طرح خطة بـ3بنود لمواجهة صفقة القرن والضم

هنية: صفقة التبادل ببدايات التفاوض وإن لم يستجب الاحتلال "سنزيد الغلة"

الدوحة - متابعة صفا

كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن حراك ما -لم يحدده- في إمكانية إجراء صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن الأمر لا زال في بدايته ولم يحصل الإختراق.

وقال هنية خلال لقاء متلفز الليلة، إنه "وبعد المبادرة التي أطلقتها الحركة على لسان رئيسها في غزة يحيى السنوار حصل حراك ما من أجل التحرك وإمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال للتوصل لصفقة تبادل شبيهة بصفقة وفاء الأحرار".

وأشار إلى أنه "حتى الآن لم يحصل الاختراق المطلوب على صعيد المفاوضات، لأننا نعتبر أن الاحتلال يفتقد الجدية، ويتعامل بقشور الأمور".

وأكد هنية أن على الاحتلال أن يعلم أن الصفقة لها ثمن، ويجب أن يُطرح على الطاولة، ولن تتم الصفقة إلا إذا كانت مشرفة وترضي شعبنا.

وبين أن "الجناح العسكري لحماس كتائب القسام يمتلك جنودًا صهاينة منذ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، والآن نحن في بداية التفاوض، ولم يحصل الاختراق، وإذا تجاوب الاحتلال مع مطالبنا للوصول لهذه الصفقة فكان بها، وإلا فالذي عندنا سيبقى عندنا، وسنزيد الغلة".

وشدد على أن "الإفراج عن كل أسرى صفقة وفاء الأحرار هو شرط أساسي لإتمام هذه الصفقة، وفي حال أجرينا صفقة جديدة سنأخذ كل الضمانات لكي لا يكرر الاحتلال اعتقال من أُفرج عنهم".

الوحدة وإنهاء الانقسام

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته تقدس الوحدة؛ ولذلك قدمت الكثير من التنازلات والمرونة، من أجل إنهاء الانقسام.

ولفت إلى أن حركته لم تجد جدية حقيقية تترتب على الاجتماعات السابقة والذي كان آخرها اجتماع رام الله بُعيد إعلان صفقة القرن، لذلك أي دعوة تفتقر إلى الجدية، ولا تتبنى استراتيجية وطنية، لن تجدي بهذا الوقت.

وقال هنية: "نحن مع أي اجتماع جدي وحقيقي يمكن أن يشكل فرصة للتوافق الوطني لمواجهة هذه الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية".

وذكر أنه "تعودنا على مثل الاجتماعات بأنها بلا نتائج ولا استراتيجيات، وتستخدم للتغطيات الإعلامية، وأعتقد أنها لا ترضي أبناء شعبنا".

ودعا هنية الرئيس محمود عباس إلى مناقشة الملفات الأساسية الناتجة عن الفترة الماضية، ودعوة الإطار القيادي المؤقت للانعقاد العاجل لبحث 3 قضايا.

وتكمن تلك القضايا-بحسب هنية- بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الاتفاقات السابقة، ثم بحث الملف السياسي ومسار المفاوضات العبثية، ووضع استراتيجية وطنية شاملة تحدد المسار السياسي والمسار المقاوم.

وأشار إلى أن خطوة الضم إجراء غير عادي يجب أن يواجه بخطة وإجراءات غير عادية، مشددًا على أن المقاومة استطاعت وضع حد لتغول وخطوات الاحتلال الإسرائيلي وتبني نظرية الردع معه.

ونبه إلى أنه: "ما عاد بالإمكان الاستمرار في مرحلة مفاوضات التيه السياسي".

خطة مواجهة الصفقة

وقال هنية: "نحن في حماس نرى أنه في ظل الذكرى الـ72 للنكبة، وأمام زيارة وزير الخارجية الأمريكي الذي جاء يدشن المرحلة الإجرامية، ويعطي الغطاء الكامل لحكومة الحرب الإسرائيلية الجديدة، أقول بأن خطتنا تقوم على 3 نقاط".

