شيعت جماهير الخليل بعد صلاة الجمعة الشهيد القسامي مأمون النتشة (25 عاما) الذي ارتقى فجر اليوم في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال برفقة الشهيد نشأت الكرمي من كتائب القسام.
وشارك في مسيرة التشييع آلاف المواطنين في المحافظة، والتي انطلقت من أمام مسجد الأنصار في مدينة الخليل، وجابت شارع المدارس مروراً بجامعة الخليل ومسجد الرباط حيث ووري هناك الثرى في مقبرة العائلة.
وردد المشاركون بالمسيرة شعارات غاضبة ومنددة بجريمة الاغتيال، داعين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام التي ينتمي إليها الشهيد النتشة إلى الانتقام والثأر من قوات الاحتلال التي اغتالته.
وطالبت الجماهير الفصائل الفلسطينية بالتوحد في وجه عدوان الاحتلال المستمر، كما دعت السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات مع حكومة الاحتلال بلا رجعة.
وحيت الجماهير الحاشدة الموقف البطولي للشهيدين والمواجهة المسلحة مع قوات الاحتلال ورفض تسليم أنفسهما، والإصرار على المقاومة والتصدي للقوات الإسرائيلية.
معنويات صلبة
واستقبل والد الشهيد النتشة في مستشفى محمد علي المحتسب بالمدينة جثمان نجله الذي وصل بعد عملية الاغتيال، مبادرا بتقبيل رأسه وتقديم تحايا الإعجاب له لمواقفه في مقاومة الاحتلال والتصدي لهم ورفض تسليم نفسه.
كما حيا النتشة ابنه والشهيد الكرمي الذي ارتقى معه في معركة دامية مع قوات الاحتلال استمرت لأكثر من أربعة ساعات.
وبدت المعنويات المرتفعة والصلبة على والد الشهيد وهو يتقبل تهاني المواطنين هناك باستشهاد نجله، وقال إن هذين الشهيدين تمنيا الشهادة طويلا وها قد نالاها برضا الله وغفرانه.
وقال بصوت ملؤه القوة للصحفيين: "أترحم على ابني ورفيقه نشأت اللذين أبيا إلا الارتقاء سويا في موقف بطولي يفخر به الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة".
بدوره، قال النائب عن حركة حماس حاتم قفيشة: "إن العملية العسكرية العدوانية الواسعة في الخليل تعكس نهجًا إسرائيليا قائمًا على القتل والتدمير"، مطالبًا السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني والمفاوضات.
وقال قفيشة في تصريحات صحفية: "إن ما يجري الآن في الخليل هو عملية عدوانية إجرامية تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن نهجها القائم على القتل والتدمير".
وشدد على أن المنطقة التي جرت فيها العملية العدوانية هي مصنفة ضمن منطقة "H2"، أي أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، عادا أن عمليات القصف والتدمير تعكس وحشية الاحتلال وحقيقة نهجه القائم على القتل والتدمير.
وطالب النائب السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف المفاوضات بشكل نهائي، ووقف الملاحقات والاعتقال السياسي، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية ولحمة الوطن الواحد، لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا، الذي يأبى الاستسلام.
تخليص الشهيدين
وكان آلاف المواطنين الفلسطينيين من مدينة الخليل أموا موقع العملية العسكرية لجيش الاحتلال، وتجمعوا وهاجموا قوات الاحتلال بالحجارة، معبرين عن غضبهم للمجزرة التي ارتكبت بحق مقاومين في المدينة، وقام المواطنون بتخليص جثماني الشهيدين من قوات الاحتلال.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والحي والقنابل الغازية والصوتية صوب المواطنين، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق بينهم.
كما حمل المواطنون جثماني الشهيدين وجابا بهما شوارع البلدة القديمة من المدينة احتفاء باستشهادهما.