قهر أربعة توائم من محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حزنهم على والدتهم التي استشهدت جراء القصف الجوي الإسرائيلي، خلال عدوان 2014، وحققوا أمنيتها بتفوقهم في الثانوية العامة.
وحصل التوائم عبد الرحمن 93.1%، وعبد الله 81.6%، و محمد 79.1 الفرع العلمي، وضحى رأفت الزقزوق 93.3% الفرع الأدبي؛ وبتلك المعدلات تسللت الفرحة لأول مرة لمنزلهم منذ عدوان 2021.
ولم يكن سهل على التوائم الأربعة تخطي عقبة الصدمة والحزن على استشهاد والدتهم، التي توفت جراء جلطة حادة بعد قصف قوي إسرائيلي لمحيط منزلها في منطقة الحي الإماراتي غربي خان يونس أحد ليالي العدوان السوداء.
وقال رأفت الزقزوق، والد التوائم، لمراسل "صفا": "كانت والدتهم رحمها الله منذ صغرهم حاضرة بقوة في تعليمهم، وتوقعت في يوم من الأيام أن تأتي لهم وسائل الإعلام لتغطية تفوقهم، وهذا ما حصل بالزبط، بعد أن جد واجتهد الأربعة وحققوا التميز والتفوق، ومعدلات أفضل من السنوات التي مضت".
وأضاف الوالد "كان التوائم يشعرون وكأن أمهم بينهم، على الدوام يستحضرونها، لدرجة يضحكون أحيانًا عند تذكر بعض المواقف، فمن عزيمتها ودعمها لهم استمدوا القوة والإرادة وحققوا التفوق؛ وحولوا المحنة إلى منحة، وهم على أعتاب مرحلة جديدة بعد الثانوية".
وتقول المتفوقة ضحى: "فراق أمي كان صعبًا والثانوية لكم تكن أيضًا سهلة، فكنت بين تحدي صعب لتلك الظروف، إما أن أقف مكاني أو أحقق حلم أمي التي كانت تحلم في أن تفرح بنا، قبل أن يختطفها الموت، وبحمد الله حققت ما تتمنى، وسأدرس في الجامعة في مجال الطب، كما أحلُم".
كما لم يخف المتفوق عبد الرحمن، أن وفاة والدته كان صدمة كبيرة بالنسبة له، قائلاً: "كنت حينها في درس خصوصي وتلقيت خبر الوفاة، وحينها أصبت بشلل تفكير، وسيطر شبح الحزن والإحباط على نفسيتي، وسرعان ما تغلبت وحمدت الله على قدره، ودرست مع أشقائي واجتهدنا سويةً، حتى تفوقنا؛ صحيح توقعت أكثر من ذلك، لكنني راضٍ عن مستواي".
وتهافت المهنئون على منزل الزقزوق بأكاليل الورد وأطباق الحلوى وتعالت الزغاريد من حناجر المهنئات.