وتتمثل الخطوة الأولى-وفق هنية- في توحيد الشعب الفلسطيني بمواجهة هذه الاستراتيجية وخطة الضم والاستيطان والتهويد وشطب حق العودة، مستدركًا: "نحن إذا توحدنا قادرون على إجهاض أي خطة كانت، وعلينا أن نوحد كل مكونات شعبنا: الحكومة، والمنظمة، والبرنامج السياسي".

وبين أن الخطوة الثانية تكمن في إطلاق يد المقاومة الشاملة الواسعة ضد هذه الخطة الإجرامية التي تديرها الولايات المتحدة، قائلًا: "علينا أن نطلق يد المقاومة بكل ما تمثله في غزة، والضفة لكي نواجه هذا الخطر الداهم".

وشدد على أن الخطوة الثالثة تتمثل في بناء تكتل عربي إسلامي ليشكل دعمًا وإسنادًا للموقف الفلسطيني الموحد لإفشال صفقة القرن، القضية الفلسطينية ليس فلسطينية وحسب، بل هي قضية عربية إسلامية، وشعوب أمتنا بذلت وما زالت من أجل حماية القضية الفلسطينية.

ونبه هنية إلى أن صفقة القرن لها مسارين وهما: تصفية القضية الفلسطينية، وتسيد المنطقة العربية.

المعتقلين في السعودية

وأوضح أن علاقة حركته مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، وأنها تنظر إلى جميع الدول على أنها سند وداعم للقضية الفلسطينية، والمملكة العربية السعودية في هذا السياق وهذا الإطار.

وأشار هنية إلى أن هناك صفحة مؤلمة في العلاقة مع السعودية تمثلت باعتقال 62 ناشطًا، على رأسهم ممثل الحركة في المملكة.

وقال: "كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في السعودية لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية".

وأضاف: "نتمنى وندعو خادم الحرمين للإفراج عن الإخوة المعتقلين، ونحن على أعتاب عيد الفطر السعيد، نتمنى أن تكون صفحة مشرقة بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين".

وأشار إلى أن المحاكمات واللوائح الموجهة للمعتقلين في السعودية مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.

وأكد هنية أن كل المعتقلين في السعودية كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، ونحن لا نتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية، ونعتبر أمن الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، جزءًا من أمننا القومي.

وشدد على أن كل المعتقلين في السعودية يُحاكمون على أعمال خيرية كانت تقدَّم للمرابطين في المسجد الأقصى، والفلسطينيين في الشتات، وفقراء غزة، والأراضي الفلسطينية.

وقال: "نحن رحبنا بمبادرة الحوثي، وعبرنا عن شكرنا له، ولكن لا يوجد هناك حراك جدي وحقيقي بُني على هذه المبادرة".

وبين أن "حماس حركة وطنية فلسطينية، وتعمل داخل أرض فلسطين، وبين أوساط شعبها، واستراتيجيتها قائمة على مواجهة الاحتلال، وأنه ليس لها أي ارتباط تنظيمي أو عضوي خارج فلسطين، ونحن علاقاتنا مع كل مكونات الأمة طيبة".

وأكمل هنية: "نريد لكل شعوب الأمة أن تتوحد وتنهي خلافاتها، وأن يعود إليها الاستقرار، وأن تنتهي كل المعارك الطائفية والعرقية لأنها تٌنهك الجسم العربي، وتغري الاحتلال للاستمرار في ضرب قضية الأمة، ومحاولة الإستيلاء على المسجد الأقصى والقدس".

ودعا شعوب الأمة إلى إنهاء حالة التوتر والحروب، واستعادة وحدة الكلمة، لأن صفقة القرن ليست مقصورة على تصفية القضية الفلسطينية، بل لها مسار إقليمي بأن يتم السماح للكيان الصهيوني بأن يتسيد المنطقة العربية بمساعدة أمريكية.

ونبه إلى أن خطر صفقة القرن يمتد إلى البيت العربي، ويجب أن نعيد ترتيب هذا البيت، من أجل قطع يد هذا الخطر.

وضع حماس الداخلي

ونفى وجود أي خلافات داخل حماس، فـ"هي حركة كبيرة ممتدة في الداخل والخارج، وفيها طبقات قيادية وتكامل أجيال، وفيها نقاش وحرية رأي وديمقراطية عالية المستوى".

وقال هنية إن "أكبر من أي فرد وأي قائد، ولها أعراف، وتزداد يومًا بعد يوم تمسكًا ووحدة داخلية".

وأضاف: "أفتخر بأننا الحركة الفلسطينية الوحيدة التي تُجري انتخابات بشكل دوري، وأنا بصفتي رئيس الحركة أريد أن أؤكد أن قيادة الحركة تقود صفًا من الأحرار".

علاقات حماس الخارجية

وبين هنية أن "التطبيع لا مكان له في واقعنا العربي الإسلامي... نعم هناك أصوات نشاز، لكنها لا تعبر عن الوعي العربي، فالشعوب العربية مرتبطة بالقدس وفلسطين".

وقال: "تابعت كمّا هائلًا ومشرفًا من أوساطنا العربية والإسلامية أظهرت صوتًا آخر غير الذي تروجه بعض المسلسلات، وأظهرت أن كل محاولات التطبيع ستفشل".

وذكر أن العلاقة مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، ونسعى دائما لتطويرها، لأننا نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولأن القضية تهم الجميع.

وأشار هنية إلى أن علاقاتنا مع مصر مستقرة ومتطورة وإيجابية، ونرى في مصر دولة جوار كبرى، لأنها تشكل عمقًا عربيًا استراتيجيًا، ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة.

ونبه إلى معبر رفح والمصالحة الفلسطينية، والعمق العربي كلها ملفات تديرها جمهورية مصر العربية؛ ونحن معنيون بتطوير العلاقة معها.

وبشأن العلاقة مع جمهورية إيران الإسلامية، أكد هنية أنها منطلقة من أننا نريد علاقة طيبة مع كل الدول العربية والإسلامية.

وبين أن الكثير من الدول تقدم لفلسطين المساعدات المالية والإغاثية، مثل دولة قطر وتركيا وغيرهما، وأتوجه لهما بالشكر الجزيل.

ولفت إلى أن إيران تقدم على مدار سنوات مساعدات مالية، وعسكرية، وتقنية، ونحن نتعامل مع الكل الدول على أساس ما تقدمه بما يفيد قضية فلسطين وقضية المقاومة.

ووجه هنية رسالة للأشقاء السودانيين: "نقول لأشقائنا في السودان: لا تجعلوا بلدكم بوابة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

ذكرى النكبة

وقال هنية: "نعيش اليوم الذكرى الـ72 لاغتصاب فلسطين، وتهجير شعبنا، وفرْض هذا الكيان على أرضنا المباركة.. مرّ 72 عامًا من التهجير والتهويد والتقسيم، لكن مرّ 72 عامًا من المقاومة والصمود والمواجهة".

وشدد على أن شعبنا يؤكد أنه متجذر بأرضه، وأنه قادر على كتابة التاريخ وحماية الجغرافيا، وأنه شعب لا يكل ولا يمل رغم كل هذا العدوان السافر.

جائحة كورونا

وأكد هنية أن غزة استطاعت ونجحت عبر جهد هائل وكبير من وزاراتها وبإسناد الحركة وأجهزتها المختلفة أن تشكل حماية لأبناء شعبنا من جائحة كورونا.

وبين أن الخطر الذي يحدق شعبنا في غزة ما زال قائمًا بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 14عامًا.. ما زال هناك تهديد خطير وجدي من خلاله.

ودعا هنية إلى رفع الحصار عن غزة وأن تتحمل كل الأطراف مسؤوليتها تجاه ذلك.

/ تعليق عبر الفيس بوك