاورة، من شدة بشاعتها، بينها فرعم وقباعة.

ولم يذكر أي من المؤرخين ارتقاء شهداء في عملية احتلال القرية، لكن مؤرخين إسرائيليين، أفادوا بأن عملية "يفتاح" آتت أكلها، وخرج أهل القرية تحت ضرب النار منها.

الخوف مانع لاستيطانها

ويقول المختص بشئون المهجرين سليمان فحماوي لوكالة "صفا": "إن القرية تحولت والمنطقة المحيطة بها إلى غابة، كما أنها مؤخرًا تعرضت لهزات أرضية، عقب الزلازل المتتالية التي حدثت في تركيا وسورية، سيما وأنها تقع قرب حدود سورية".

ويعزو تحولها إلى غابة، لتغلب الحشائش ونباتات الصبار على موقعها، بالإضافة لوجود مئات أشجار الزيتون، التي كانت قليلة بالمقارنة مع موقع ومساحة القرية.

ويضيف: "القرية ليس بها إلا بواقي أحجار البيوت المقصوفة، وشواهد قبور، والمنطقة اليوم هي أرض جبلية حولها غابة حقيقية، وهو ما يمنع الاحتلال ومستوطنيه، من الوصول إليها، وتحويلها لحظائر أو إقامة خمارات وملاهي ليلية فيها، كما تفعل في معظم القرى المهجرة بأراضي الـ48.

ويأتي عدم وصول المستوطنين بالرغم من قرب القرية من مستوطنتي "حتصور هجليليت"، و"روش بينا"، اللتين تقعان إلى الجنوب من موقعها، على مسافة العديد من الكيلومترات.

ر ب/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة